ad a b
ad ad ad

معركة فرنسا مع الإرهاب.. سنوات من العنف في عاصمة النور

الأحد 01/نوفمبر/2020 - 09:56 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

عرفت باريس الهجمات الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي، لكن كثافة العمليات النوعية التي ينفذها المتطرفون بدت أكثر شراسة في مدينة النور، مع تطور تنظيم «القاعدة»، وظهور تنظيم «داعش» الإرهابيين.


في 7 يناير 2015، وقع أول هجوم إرهابي كبير على الأراضي الفرنسية، حينما اقتحم مهاجمون ينتمون للفرع اليمني لتنظيم «القاعدة» مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، على خلفية نشر رسوم مسيئة للرسول محمد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا.

معركة فرنسا مع الإرهاب..

هجمات شرسة


كانت هجمات «شارلي إبدو» هي الأكثر دموية على الأراضي الفرنسية خلال الفترة الماضية، ولكن تم تجاوزها بعد بضعة أشهر، وفي 13 نوفمبر 2015 استهدف ثمانية من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي مواقع مختلفة في أنحاء باريس ومحيطها (مقاهي ومطاعم وملعب وطني وقاعة حفلات)، ما أسفر عن مقتل 130 شخصًا وإصابة 350 آخرين.


في 14 يوليو 2016، اقتحم أحد سكان مدينة «نيس» من أصل تونسي، حشد احتفال على ساحل البحر في نيس، بشاحنة، ما أسفر عن مقتل 86 وإصابة أكثر من 430.


وجاء الهجوم بين هجومين آخرين تبناهما تنظيم «داعش» في 13 يونيو، إذ طعن إرهابي ضابطي شرطة في منزلهما في «ماجنانفيل»، وفي 26 يوليو قتل مهاجمان من تنظيم «داعش» كاهنًا مسنًا في نورماندي.

معركة فرنسا مع الإرهاب..

مقاتلي داعش


تعد فرنسا أكبر مصدر لمقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا الذين انضموا للقتال في صفوفه، حيث سافر نحو ألفين إلى منطقة الصراع في مايو 2016، وحتى بعد نحو 4 سنوات من هذا التاريخ تعاني البلاد أيضًا مشكلة خطيرة من التطرف في سجونها، إذ يقدر عدد السجناء الذين اعتبروا متطرفين بـ ألف وأربعمائة.


كما تعاني فرنسا في قضية التعامل مع العائدين من مناطق الصراع، بينما دفعت هذه الهجمات باريس إلى مواجهة خطر التطرف العنيف بشكل منهجي.


ويجتهد المتطرفون، لتجنيد المهاجمين عبر الإنترنت، ومن بين هذه المحاولات، أصدر تنظيم «داعش» في نوفمبر 2014، مقطع فيديو يدعو إلى تنفيذ هجمات في فرنسا إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق.


كما أطلق التنظيم مجلة باللغة الفرنسية، ما نتج عنه مغادرة فتيات صغيرات وشباب للانضمام إليه، وفي نهاية عام 2016، اعتقلت السلطات الفرنسية خلية مؤلفة بالكامل من نساء ينتمين إلى «داعش» حاولن تفجير سيارة بالقرب من كاتدرائية نوتردام في باريس.

معركة فرنسا مع الإرهاب..

مساعٍ لمواجهة التطرف


في يناير 2015، أطلقت الحكومة الفرنسية حملة تحت اسم «أوقفوا الجهاد»، تتضمن مواد على الإنترنت لمساعدة المواطنين في التعرف على الإرهابيين المشتبه بهم والإبلاغ عنهم، بالإضافة إلى توعية الفرنسيين بمدى الخطر، وكيفية التصرف حال وقوع هجوم إرهابي.


كما أطلقت الحكومة تجربة تهدف إلى عزل الإرهابيين الرئيسيين المشتبه بهم عن بقية نزلاء السجون، إلا أنها أنهت هذه التجربة القصيرة نهاية أكتوبر 2016 بعد ظهور مخاوف أن يعزز البرنامج التطرف بين المتطرفين المشتبه بهم بدلًا من احتوائه.


وفي سبتمبر 2016، افتتحت الحكومة أول 12 مركزًا مخططًا لمكافحة التطرف، في بلدة صغيرة غرب باريس. 


وهدف برنامج مكافحة التطرف هذا إلى إعادة تأهيل الأفراد الذين قد يكونون على طريق التطرف، ومع ذلك تعرض البرنامج لبعض الانتكاسات.


كما وافقت السلطات على تشريع لإنشاء حرس وطني، يصل عدد أفراده إلى 85000 شخص بالإضافة إلى ذلك، جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكافحة الإرهاب هدفه الرئيسي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

"