الحوثي وتكريس الخراب إيرانيًّا.. الميليشيات تقتل المدرسين والنقابة توثق الكارثة وتستغيث
الخميس 08/أكتوبر/2020 - 05:50 م
أحمد عادل
في ظل الحرب الطاحنة، التي لا تزال تتسيد المشهد اليمني، تتفاقم معاناة المعلمين اليمنيين مع تصاعد معدلات الانتهاكات، التي يتعرضون لها على يد عناصر الميليشيات الحوثية، ضمن ما يبدو أنه سياسة استهداف ممنهجة للمنظومة التعليمية في البلاد، وعلى رأسها الكوادر البشرية، وفقًا لما يرويه تربيون يمنيون لمرصد مينا.
المدارس ثكنات
وكانت تقارير حكومية يمنية، قد اتهمت الميليشيات الحوثية، باستهداف المدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، في ما وصفته انتهاكًا صارخًا للمؤسسات التعليمية.
قتل المدرسين
ووفقًا لما تشير إليه الإحصائيات الرسمية اليمنية، فإن 14 مدرسًا يمنيًّا قضوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين، وأن نحو 350 معلمًا ما زالوا مفقودين داخل سجون الميليشيات، لا سيما في العاصمة صنعاء.
وكشف يحيى اليناعي، المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين عن إحصائية شاملة لانتهاكات ميليشيا الحوثي في قطاع التعليم باليمن خلال الـ6 السنوات الفائتة.
وقال «اليناعي» في تصريح نشرته قناة "العربية" الإثنين 5 أكتوبر 20202: «إن 1579 تربويًّا تعرضوا للقتل على يد مسلحي الحوثي خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 حتى 1 أكتوبر 2020».
ولفت إلى أن 81 من القتلى التربويين هم من مديري المدارس والإداريين، فيما البقية البالغ عددهم 1499 قتيلًا من فئة المعلمين.
توثيق الكارثة
وقال اليناعي إن النقابة وثقت 14 حالة وفاة لتربويين ماتوا تحت التعذيب في أقبية السجون الحوثية بمحافظات: صنعاء والحديدة وحجة وصعدة.
وأضاف اليناعي بأن 2642 تربويًّا تعرضوا لإصابات مختلفة بنيران ميليشيا الحوثي، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، مشيرًا إلى أن عدد الجرحى من الإداريين التربويين كان 127 حالة، فيما بلغ عدد المعلمين المصابين 2515 معلمًا.
وأوضح اليناعي أن النقابة وثقت 621 حالة لتربويين قامت ميليشيا الحوثي باعتقالهم وإخفاء 36 منهم قسريًّا، وأن محافظة «الحديدة» تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد التربويين المحتجزين بواقع 126 معتقلًا، تليها «ذمار» بعدد 113، ثم أمانة العاصمة بـ98.
وأوضح اليناعي بأن 20142 تربويًّا تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الحوثيين ونزحوا منها إلى المناطق المحررة وإلى خارج اليمن.
نداء واستغاثة
وقد وجه اليناعي نداءً دوليًّا لتوفير حماية قانونية أقوى للتربويين اليمنيين الذين يتعرضون منذ 6 سنوات للقتل والتعذيب والاختطاف والتهجير على أيدي ميليشيا الحوثي.
وأكد أنه لا يمكن تحقيق حماية كاملة للتربويين وإعادة بناء التعليم في اليمن إلا من خلال نظام دعم إقليمي وعالمي.
كما دعا المجتمع الدولي إلى التحدث علنًا عن الهجمات الحوثية على التربويين وتكثيف جهوده لخلق مساحات آمنة للتعلم في اليمن، والعمل على أن يظل التعليم ذا طابع مدني ووطني مع منهج دراسي يبني السلام والاستقرار للأجيال المقبلة في اليمن.
وزير الإعلام اليمني معمر الارياني
انتهاكات متنوعة ومستمرة
وبحسب ما ذكره موقع المشهد اليمني، أن الميليشيا المدعومة من إيران، شنت حملات خطف واعتقال بحق الطلبة والتربويين.
وأضاف أن الميليشيا الحوثية، ارتكبت على مدى الأيام السبعة الماضية سلسلة من الانتهاكات المتنوعة بحق عدد من المنشآت والعاملين في القطاع بصنعاء.
وقال إن انتهاكات الميليشيا الحوثية تعد استكمالًا لعملية التجريف المنظمة بحق هذا القطاع بغية حرفه عن مساره وتحويله من صرح تربوي وتنويري إلى محاضن تلقن الأفكار الإيرانية، وتعبئ المعلمين والطلبة صغار السن لتحشدهم إلى جبهات القتال.
تكريس الخراب إيرانيًّا
وفي ذات السياق، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، من النتائج الكارثية لممارسات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في القطاع التعليمي مع إعلانها تدشين العام الدراسي الجديد.
وقال وزير الإعلام اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الإثنين 5 أكتوبر 2020، «إن هذه الممارسات تستهدف تجهيل المجتمع واستلاب إرادته وإدارته لصالح تكريس الأجندة الإيرانية التخريبية وسياسات نشر الفوضى والعنف في اليمن والمنطقة، وبث أفكارها الإرهابية المتطرفة التي سيدفع ثمنها اليمن والمنطقة والعالم أجمع لأجيال مقبلة».
وأضاف الأرياني «إن ميليشيا الحوثي استقبلت العام الدراسي الجديد بمناهج محرفة للصفوف الدراسية الأولى بهدف غسل عقول الأطفال وتزوير التاريخ، وتوزيع استمارات فرز سياسي ومذهبي للكادر التعليمي، وخصخصة التعليم الحكومي عبر فرض رسوم باهضة توازي المدارس الخاصة دون مراعاة الأوضاع الاقتصادية».
وأكد الإرياني أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من استهداف وفرز للمدرسين، وغسل لأدمغة الأطفال، وتلاعب بالمناهج، وإلغاء مجانية التعليم وتحويله إلى بوابة للفساد والاستثمار وتمويل مجهودها الحربي، هي عمليات تجريف منظم للقطاع التعليمي تستهدف دفع الطلاب خارج مقاعد الدراسة وإفراغ العملية التعليمية من مضمونها.





