ad a b
ad ad ad

ليبيا ليست من هذا الاتجاه.. تونس تغلق أبوابها في وجه أردوغان وتميم

الأحد 05/يوليو/2020 - 08:40 م
المرجع
سارة وحيد
طباعة

يحاول محور التخريب الثلاثي (تركيا قطر الإخوان)  جعل«تونس» الحصان الأسود في مضمار الشر  الذي يقود لتنفيذ الاجندة الاستعمارية للدولتين والجماعة، وتحقيق مصالحها التخريبية في ليبيا.

الورقة الرابحة هامة بالنسبة للمحور«القطري التركي» لتنفيذ الأجندة الإخوانية في ليبيا.


ليبيا ليست من هذا

إلا أن  تونس رفضت لعب هذا الدور، وجاء تولي قيس سعيد رئاسة تونس كحجر عثرة أمام المخطط التركي في ليبيا، علاوة على استياء الشعب التونسي من محاولات تدخل حركة النهضة التونسية في الشأن الليبي وجر بلادهم إلى مستنقع غير مأمون الخروج منه.


وعليه حاول كل من«أردوغان» و«تميم» الالتفاف على الوضع للسيطرة على تونس مرة أخرى، خاصة وأنها تعد لاعبا مؤثرا في الملف الأمني الليبي، وتحقيق أطماع أردوغان في المنطقة.


وعلى أرض الواقع، تعرضت  ميليشيات «أردوغان» لهزيمة نكراء في ليبيا، ما جعله يحاول تعويض خسائره من خلال استغلال الأراضي التونسية لمراقبة ما يحدث في ليبيا وإرسال إمدادات لحكومة الوفاق في طرابلس، إلا أنه اصطدم بالرئيس التونسي «قيس سعيد» الذي هدم أحلام أردوغان، لاسيما بعد أن كشف الرئيس التونسي أكاذيب أردوغان بشأن انضمام تونس لتحالف (تركيا –ليبيا)، وأكد في ديسمبر 2019، أن بلاده لن تقبل على الإطلاق استغلال أي شبر من أراضيها إلا تحت السيادة الوطنية، ولن تشترك في تنفيذ أطماع تركيا في الأراضي الليبية.

ليظهر بعد ذلك عجز أردوغان وعدم قدرته تنفيذ مخططاته في ليبيا من خلال حركة النهضة الإخوانية، بسبب الصراع الخفي بين راشد الغنوشي زعيم الحركة ورئيس البرلمان التونسي، وقيس سعيد بسبب تحديد نفوذ اتخاذ القرار، ما أدى لتوتر العلاقات بينهما، بجانب إشراف الرئيس التونسي على  الملف الأمني الداخلي والإقليمي، بما لا يسمح لأردوغان لتنفيذ مخططاته.


وعقب تلك الضربة التي تلقاها أردوغان من الرئيس التونسي«قيس سعيد»، شعر الرئيس التركي أنه فشل في سعيه لإنقاذ وضع قواته العسكرية المتدهورة في ليبيا، فلجأ إلى شريكه في المخطط الإخواني للسيطرة على ليبيا، أمير قطر «تميم بن حمد»، والذي سعى من خلاله لكسب ود«قيس» من خلال إغراء بلاده بالاستثمارات، خاصة وأن قطر تحتل المركز الثاني من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس.

ففي 25 فبراير 2020، زار أمير قطر«تميم بن حمد» تونس، والتقى بالرئيس«قيس سعيد»، وعقب تلك الزيارة أكدت رئاسة الجمهورية التونسية، في بيان إعلامي لها، على عمق العلاقات بين الدولتين، واستعداد الأمير تميم لإنجاز مشروعات اقتصادية بتونس، مثل إنجاز مشروع المدينة الصحية بولاية"القيروان"، وإمكانية تحويل ديون تونس لقطر إلى استثمارات.


ليبيا ليست من هذا

كسب ود قيس سعيد

وفي تصريح للمرجع ، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تونس بلد  لا يمكن لقطر أو تركيا أن تخسره، نظراً لكونه يشكل باب خلفي لمراقبة الأوضاع في ليبيا، وتزويد تركيا ليبيا بإمدادات عسكرية، بجانب أن قطر تشكل عنصر هام في تمويل تلك الخطط، ويتم من خلالها عقد اللقاءات والاتفاقيات في تونس، وبالتالي تسعى لكسب ود قيس سعيد والتقرب من تونس حتى لا تتعطل مخططاتها في ليبيا.

 وأضاف فهمي، أن المحور القطري التركي يسعى للحفاظ على تونس،  بجانب اتجاه قطر في الوقت الحالي لبناء سياسة جديدة لها في دول المنطقة، وفقاً لتخطيط تركي.

وعقب زيارة تميم إلى تونس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له يوم 22 مارس 2020، ارتفاع عدد المرتزقة السوريين الذينوصلوا إلى طرابلس، إلى ما يقرب من 4750 بينما وصل حوالي 1900 آخرين إلى تركيا للخضوع لدورات تدريبية.

 


ليبيا ليست من هذا

جمعيات خيرية مشبوهة للسيطرة على الوضع في ليبيا

لم يكن كسب ود «قيس سعيد» هو وسيلة المحور التركي القطري للحفاظ على تونس من أجل تنفيذ مخططاتهم في ليبيا، فقد أوضح «فهمي» أيضاً أن «أردوغان» كان  يستخدم المال القطري في تونس، من أجل بناء شبكة نفوذ مالي لدعم الجمعيات الخيرية في تونس، والتي تمدها قطر بالأموال، وأصبحت تتحرك بحرية أكبر عقب سيطرة النهضة على مواقع الرقابة في الدولة.


وظهر ذلك جلياً، في عام 2018، عندما كشفت التحقيقات الأمنية التونسية، عن وجود عشرات من الجمعيات التي كانت تنشط تحت غطاء خيري في تونس، وضخت تمويلات كبيرة إلى الخلايا الإرهابية، وتمكن جهاز الاستخبارات التونسية من كشف جمعيات  مشبوهة مرتبطة بقطر، ولها علاقة بالخلايا الإرهابية، بحيث تساهم في عمليات تجنيد ونقل آلالاف من الشباب لبؤر التوتر مثل ليبيا وسوريا.


وأوضحت تقارير أمنية ومالية صادرة عن اللجنة المالية التونسية، أن الجمعيات الخيرية  مولت ونقلت ما يقرب من 6 آلاف شاب إلى كل مناطق النزاع العراق وسوريا وليبيا.

 

 للمزيد.. 

«سيتا» للدراسات.. مركز تركي لتدريب الإرهابيين ونشرهم في الوطن العربي

 

 

"