ad a b
ad ad ad

زعيم «القاعدة» المختفي.. هل مات بالمرض أم تخلصت منه قطر؟

الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 09:14 م
المرجع
المرجع
طباعة
كتبت ريتا كاتز، مديرة مجموعة «سايت» للاستخبارات، تغريدة عن شائعات لم يتم التحقق منها إلى الآن، بشأن وفاة أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» الحالي في إمارة قطر منذ حوالي شهر.

وبالرغم من تلك التغريدة، لم تصدر الحكومة القطرية ردًّا عليها، إلا أن هناك تقارير غير مؤكدة عن وفاته، متأثرًا بمرضه قبل نحو شهر، وشغل «الظواهري» منصب زعيم تنظيم القاعدة منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن، لكن التنظيم لم يؤكد الخبر.
زعيم «القاعدة» المختفي..
وفاة أم تصفية جسدية؟
التجاهل التام الذي يبديه كل من تنظيم القاعدة والحكومة القطرية، وكذلك عدم وضوح مكان وجود أيمن الظواهري، مسألة تثير الانتباه، ويجب تحليلها، فبالنظر إلى تاريخ دعم قطر للتنظيم، من الممكن الإشارة إلى احتمالية أن تكون الإمارة الصغيرة قامت بتصفية أيمن الظواهري؛ حفاظًا على إفشاء العديد من الأسرار بين الدوحة والقاعدة، لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه هل تتستر الدوحة على مقتل الظواهري؟

من الشائع لدى كل من قطر والقاعدة عدم نشر أخبار وتأكيدات عن مقتل قادتها بطريقة مناسبة 

وعلى سبيل المثال، لم يؤكد «القاعدة» وفاة حمزة نجل أسامة بن لادن، وعندما توفي آدم جادان (المعروف أيضًا باسم عزام الأمريكي) عام 2015، استغرق الأمر خمسة أشهر للاعتراف بوفاته، حتى وفاة أسامة بن لادن، لولا الولايات المتحدة، لكان من الممكن أن يتم إخفاؤها فترة طويلة بواسطة حكومة قطر والقاعدة.

ولاشك أن تلك المسألة مهمة جدًّا بالنسبة لأفغانستان المنشغلة حاليًّا بمحاربة حركة «طالبان» وتنظيم القاعدة، فتعد وفاة «الظواهري» خبرًا جيدًا لأفغانستان، خاصة مع تقدم محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

ولأن «الظواهري» كانت تربطه أيضًا علاقات وثيقة مع «طالبان»، فكان أحد أهم انتصاراته الاستراتيجية أنه تمكن من الحفاظ على علاقة التنظيم مع الحركة الأفغانية، والتي استمرت على الرغم من الضغوط العسكرية الدولية والأمريكية الهائلة لقطع العلاقات.
زعيم «القاعدة» المختفي..
مؤخرًا أفادت الأمم المتحدة، بأن الظواهري تفاوض شخصيًّا مع كبار قادة «طالبان» للحصول على تأكيدات بمواصلة الدعم، ويبدو أن هذه المحادثات كانت ناجحة.

وعلى الرغم من الالتزامات تجاه الحكومة الأمريكية كجزء من اتفاق السلام الذي عُقد في الدوحة في فبراير 2020، لم تتخل «طالبان» علنًا عن «القاعدة»، ولم تتخذ أي إجراء واضح للحد من عمليات الجماعة في أفغانستان.

تمويل قطرى فائق
قالت مصادر رفيعة المستوى في «طالبان» إن التمويل الحكومي القطري لطالبان بدأ عام 2006، وينطبق الشيء ذاته على «القاعدة» وعلى الرغم من عدم وجود مستندات قاطعة على كم التمويل، إلا أنه مقارنة بالمستوى الذي وصل إليه في السنوات اللاحقة، تألف التمويل الخارجي (القطري والباكستاني) (وفقًا لمصادر في الهيكل المالي لطالبان) من عشرات ملايين الدولارات، في هذه المرحلة، ما سمح للحركة بالتوسع داخل أفغانستان.

وهكذا، في عام 2006، بدأ حجم إرهاب «طالبان» في النمو على نطاق أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي، فهؤلاء المتبرعون كانوا يرعون فقط فرعها الأفغانى،  ورفضوا دعم مجموعات أخرى مثل الحزب الإسلامي، الذي ينتمي إلى قلب الدين حكمتيار. 

كانت إحدى الطرق الوحيدة التي يمكن من خلالها لمجموعات أخرى مثل «الحزب الإسلامي» الوصول إلى التمويل هي الانضمام إلى «طالبان» وعندها فقط يمكنهم الحصول على تمويل، ويبدو أنها طريقة ذكية لتوسيع مجموعة الأصوليين التي قد تسهل قطر من خلالها فيما بعد الوجود في أفغانستان.
زعيم «القاعدة» المختفي..
تحديات تنتظر الزعيم الجديد
علاوة على ذلك، فإن تنظيم «القاعدة» سيواجه العديد من التحديات الخطيرة للمضي قدمًا بمجرد تأكيد وفاة زعيمهم أيمن الظواهري، إذ إن وفاته ستطرح العديد من الأسئلة، من سيقود التنظيم بعده، وسيواجه خليفة زعيم القاعدة التالي معضلة الموازنة بين ما يعتقده الكثيرون في التنظيم الإرهابي بأنه حتمية الإرهاب العابر للحدود في الغرب، وتكاليف جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ومن المحتمل أن ينتظر العديد من القياديين في التنظيم من قائدهم الجديد هجومًا كبيرًا، كي يكون إثباتًا لموافقته على أنها الحركة الجهادية المهيمنة، والتابعة لاستراتيجية «بن لادن» الكبرى المتمثلة في معاداة الولايات المتحدة.
"