يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث: قادة في الحكومة الليبيَّة وراء استهداف مفوضية الانتخابات

الأربعاء 02/مايو/2018 - 07:43 م
المرجع
أحمد عادل و عبد الهادي ربيع
طباعة
أثار الهجوم على مقر المفوضية العامة للانتخابات الليبية في طرابلس، اليوم الأربعاء -الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص، وإصابة 3 آخرين؛ بينهم أعضاء في المفوضية- جدلًا حول دوافع الهجوم، وهل هي سياسية أم إرهابية فقط؟

أكد محمود غريب، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أن الهجوم على مقر المفوضية العامة للانتخابات الليبية سياسي بامتياز؛ لأن هناك -إضافة إلى الخلافات بين الأطراف الليبية المتصارعة- بعض القيادات في حكومة الوفاق يسعون إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في ليبيا؛ بهدف تعطيل الانتخابات، وهو الأمر الذي يمكنهم من الحفاظ على مناصبهم الحالية، التي قد يُغادرونها قريبًا عقب إجراء الانتخابات.

وأضاف «غريب»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن إشكالية بقاء حكومة الوفاق الليبيَّة، وهل الانتخابات ستطيح بخليفة «حفتر»، أم ستبقي عليه؟ تثير نفور بعض الجماعات السياسية التي تخشى أن تأتي الانتخابات بالإسلاميين.

وأوضح الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أن من يقف وراء التفجير أراد توصيل رسالة مفادها: كيف تسعى الأمم المتحدة إلى إجراء انتخابات في ليبيا، في الوقت الذي لا تستطيع فيه تأمين مقر انتخابي؟

واستنكر «غريب»، تسرع وسائل الإعلام الليبية في نسبة الهجوم لتنظيم داعش، قائلًا: «داعش يستهدف المقرات الأمنية فقط، وليس هناك تفسير لتبني التنظيم للحادث الإرهابي، سوى أنه يريد رفع معنويات عناصره».

ورجح الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أن تكون العملية الإرهابية التي وقعت اليوم منسقة؛ لأن المبنى كان شبه خالٍ، في حين أن تنظيم داعش دائمًا ما يستهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا.

وتعاني ليبيا، منذ ثورة عام 2011 التي أطاحت بنظام مُعَمَّر القذافي، من انعدام الاستقرار، وانقسام المؤسسات الحكومية بين البرلمان الليبي المدعوم من الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًّا، إضافة إلى انتشار التيارات التكفيرية والمتطرفة في العديد من مدن وصحاري ليبيا؛ ما جعل كثيرًا من الباحثين ينظرون إلى ليبيا على أنها مقر تفريخ وتدريب الإرهابيين.
"