ad a b
ad ad ad

تصعيد أرميني وتعنت تركي.. أنقرة تشعل أزمة قره باغ وتغذي نار الحرب

الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 12:04 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

يواصل النظام التركي برئاسة «رجب طيب أردوغان» التدخل في شؤون البلدان الأخرى، لفرض نفوذه، وتحقيق أطماعه الرامية إلى السيطرة على ثروات ومقدرات هذه البلدان، ولذلك استغل «أردوغان» مؤخرًا الاشتباكات الدائرة في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، وقام بتقديم الدعم العسكري والسياسي للجيش الأذري، مخترقًا قرار وقف إطلاق النار الذي سبق واتفق عليه الجانبان الأرمني والأذري خلال مباحثاته في العاصمة الروسية موسكو.

تصعيد أرميني وتعنت

وعود تركية

ولم يتوان الرئيس التركي عن إرسال المرتزقة الموالين له سواء من سوريا أو أفريقيا، ومثلما فعل في ليبيا، قام بالشيء ذاته في قره باغ، ومنذ اندلاع الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في سبتمبر 2020؛ أرسل أسلحة ومرتزقة سوريين للقتال بجانب القوات الأذربيجانية، وكعادته استغل الأوضاع السيئة لهؤلاء المرتزقة، ووعدهم بالحصول على رواتب عالية ومكافآت أيضًا، وفي نهاية الأمر يلقى هؤلاء المرتزقة مصيرًا سيئًا، فبعضهم يلقى حتفه والبعض الآخر يحاول الهرب لإنقاذ حياته.


وهذا ما أكده مرتزق سوري يُدعى «يوسف العبة الحجي» في 1 نوفمبر 2020، بعدما قبضت عليه القوات الأرمينية، قال «الحجي»: إن أنقرة هي من أرسلتهم للقتال بجانب القوات الأذرية في إقليم قره باغ المتنازع عليه، ووعدتهم بالحصول على مكافأة مقدارها 100 دولار مقابل قطع رأس كل كافر (من الجيش الأرمني)، إضافة للحصول على راتب شهري قدره 2000 دولار أمريكي، وأعطت كل واحد منهم قلادة تركية الصنع عليها رقم عسكري معلقة في رقبته، مشيرة أن هذه القلادة من أجل تميز القتلى خلال المعارك، وفقًا لفيديو نشرته وزارة الدفاع الأرمينية.

تصعيد أرميني وتعنت

تصعيد أرميني

وبعد هذا الفيديو، توعد وزير الدفاع الأرمني «آرتسرون هوفهانيسيان» في 2 نوفمبر 2020، تركيا برد قاسٍ، بسبب استمرارها في تقديم الدعم العسكري والسياسي للجيش الأذري في مواجهته مع أرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه، قائلًا على الجانبين التركي والأذربيجاني انتظار مفاجآت جديدة بسبب تهديداتهم المستمرة لأرمينيا.


للمزيد: متهمًا أنقرة بدعمهم.. برلمان «قره باغ» يدعو لتحالف إقليمي ضد الإرهابيين الدوليين

تصعيد أرميني وتعنت

تداعيات التدخل التركي

وتحذير «هوفهانيسيان» لأنقرة لم يكن الأول، فسبق وأن وجهت أرمينيا على لسان عدد من مسؤوليها تحذيرات إلى «أردوغان» الذي يغض الطرف عن كل ذلك، ويواصل التدخل العسكري لدعم أذربيجان، الأمر الذي دفع الرئيس الأرميني «أرمين سركيسيان» للقول أثناء حواره مع شبكة «سي بي إن نيوز» الأمريكية 16 أكتوبر 2020، أن تركيا هي العقبة الرئيسية أمام تسوية سلمية في إقليم ناغورنو كاراباخ، مطالبًا بإخراج تركيا من هذا النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات مع أذربيجان، والتوصل إلى تسوية سليمة لهذه الاشتباكات الدائرة.


وكشف الرئيس الأرمني عن خطورة تدخل تركيا في هذه النزاعات، مبينًا أن استمرار تدخلها وإرسالها أسلحة ومرتزقة إلى إقليم قره باغ سيدفع آخرين من المنطقة للتدخل في هذا الصراع، وسيكون هناك «سوريا» أخرى، إضافة أن عدم إيقاف تركيا، سيؤدي إلى أوضاع غير مستقرة في القوقاز، وستسيطر أنقرة في نهاية الأمر على خطوط الأنابيب الدولية.


وتجدر الإشارة أن روسيا تدخلت مطلع أكتوبر 2020، لحل الأزمة الدائرة حول إقليم ناغورنو كاراباخ (قره باغ) الذي يحتوي على أغلبية من الأرمن؛ وعقدت مباحثات مع الجانبيين الأذري والأرمني، وتوصلوا إلى قرار وقف إطلاق النار، إلا أنه سرعان ما تم اختراق هذا القرار، بسبب تدخلات تركيا واستمرارها في تقديم الدعم لأذربيجان، ويرجع هذا إلى رفض أرمينيا في وقت سابق، طلب أنقرة للتدخل من أجل التوصل لحل سياسي لهذه الأزمة، ولذلك تعنتت تركيا، وقامت بزيادة الدعم للقوات الأذرية.

"