لأول مرة.. بلجيكا تحاكم دبلوماسيًّا إيرانيًّا بسبب الإرهاب
الخميس 03/ديسمبر/2020 - 09:23 ص
اسلام محمد
في سابقة هي الأولى من نوعها بدأت في العاصمة البلجيكية بروكسيل محاكمة الدبلوماسي الإيرانى «أسد الله أسدي» وثلاثة شركاء مفترضين له، بتهمة التخطيط لاستهداف تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس عام 2018.
وتعد تلك المرة الأولى التي يحاكم فيها دبلوماسي إيراني في أوروبا بسبب التورط في أعمال إرهاببة، إذ رفض «أسدي» حضور جلسة المحاكمة، التي طالب الادعاء العام خلالها بإنزال عقوبة السجن 20 عامًا بحقه، حيث من المقرر عقد الجزء الثاني من المحاكمة الخميس 3 ديسمبر 2020، لتختتم المحكمة الجلسات بعده وتصدر الحكم مطلع العام المقبل.
انخراط إيرانى في الإرهاب
سبق لإيران أنّ انتقدت انتهاك الحصانة الدبلوماسية لأسدي، معتبرةً توقيفه غير قانوني، ويواجه هو وشركاءه، أمير سعدوني وزوجته نسيمه نعامي، ومهرداد عارفاني، وجميعهم بلجيكيون من أصل إيراني، المحاكمة بتهمة محاولة القتل الإرهابي والمشاركة والانخراط في جماعة إرهابية.
ووفقًا للوثائق الموجودة في الملف، حمل «أسدي» شخصيًّا متفجرات قوية من نوع TAPT، من طهران إلى العاصمة النمساوية فيينا على متن رحلة تجارية، ثم توجه إلى لوكسمبورج لتسليمها للشريكين، سعدوني ونعامي، فاعتقلته السلطات الألمانية في اليوم التالي حيث كان على وشك عبور الأراضي الألمانية إلى النمسا، وعثر المحققون أيضًا على دفتر ملاحظات أحمر في سيارة أسدي به تعليمات حول كيفية استخدام القنبلة.
وكشف تحليل الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمشتبه بهم أنهم استخدموا لغة مشفرة للتواصل.
واعتقل كل من سعدوني ونعامي في صباح يوم الهجوم بينما كانا في طريقهما إلى مكان التفجير، وكانت القنبلة والمفجر عن بعد مخبأين في حقيبة أدوات الزينة الخاصة بنعامي.
مريم رجوي، رئيسة جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة
مطالب بمحاسبة النظام الإيرانى
من جهته اصدر المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانیة بیانًا حول محاکمة أسدی طالب فيه الدول الأوروبية بمحاسبة المسؤولين في النظام بسبب ما ارتکبوه من إرهاب لمدة 4 عقود، وتصنيف وزارة المخابرات وقوات الحرس للنظام الإيراني كمنظمات إرهابية، ومحاكمة عناصر ومرتزقة مخابرات الملالي وفيلق القدس وطردهم من أوروبا بدلًا من منحهم اللجوء.
وأكد البيان أن ما يسمى بالسفارات والمراكز الثقافية والدينية للنظام الإيرانى هي مراكز تنسيق الإرهاب والتجسس ويجب إغلاقها.
وقالت مريم رجوي، رئيسة جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة: «التحقيق المستقل والمهني للقضاء البلجيكي جدير بالثناء. كما أظهرت الأبحاث، نحن نواجه إرهاب دولة منظم. لذلك، إضافة إلى الذين يُحاكمون اليوم في هذه المحكمة، حان الوقت لمحاكمة قادة هذا النظام».
وأضافت: «كما ذكرتُ أنا في شهادتي التي استمرت 7 ساعات، فإن قرار التفجير في الاجتماع السنوي للمقاومة في فيلبينت تم اتخاذه في مجلس الأمن الأعلى للنظام برئاسة حسن روحاني (رئيس الدولة) ووافق عليه خامنئي (مرشد النظام الايراني) شخصيًّا، وكُلّفت وزارة المخابرات بتنفيذ هذا القرار بالتعاون مع وزارة الخارجية. يجب تقديم خامنئي وروحاني وظريف (وزير الخارجية الإيرانى) ووزير مخابرات الملالي إلى العدالة بسبب ما ارتكبوه لمدة أربعة عقود من الجريمة والإرهاب».
وشدّدت رجوي على أنه ثبت مرة أخرى أنه لا يوجد تمييز بين أجهزة هذا النظام، بما في ذلك بين وزارة المخابرات ووزارة الخارجية ومكتب خامنئي ومكتب روحاني، وأنه في يوم اعتقال أسدي، حاول محمد جواد ظريف، وزير خارجية النظام، المتورط شخصيًّا في المؤامرة الإرهابية، إنقاذ دبلوماسيه الإرهابي.





