المشهد الليبي في طرابلس.. حكومة عاجزة وميليشيات متناحرة
تصاعدت من جديد حدة الخلافات بين بعض ميليشيات طرابلس ورئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، بعدما احتشد مئات من عناصر الميليشيات والمرتزقة أمام مقر رئاسة حكومة الوفاق، أمس الأحد، معبرين عن رفضهم لقرارات السراج الأخيرة.
ويأتي موقف الميليشيات التي يغلب عليها الانتماء لمصراتة، بعدما عيّن السراج عماد الطرابلسي في منصب نائب رئيس الاستخبارات الليبية، ومحمد بعيو رئيسًا للمؤسسة الليبية للإعلام؛ في خطوة فُهمت على إنها محاولة من رئيس الحكومة لحفظ التوازن بين الطرابلسيين والمصراتيين في المناصب، بعدما أثبت الأخيرون قدرتهم على ممارسة النفوذ.
وتُعد واقعة عودة وزير الداخلية فتحى باشاغا إلى منصبه، أحدث ما سلط الضوء على نفوذ المصراتيين في طرابلس، إذ تمكنوا من خلال عروض عسكرية وممارسة ضغوط سياسية على إجبار «السراج» على العودة في قرار توقيف «باشاغا» الذي اتهمه رئيس الحكومة بسوء التعامل مع التظاهرات التي شهدتها العاصمة أغسطس الماضي، ما تسبب في سقوط قتلى.
استخدام السلاح
تحظى التظاهرات هذه المرة بخصوصية إذ رفع بعض المشاركين مطالبات باستخدام السلاح ضد السراج، فيما طرحت الفكرة نفسها بعض الحسابات على «فيسبوك» التي تبنت منطق استخدام القوة في تنفيذ المطالب.
وحال ما لجأت الميليشيات بالفعل للسلاح في خلافاتها البينية يصبح الوضع في طرابلس الخاضعة لسلطة الميليشيات أكثر سوءًا.
وتعود أصل الخلافات إلى صراع على المناصب بين السراج والميليشيات المحسوبة على طرابلس المدينة من ناحية، والمسؤولين المصراتيين والميليشيات المنحدرة من المدينة نفسها من ناحية أخرى.
وزاد من حدة هذه الخلافات استعانة المصراتيين بالمرتزقة السوريين، ما دفع الطرابلسيين لاستشعار القلق وتحذيرهم من الاستقواء بالسوريين للإطاحة بهم.
وتتفق الكاتبة الليبية، فاطمة غندور مع زيادة تعقيدات المشهد بفعل الخلافات البينية بين الميليشيات الموجودة في طرابلس والداعمة لحكومة الوفاق، قائلة في تصريحات سابقة إلى «المرجع» إن الصراع على المصالح هو الدافع وراء كل تلك الصراعات.
واستبعدت أن تتدخل تركيا لحل الخلاف بين حلفائها، موضحة أن تركيا تتعامل بانتهازية لأبعد الحدود مع الملف الليبي واعتادت ألا تجمع، وعليه توقعت أن تقف تركيا في صف المنتصر وتضحي بالطرف الخاسر.
المزيد.. باحث بالشأن التركي لـ«المرجع»: ميليشيات أردوغان تتناحر في ليبيا.. والعلاقة بين أوروبا وأنقرة شائكة (حوار)





