ad a b
ad ad ad

ذئاب الإرهاب ترتع في أوروبا.. وفرنسا وألمانيا تحذران من الفوضى

الأربعاء 28/أكتوبر/2020 - 04:15 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تختبر الدول الكبرى بالقارة العجوز -لاسيما فرنسا وألمانيا- ارتدادات قوية للذئاب المنفردة على مدار الفترة الأخيرة، ما صعد من المخاوف الأمنية تجاه الأسباب المحركة لعودة المشهد المتطرف، وكذلك سبل المواجهة في ظل استقطابات سياسية وفكرية تنذر بالفوضى.


ومن جهته، لم يغفل تنظيم داعش الفرصة لاستغلال الموقف المحتدم حيال التنظيمات الإسلاموية مصدرًا تسجيلا صوتيًّا للمتحدث الرسمي باسمه أبي حمزة القرشي، في دلالة واضحة لحث عناصر التنظيم على مواصلة أنشطتهم، مطالبًا إياهم بمزيد من الهجمات، وكذلك للترويج لاستمرارية داعش.


تصاعد هجمات الذئاب المنفردة

احتلت فرنسا وألمانيا مراكز مرتفعة في نسب الاستهداف الإسلاموي خلال 2020، ففي 19 أغسطس 2020 نفذ مواطن من أصل عراقي حادث تصادم مقصود على الطريق السريع بالعاصمة الألمانية برلين، مخلفًا عددًا من الإصابات، لتشير السلطات لدوافعه الإسلاموية كعنصر خطير رفض طلب لجوئه، وينتظر الترحيل من البلاد.


وفي 4 أكتوبر 2020 نفذ لاجئ سوري يبلغ من العمر 20 عامًا عملية طعن في مدينة درسدن بشرق ألمانيا، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة آخر، وعلى الجانب الآخر تصاعدت العمليات في فرنسا، إذ طعن مجهولون شخصين في 25 سبتمبر 2020 بالقرب من المقر القديم لمجلة شارلي ابيدو التي سبق ونشرت رسوم كاريكتير مسيئة للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبالتوازي مع ذلك أعلنت السلطات الفرنسية القبض على عدد من العناصر التي تدير شبكة لتمويل معسكرات داعش والقاعدة في سوريا.


بينما قطع متطرف عنيف من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا رقبة مدرس فرنسي لعرضه رسوم كاريكتير مسيئة للنبي محمد على تلاميذ بأحد الحصص الدراسية، ما أشعل الغضب الفرنسي ضد جماعات التطرف الإسلاموية ومؤسساتها بالبلاد، فأعلنت السلطات في 21 أكتوبر 2020 حل جماعة الشيخ ياسين، واستجواب رئيسها، ويُدعى عبد الحكيم صفريوي لعلاقته بجماعة الإخوان، وسط تصاعد حدة المطالبات بحظر الجماعة ومنظماتها.


الدوافع المحركة للذئاب المنفردة

تدفع الإجراءات الأمنية المحكمة لتقويض العمليات الاستهدافية الكبرى كحوادث التفخيخ أو إطلاق النار كالتي شهدتها أوروبا في 2015، وكان أشهرها سلسلة حوادث العاصمة باريس، وعلى المقابل تتصاعد عمليات أخرى يقودها الذئاب المنفردة عبر عمليات طعن ودهس وذبح تحصد أرواح العشرات في تنفيذ لاستراتيجيات إرهابية أطلقتها الجماعات الإسلاموية لإبقاء القارة العجوز تحت التهديد.


ومن حيث الأسباب حول تنامي العمليات في برلين وباريس فإن الأولوية لاشتراكهما في حروب القضاء على التنظيمات المتطرفة في معاقلها الأساسية بالشرق الأوسط، ما يؤثر في الخطاب الإعلامي لداعش التي تطالب عناصرها باستهداف الدول التي تحاربها كنوع من الضغط السياسي، لبث الرعب في نفوس المواطنين، وكذلك المستثمرين لخشيتهم من مهاجمة مصالحهم.


كما أن الدولتين يحتلان موقعًا مهمة في الخريطة الأوروبية من حيث المتابعة السياسية والإعلامية لمجريات الأمور بداخلهما ما يصعد من أسهم التنظيم المهاجم، فضلًا عن مواجهتهما لعمليات عودة كبرى في ظل قوانين فتح الباب كاملا أمام الجماعات المتطرفة لبناء إمبراطوريات فكرية كبرى على أراضيهما.


فمن جهتها، تمتلك جماعة الإخوان العديد من المؤسسات في ألمانيا كالتجمع الإسلامي في ميونخ، ورابطة الطلاب المسلمين في ألمانيا، ومسجد بلال، والمجلس المركزي للمسلمين، وغيرها من المنظمات، وإضافة إلى ذلك فألمانيا وفقًا لتقرير وزارة الداخلية يتصاعد بداخلها أعداد عناصر حزب التحرير الناشئ على الروافد الفكرية للإخوان رغم حظره قانونيًّا، ما يعني بعض الضعف أو الانفصال بين تطبيق الأحكام والمجتمع، وكذلك الاتصالات بين العناصر الإسلاموية، وذلك في ظل عودة الدواعش.


ولا يختلف الحال كثيرًا في فرنسا التي تحتضن الكثير من المنظامات الإسلاموية التي تتبنى الفكر السلفي الجهادي بتفسيراته الخاصة في الوصول للحكم والتعاطي مع السياسة، ما يعني أن الذئاب المنفردة في البلدين لديهم حاضنة فكرية أسست للفكر الأصولي، وهو ما يظهر تنفيذيًّا على الأرض.


ويفترض مع ذلك أن تتبع الدولتان استراتيجية محددة لقهر التطرف في المجتمع، سواء عبر تشديد الرقابة على الجماعات الإسلاموية وأماكن تجمعهم وصولًا لمحاكمة العائدين، وقطع السبل لتواصلهم مع أصحاب الفكر المتشدد وصولًا إلى حل الجمعيات المثبت تلقيها دعم مشبوه.


المزيد.. حادث شارلي أبيدو الأخير.. مخالب الذئاب المنفردة تنهش وتجرح وجه باريس

"