عملية سوسة.. تفاصيل عن علاقة دواعش تونس بـ«النهضة»
الجمعة 11/سبتمبر/2020 - 04:54 م
سارة رشاد
لم يكد يمر أسبوع واحد على حديث الرئيس التونسي «قيس سعيد»، عما سماه بـ«الغرف المغلقة»، وذلك خلال خطابه الأربعاء 2 سبتمبر 2020، حتى استيقظت البلاد على عملية إرهابية، طعن ودهس فيها ثلاثة عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي رجلي أمن بمدينة سوسة، أسفرت عن مقتل أحدهما.
وتأتى العملية في الأسبوع الأول لحكومة «هشام المشيشي»، التي أدت اليمين في مراسم رسمية الأربعاء.
وكان «سعيد» قال في خطاب وصفه محللون بالتصعيدي: إنه على علم بما يحدث من مؤامرات ضده من قبل بعض القوى السياسية التي لم يسمها، ما فتح الباب لسيل من التأويل والتكهنات اتفق أغلبه على أن حركة النهصة الإخوانية هي المقصودة.
وتحدث «سعيد» خلال مراسم حلف اليمين للحكومة عما وصفها بالخيانات والصفقات في غرف مظلمة وشراء الذمم، والولاء للقوى الاستعمارية الصهيونية.
وتسبب الخطاب في إشعال المشهد السياسي التونسي، إذ ذهب محللون إلى أن الخطاب زاد من التوتر بين حركة النهضة والرئيس، فيما طالب اتحاد الشغل التونسي برفع الغطاء السياسي عن القوى السياسية المرتبطة بالإرهاب والتي تحدث عنها «سعيد».
ويعيد ذلك تسليط الضوء على ملف التنظيم الخاص لحركة النهضة أو ما يسمى بـ«التنظيم السري» الذي بدأ الحديث عنه قبل عام تقريبًا وفي عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السيبسي، لكنه أُغلق دون حسم بفعل تفاهمات سياسية.
وربما تكون عملية سوسة سببًا لخروج سعيد عن صمته، في ظل المطالبات التي توجه له بالإفصاح عن المعلومات التي لوح بالكشف عنها في الوقت المناسب.
وقال «سعيد» فى تعقيبه على العملية: «العمليات الإرهابية والإجرامية لن تربط التونسيين، وواهم من يريد أن يرتب من خلال هذه العمليات لأوضاع سياسية جديدة، لأن الشعب لم تعد تخفى عليه خافية».
ويعزز ذلك فرضية وجود علاقة بين تنظيم «داعش» وقوى سياسية، إذ يكشف حديث «سعيد» أن «داعش» بهذا الشكل أصبح يعمل لصالح خدمة أطراف سياسية.
ويوافق الكاتب التونسي الحبيب الأسود على وجود هذه العلاقة، في مقال بعنوان «عندما تجد ثقافة الإرهاب من يرعاها»، فيقول: «استطاع الفكر الديني المتطرف أن يحتل موقعه في تونس، وأن يجد من يدافع عنه بقوة، وأن تصبح له أجنحة تراهن على أصواته الانتخابية وتتبني خياراته وتصدح بها من تحت قبة البرلمان، كما باتت له تمظهراته الاجتماعية التي تحتل المزيد من المساحات مع كل يوم جديد، الأمر الذي بات يشكل خطرًا على المجتمع ككل، وهو ما اتضح من عملية الإثنين الماضي التي شارك فيها شقيقان غير مسجلين لدى الجهات الأمنية على أنهما من المشتبه بهما في مجال الإرهاب، بما يعني أن تجنيدهما تم حديثا».





