يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

خليفة «عزت».. تسريبات عن مرشد الإخوان الجديد لملء فراغ القيادة

الثلاثاء 08/سبتمبر/2020 - 10:22 ص
المرجع
دعاء إمام
طباعة

بعد سنوات من التخفي، سقط نائب مرشد جماعة الإخوان، محمود عزت، في أيدي قوات الأمن المصرية؛ لتربك الضربة الأمنية حسابات الجماعة، وتُخرج خلافات الشباب مع الجناح القطبي _نسبة إلى سيد قطب منظر التنظيم_ من طور السرية إلى العلنية، إذ رفض هؤلاء الحديث عن تنصيب «إبراهيم منير» نائبًا للمرشد خلفًا لـ"عزت"، مطالبين بأن تنتهي سطوة كبار السن، ويتم الدفع بوجوه جديدة.


 خليفة «عزت».. تسريبات

 

 

 

بعد سنوات من التخفي، سقط نائب مرشد جماعة الإخوان، محمود عزت، في أيدي قوات الأمن؛ لتربك الضربة الأمنية حسابات الجماعة، وتُخرج خلافات الشباب مع الجناح القطبي _نسبة إلى سيد قطب_ من طور السرية إلى العلنية، إذ رفض شباب الجماعة الحديث عن تنصيب إباهيم منير نائبًا للمشد خلفًا لـ"عزت"، مطالبين بأن تنتهي سطوة العواجيز ويتم الدفع بوجوه جديدة.

نُشر بيان منسوب لجماعة الإخوان موجه إلى مكاتبها الإدراية في المحافظات المصرية؛ لاحتواء الشباب الغاضبين من تعيين "منير"، غير أن الصفحات الرسمية للجماعة لم تعلن تنصيبه بشكل رسمي حتى الآن، كما خلت الصحف الأجنبية من أي خبر أو تقرير يتناول خليفة "عزت"؛ ما يرجح أن الحديث عن "منير" مجرد بالون اختبار، أو محاولة لصرف الأنظار عن الشخص الحقيقي.

الخلافات بين الشباب و"منير" ليست جديدة، فقد سبق اتهامه باختلاس نحو 200 مليون دولار من أموال التبرعات للجماعة، كما زادت الفجوة بعد خروجه عبر أحد القنوات الموالية للإخوان، للتنصل من مسؤولية الجماعة تجاه القواعد، مشددًا على أن التنظيم لم يقل للناس كونوا إخوانا ولا يُسأل عن وجودهم في السجون المصرية.

 

منذ نهاية العام 2018، تكرر ظهور "منير" عبر قنوات الإخوان أو المواقع الصحفية القطرية، للهجوم على مصر والمملكة العربية والسعودية، وقتذاك، تواردت أنباء عن التمهيد لتنصيب منير خلفا لـ" عزت" المختفي، وتبين حالة الرفض بين قواعد الجماعة.

في هذا الصدد، يقول  أحمد ربيع الغزالي، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية لـ"المرجع": في الإخوان شخصيات تنظيمية معلنة وأخرى مستترة، وكثرة الظهور تحرق الشخصيات؛ لذلك فمن فالمرشد القادم سيكون رجلًا كامنًا يرى الجميع ولا يراه أحد.

 

فيما يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إنعملية اختيار مرشد من الحرس القديم يلقى توافقًا من قبل الشباب أمر صعب، خاصة أن محمود حسين مثلًا سئ السمعة بصورة أكبر من منير، وسيتسبب في حالة تمرد أكبر، أما محمد البحيري فمتهم بالاختلاس أيضًا ويعتبر رجل أردوغان في أفريقيا، إذ أسند إليه ملف تسهيل مرور المرتزقة وتسليح المليشيات.

وأوضح في تصريح لـ"المرجع" أن الترويج لـ"منير" ليس بالصعب، وإن كانت التسريبات الحالية بتعيينه محاولة من الحرس القديم للقول بإنهم الأنسب لملء فراغ القيادة؛ في ظل تخوفات من استغلال الجناح الشبابي لحالة الفراغ وترتيب أوراقه والمطالبة بإتاحة الفرصة، لا سيما أن دولة مثل تركيا من الممكن أن تساند الوجوه الجديدة وتمدهم بالمال اللازم.

