ad a b
ad ad ad

غزو ناعم.. الهلال الأحمر التركي أداة «أردوغان» لتنفيذ مخططاته المشبوهة «3-4»

الخميس 03/ديسمبر/2020 - 01:58 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تناولنا في الأجزاء السابقة من ملف «غزو ناعم» أدوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتغلغل داخل المجتمعات، سواء عبر وكالة «تيكا» أو حتى عبر استغلال منظمة الشؤون الدينية «ديانت».
غزو ناعم.. الهلال
ونتناول في هذا الجزء الدور الذي لعبه الهلال الأحمر التركي في تنفيذ مخططات «أردوغان»، مستغلًا الكوارث الطبيعية والإنسانية، والتي يدخل من خلالها إلى المناطق المنكوبة بشكل سريع.

يكثف الهلال الأحمر التركي من نشاطه في الدول المنكوبة التي تحتاج مساعدات، ولاسيما مناطق الصراع، ولعل دوره المشبوه في اليمن خير دليل على ذلك، إذ نفذ أنشطة مشبوهة أكثر منها إنسانية في محافظات عدن والضالع وتعز، بعضها يتم الإفصاح عنها بشكل رسمي، وبعضها تتم بواسطة شركاء محليين وهميين، بهدف عدم لفت الأنظار إليها.

واستغلت جمعية الهلال الأحمر التركي، حالة الفقر الذي يعيشه أهل اليمن بفعل الحروب، للتغلغل داخل البلاد بشكل أوسع، وكثف من انتشاره بعدد من المحافظات الجنوبية والشمالية، إذ يتركز نشاط الجهات التركية باليمن، في محافظات: مأرب وعدن وأبين ولحج والمحويت وتعز، فضلًا عن العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.

وتعد الحرب بين أذربيجان وأرمينيا أكبر دليل على تغلغل النظام التركي في باكو عبر بوابة الهلال الأحمر، ولعل ذلك تمثل في تصريح كرم قنق، رئيس الهلال الأحمر التركي، عن دعم الشعب الأذري في عمله المسلح لتحرير أراضيه.

وفي سبيل ذلك يقدم الهلال الأحمر كل أشكال المساعدات مثل المواد الغذائية، والمنظفات، وأدوات المطبخ، والخيام، والبطانيات، والأسرّة والمستلزمات المعيشية، وبذل الجهود من أجل إعادة الإعمار، كما وزع الهلال الأحمر التركي، الملابس الشتوية على الأيتام في مدينة كنجة الأذربيجانية.


وعمد الهلال الأحمر التركي إلى تقديم المساعدات إلى شمال قبرص منذ عام 2018؛ بهدف محاولة الحصول على نصيب من كعكة ثروات المتوسط، حيث قدم مؤخرًا 30 ألف مجموعة تعقيم وزعت على الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بتكلفة بلغت نحو 84 ألف دولار، فضلا عن خزائن، ومواد ومعدات إسعافات أولية للمدارس هناك، كما وفر العام الجاري، تدريبات على الإسعافات الأولية في مدارس الشطر التركي من الجزيرة، شملت 36 ألفًا و746 طالبًا في 57 مدرسة.

وقدم الهلال الأحمر التركي، مساعدات غذائية لشمال قبرص؛ حيث وزع خلال عام 2020 حصصًا غذائية على ألفي شخص، وقدم الدعم الطبي والمادي، كما ساهم في رفع مسيرة التعليم في قبرص التركية، والمشاركة في صيانة، وتحديث المؤسسات التعليمية، والمرافق الخاصة بالأطفال، فضلا عن توزيع ألعاب على 5 آلاف طفل، إضافة إلى وجبات إفطار جرى توزيعها على الأطفال وأسرهم، بالإضافة إلى دعمهم في كارثة فيضان 2018 بالمواد الغذائية والملابس، لذا نجد أن الجانب القبرصي يؤكد أن الوجود التركي العسكري فيه شرط لا غنى عنه بالنسبة إليه.

كما واصل الهلال الأحمر براجمايته في استغلال الكوارث، كما حدث مؤخرًا في انفجار مرفأ بيروت، الذي خلف 171 قتيلًا، وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، إلى جانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقًا لأرقام رسمية غير نهائية، عبر تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من الانفجار، أملًا منهم في العودة مرة أخرى للسيطرة على القرار اللبناني، غير عابئين بحجم الأضرار التي لحقت ببلاد الأرز في ظل العهد العثماني.

نفس الأمر فعلته الجمعية التركية، جراء الفيضانات في السودان، إذ وزعت مساعدات إنسانية على آلاف الأشخاص المتضررين من السيول، في منطقة الكلاكلة التابعة للخرطوم، وهي الأكثر تضررًا من الكارثة، كما تم توزيع لحوم أضاحي على 50 ألف شخص من المتضررين جراء السيول والفيضانات، وطرودا غذائية على نحو 5 آلاف شخص.

ووزعت جمعية الهلال الأحمر، رؤوس ماشية على أسر باكستانية في قضاء «خانيوال» بإقليم البنجاب الباكستانية، في إطار مشروع بركة الذي يستهدف 300 شخص لدعم تنمية المزارعين، وتحسين مستوى معيشة الفقراء من خلال تربية الحيوانات، وتوفير دخل للأرامل والعاطلين عن العمل، فضلًا عن توفير الاحتياجات الأساسية من حليب ولحوم، وذلك في إطار سعى النظام التركي لدس السم في العسل، والتغلغل داخل الدول عبر جسر الهلال الأحمر.
"