ad a b
ad ad ad

المدخلية الليبية.. بين الولاء للحاكم والإعدامات الميدانية

الجمعة 06/يوليو/2018 - 08:07 م
 الثورة الليبية
الثورة الليبية
عبدالهادي ربيع
طباعة
يتنافى مصطلح «السلفية المدخلية الليبية»، مع مبادئ المدخلية نفسها؛ فالمدخلية هي مذهب أتباع الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي، المولود عام 1932، ويعتقدون في الولاء لولي الأمر، أي السلطة السياسية القائمة، وتبديع من يخرج عليه ووجوب محاربته، أيًا كانت طريقته في الوصول إلى الحكم، ويستخدمون القوة للرد على المعارضين.

ولعل تصارع ثلاث حكومات على حكم ليبيا (بعد الثورة الليبية 17 فبراير 2011)، هذه الحكومات هي:

حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليًّا، وتحظى بدعم الأمم المتحدة)، وحكومة الإنقاذ (شكّلها المؤتمر الوطني العام في أغسطس 2014 ومقرها في طرابلس)، والحكومة المؤقتة المنبثقة عن البرلمان الليبي في سبتمبر 2014، وتتخذ من مدينة البيضاء شرقي ليبيا مقرًا لها، أدى إلى حالة من انعدام الرؤى في البداية، إلى أن أشار عليهم شيخ التيار المدخلي الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي بدعم المشير خليفة حفتر باعتباره ولي الأمر الشرعي الذين تجب طاعته.
معمر القذافي
معمر القذافي
القذافي يحضر المارد

كانت بداية دخول السلفية المدخلية إلى ليبيا في العقد الأخير من حكم الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي (حكم ليبيا لأكثر من 42 سنة، وقتل على يد الثوار في 20 من أكتوبر 2011) وبالتحديد في بدايات القرن الحادي والعشرين، عندما وجّه نظام القذافي دعوة إلى أئمة سعوديين للقدوم إلى ليبيا وإعادة تأهيل الجهاديين السلفيين المنضمّين إلى صفوف الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وسمح لهم بالتواجد والبقاء في الأراضي الليبية؛ لأنهم يحرمون الانتخابات والديمقراطية، ويدعون إلى الطاعة المطلقة لولي الأمر.

وبالفعل عاشت السلفية المدخلية، في ليبيا حياة هادئة قبل ثورة 17 من فبراير 2011، التي أعلن شيخهم ربيع بن هادي المدخلي، رفضه لها ودعا السلفيين لعدم الانجراف وراء الثوار، وحرم على أتباعه الاشتراك فيها، ولو بالكلمة، ولكن مع تولي المشير خليفة حفتر قيادة الجيش الليبي في العام 2015، طلب من السلفيين أن يعاونوه، وأفتى بضرورة انضمام السلفيين لـ«حفتر»، والقتال معه ضد الإخوان؛ لأنه ولي الأمر الشرعي.

ومع انطلاق عملية الكرامة في ليبيا صيف العام 2014، ربطت مجموعات المدخلي المسلّحة نفسها بالفصائل المتناحرة، وتُواصل حاليًا الكتائب المدخلية القتال إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في الشرق، بعد أن قدمت نفسها ككتائب من المتطوعين تم إعدادهم في المعاهد العسكرية باعتبارهم مواطنين ليبيين.
المدخلية والصوفية 

وعانت الطرق الصوفية داخل المجتمع الليبي، عقب انتشار التيار المدخلي، إذ أقدم المدخلية على هدم أضرحة مشايخ التصوف الذين دخلوا ليبيا منذ قرون مضت؛ فهدموا أضرحة «محمد السنوسي»، بمدينة «الكفرة» الليبية، وسرقوا رفاته، إضافة إلى هدمهم قبر الصحابي أبو سجيف، والعلامة أحمد زروق، والشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري، والوالي مراد آغا.

كما وجهت اتهامات لـ«السلفية المدخلية» بخطف 21 صوفيًا في الفترة ما بين الأول إلى 27 من أغسطس 2018، إضافة إلى منع الطرق الصوفية من ممارسة طقوسها، بدعوى تحريمها وبدعيتها، وهو ما دفع المتصوفة إلى تعاونيات لإقامة جبهات لمواجهة الفكر المدخلي وإقامة الموالد الخاصة بهم، لكن جميعها ضعيفة وغير مشهورة، إلا أنها لم تلجأ حتى الآن لاستخدام السلاح للدفاع عن مقدساتها، بسبب ضعف الإمكانات.
المدخلية الليبية..
قلق «حفتر» من التيار المدخلي

تتبع «السلفية المدخلية»، 3 كتائب عسكرية، هي: «كتائب التوحيد» في مدينة بنغازي، وأسسها عز الدين الترهوني، و«قوات الردع» في طرابلس، ويقودها عبد الرؤوف كاره، و«كتيبة 604 مشاة» في مصراتة، والتي أنشأها شقيق الداعية السلفي خالد الفرجاني، الذي قتل على يد عناصر تنظيم داعش في العام 2015.

لم يثق المشير خليفة حفتر، ثقة عمياء في التيار المدخلي، بل إنه كان يفكر كيف يقضي على تكتلهم وقوتهم التي قد تضره يومًا ما، فأعلن عن حلّ كتائب التوحيد السلفية وتوزيع عناصرها على قواته، بعد مقتل قائدهم عز الدين الترهوني، ضمن معارك منطقة سوق الحوت في 10 من فبراير 2015.

ووزعت عناصر السلفية المدخلية على مختلف الأجهزة الأمنية، خاصة في مدينتي المرج والبيضاء، بعيدًا عن مخازن السلاح والجنود في بنغازي، إضافة إلى وضع كتائب المدخلية الأخرى تحت إمرة قادة تابعين لـ«حفتر»، إلى أن يثبت ولاءهم وانصياعهم للأوامر العسكرية، وأبرز هؤلاء الرائد محمود الورفلي الذي خضع في البداية إلى إمرة قائد قوات الصاعقة، إلى أن تم ترقيته لـ«آمر» (قائد) هذه القوات.

ورغم كون «الورفلي» ضابط في الجيش الليبي قبل اعتناقه السلفية المدخلية؛ فإن دخوله ضمن هذا التيار هو ما أكسبه الشهرة العالمية وحوله إلى بطل شعبي، خاصة بعد أحكام الإعدامات الميدانية التي أصدرها على الدواعش في المدن الكبرى.
"