وأضاف "النجار" أن الحديث عن خلافة "منير" هدفه اثبات حالة لمنع أي تحكات متوقعة من الأجنحة الشبابية الراغبة في السيطرة على قيادة الجماعة.

ماضٍ أسود

وُلد «منير» عام 1937 بمصر، وانضم لجماعة الإخوان في وقت مبكر من عمره، وشارك في العديد من أنشطة الجماعة.

وجهت الدولة له العديد من التهم عام 1954 عندما كان عمره 17 عامًا، منها قلب نظام الحكم، وقُدِّم للمحاكمة عام 1955.

وفي قضية تنظيم الإخوان حُكم عليه بالأشغال الشاقة لـ10 سنوات، عام 1965، وكان عمره وقتها 28 سنة، وبعد خروجه من السجن هاجر إلى لندن، وقدم العديد من الخدمات للجماعة، وكان له دور كبير -إضافةً إلى العديد من الشخصيات الإخوانية- في تأسيس التنظيم الدولي للجماعة، واتخاذ لندن مقرًّا له.

 


إبراهيم منير
إبراهيم منير

سيناريو المرشد السري

ثمّة أحداث مشابهة في عمر الجماعة، أرغمت الإخوان على اللجوء إلى حيلة  تنصيب مرشد سري تحفظ وجود المرشد بعيدًا عن الملاحقات الأمنية وربما يصبح هذا الخيار مناسبًا للجماعة في الفترة الحالية، فحين مات حسن البنّا، مؤسس الجماعة انقسمت الآراء داخل المحفل الإخواني حول اختيار إمام لهم، وظلت الجماعة من 1949 حتى 1951 بلا مرشد.

 

يقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان: إن من شغل هذا المنصب خلال هذه المرحلة، بشكل سري كان مصطفى مشهور، الذي ينتمي للتيار القطبي وتم اختياره فيما بعد مرشدًا خامسًا للجماعة.

 

أُثيرت قضية المرشد مرة ثانية للظهور بعد وفاة المرشد الثاني حسن الهضيبي، حسبما أفاد مؤرخ الجماعة أحمد رائف، الذي حضر اجتماعًا في الكويت مع عدد من قيادات الجماعة في منزل المستشار عبدالقادر حلمي (عضو مكتب الإرشاد)، مدعوًا لاجتماع من بعض الإخوان هناك، وطُلب من الحضور مبايعة مرشد سري، دون الكشف عن هويته حتى لأعضاء الجماعة، فرفضوا وانتهى الاجتماع دون إعلان الاسم أو المبايعة التي تمت بشكل سري في مصر، وكان على أوثق الروايات حلمي عبدالمجيد، الذي بقى مرشدًا سريًّا للجماعة حتى العام 1976.

 

أما  الموسوعة الإلكترونية للإخوان «إخوان ويكي»، فلها رواية أخرى عن المرشد السري الثاني، وهو الشيخ الضرير محمد مرزوق الذي كان نائبًا للهضيبي في إدارة الاجتماعات في حال تغيب الأخير، وطُلب منه تيسير أعمال الجماعة منذ نوفمبر 1973 حتى 1975، إلا أن بعض الإخوان رفضوا مبايعة مرشد لا يعلمون اسمه أو هويته، وانتهى الأمر بمبايعة عمر التلمساني المرشد الثالت للجماعة من 1975 حتى 1986.

وتنص لائحة تنظيم الإخوان على أن يتم انتخاب المرشد العام عن طريق مجلس الشورى، على أن يكون مضى على انتظام الشخص المنتخب 15 عامًا كأخ عامل بالجماعة، وألا يقل عمره عن 45 عامًا.

 

ويختار المرشد العام نائبًا له أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام، وفي حالة وفاته أو عجزه عن تأدية مهامه، يقوم نائبه بعمله إلى أن يجتمع مجلس الشورى العام لانتخاب مرشد جديد.

 

 فيما يمكن -بحسب اللائحة- أن يُنتخب المرشد بواسطة أعضاء مكتب الإرشاد فقط؛ لسبب احترازات أمنية تحول دون اجتماع مجلس الشورى العام.


"