ad a b
ad ad ad

الخنق والدهس.. وصايا «داعش» المُنفذة في سويسرا

الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 09:38 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

ضربت الحوادث الإرهابية سويسرا ضمن سلسلة هجمات وقعت مؤخرًا في دول الاتحاد الأوروبي، إذ طعنت امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا سيدتين في متجر بمدينة لوجانو بجنوب البلاد في 24 نوفمبر 2020 مُقدِمة على خنق إحداهما.


وأضافت السلطات أن الواقعة تتعلق بعقائد متطرفة لدى المنفذة سويسرية الأصل والمعروفة لجهات الشرطة لأنها خضعت لتحقيق أمني في 2017 لأسباب ارهابية، فطبقًا للأخبار المحلية ارتبطت السيدة بمتطرف داعشي في سوريا عبر ما يسمى بـ(الجهاد الالكتروني).

الخنق والدهس.. وصايا

تصاعد إرهابي بسويسرا


تتخوف سويسرا من تزايد التطرف على أرضها واحتمالات تحقق هجمات أوسع قد تتسبب في خسائر بشرية، وذلك بسبب تكرار الحوادث في الفترة الأخيرة، ففي سبتمبر 2020 قالت أجهزة الشرطة إن رجلا معروفًا لدى الاستخبارات الفيدرالية بنشر الدعاية المتطرفة على شبكة الانترنت طعن شخصًا في مطعم بمنطقة مورجيس.


وفي 27 أكتوبر 2020 صدقت محكمة سويسرية على حكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ لشخصين متطرفين نشرا على مواقع التواصل الاجتماعي دعاية لتنظيم القاعدة، فيما قالت الاستخبارات السويسرية في 24 نوفمبر 2020 إن التهديد الإسلاموي في البلاد بات في مستوى متصاعد.


ولكن الاستخبارات أشارت إلى أن المستوى المتصاعد للتهديد لا يعني بأنها في المرتبة الأولى لمرمى المتطرفين بعكس غيرها من الدول، ولكن تتمثل أبرز عوامل الخطورة بالنسبة لها في عقيدة الإسلامويين ب(تكفير) الغرب، وباعتبارها من العالم الغربي فهي ضمن المجموعة التي تعاديها تلك التيارات المتشددة.


ويمثل تنظيم داعش والمتعاطفون معه أبرز المجموعات التي تهدد سويسرا من ضمن التيار المتطرف، فبحسب جهاز الاستخبارات تتأثر العناصر المتعاطفة مع التنظيم بالدعاية الالكترونية، ولذلك من المحتمل بأن تتعقد الأمور الأمنية في البلاد إذا دعا التنظيم مباشرة لهجمات داخل البلاد.


وترجع السلطات ذلك إلى أن الهجمات الأخيرة وقعت عبر تنفيذ الذئاب المنفردة وليس عبر أشخاص على صلة مباشرة بقيادات التنظيم، وهو ما يسبب خطورة للأمن في حال التعبئة ضد الدولة ومواطنيها، مضيفة أن الذئاب السويسرية ترتبط بالتنظيم وعقيدته ليس من ناحية أيديولوجية ولكنها نفسية أكثر فأغلبهم مصابون باضطرابات.


وفي زواية أخرى حول التطرف في البلاد فأن الشبكات بأوروبا تبقى مخيفة بمعنى وجود علاقات مترامية الجغرافية ترتبط ببعضها عن بعد لتنفيذ هجمات بالداخل بات أمرًا مهمًا لأجهزة الأمن، وبالأخص بعد واقعة الإرهاب في العاصمة النمساوية فيينا، والتي احتجز للاشتراك في تنفيذها اثنين من المواطنين السويسريين.


ففي 2 نوفمبر نفذ داعشي يدعى أوكتيم فيزولاي هجومًا بالرصاص تسبب في مقتل 4 أشخاص وأظهرت التحقيقات فيما بعد أنه عضو بشبكة على علاقة بقيادات التنظيم المتطرف وينتشر عناصرها في أوروبا منهم اثنان قبض عليهم في منطقة فينترتور بزيورخ.


وحول العائدين من داعش فهم أيضًا تحدٍ للجهات الأمنية، التي تشير إلى عودة 16 فقط بحسب الإعلام المحلي، إذ تتخوف الدول الأوروبية من استقدام مواطنيها الدواعش من المعسكرات السورية بسبب احتمالات انخراطهم في العنف مجددًا بعد ما تلقوه من تدريبات عسكرية على حمل الأسلحة أو تصنيع المتفجرات، وبالتالي تبقى هذه القضية إشكالية دولية تلقي بظلالها على استقرار الشرق الأوسط الذي ترفض أوروبا استقدام مواطنيها منه.


الخنق والدهس.. وصايا

وصايا داعش المُنفذة في سويسرا

في تماس مع التقرير الاستخباري المتخوف من تأثير الدعاية الالكترونية لداعش على مواطنيه المتعافين مع التنظيم أو حتى المضطربين نفسيًّا تبقى وصايا داعش قائمة بقوة وبالأخص في الحادثة الأخيرة للسيدة.


ففي إحدى إصدرات داعش لذئابه المنفردة في أوروبا اقترحت الجماعة المتطرفة استراتيجية الخنق ضمن أعمال العنف، مطالبة عناصرها بالاحتفاظ بحبل في جيوبهم، وحين تسمح الفرصة التقدم إلى الضحايا وخنقهم من الخلف في خطوة سريعة شرحتها لهم بالصور.


المزيد.. فرنسا والإرهاب.. خريطة متشابكة وملفات معقدة

"