«عزت».. نائب مرشد «الإخوان» الخفيّ

لا يعرف أحد على وجه
الدقة أين يوجد القيادي الإخواني محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة
الإخوان، الذي ينوب عن محمد بديع، المرشد الحالي المحبوس على ذمة عدد من القضايا
الجنائية، التي حكم في بعضها، ومازال البعض الآخر منظورًا أمام القضاء المصري.
اختفى المرشد
بالإنابة عقب ثورة 30 يونيو 2013، وسط أنباء عن هروبه خارج مصر، ويردد البعض أنه
في غزة، وآخرون يرجحون وجوده في السودان، لاسيما مع التقارب بين الإخوان والنظام السوداني، الذي احتضن نسبة كبيرة من العناصر الهاربة من مصر بعد عزل محمد مرسي.
وفى رمضان 2016 أصدر «عزت» تسجيلًا صوتيًّا، زعم فيه إدارته للتنظيم من داخل مصر.
وُلِد المرشد
«المختفي» فى 13 أغسطس 1944، بمصر الجديدة بالقاهرة، وتعرف على الإخوان
مبكرًا وهو ابن 9 سنوات وذلك سنة 1953، ولكنه انضم فعليًا لصفوفهم عام 1962، ثم قضى 9 سنوات أخرى داخل
السجن بعد أن اعتُقل عام 1965، ليجتمع مع سيد قطب في زنزانة واحدة، ويصبح تلميذًا
نجيبًا له.
وبعد خروجه انطلق ليكمل دراسته فى كلية الطب التي تخرج منها عام 1976، ثم ذهب للعمل في قسم المختبرات بجامعة صنعاء عام 1981، ثم سافر إلى إنجلترا ليُكمل رسالة الدكتوراة، وعاد إلى مصر لمناقشتها في جامعة الزقازيق عام 1985.
انتخب عضوًا بمكتب الإرشاد سنة 1981، وهو من المحسوبين على التيار «القطبي» -نسبة لسيد قطب- ويسمى بالتنظيم الحديدي أيضًا، نظرًا لجموده وتمسكه المبالغ فيه بالجندية والسمع والطاعة داخل الجماعة، وعسكرتها إلى حد كبير، ولذلك أسندت إليه مسئولية تدريب وتنشئة كوادر الإخوان، مثل محمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وعصام العريان، الذين تولوا ملف إدارة الجماعة في مصر بعد ثورة يناير 2011.
سجن «عزت»
3 مرات أخرى إحداها 6 أشهر في مايو
1993 على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة إعلاميًا بقضية «سلسبيل»، والتى
اتهم فيها الإخوان بغسيل الأموال وتلقى أموال من الخارج، والثانية عام 2005 على خلفية مشاركته في
انتخابات مجلس شورى «الإخوان» ليقضي في زنزانته 5 سنوات، برفقة المرشد السابق مهدي
عاكف، والمرشد الحالي محمد بديع، وأغلب قيادات مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000
لمزاولة عمله مرة أخرى، والثالثة مطلع عام 2008، أثناء مشاركته في مظاهرة نظمتها
جماعة الإخوان في القاهرة، احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
تدرج «عزت» في المناصب
حتى أصبح بحكم هدوئه وحسه الأمني الأمين العام للجماعة، والمتحكم في جميع الملفات
الساخنة، وخاصة تلك التي تتعلق بالصراعات بين جناحي «الصقور» الذي ينتمي إليه،
و«الحمائم» الذي يعارضه، وإليه ينسب الفضل في الإطاحة بمحمد حبيب، النائب الأول
للمرشد السابق مهدي عاكف، من انتخابات مكتب «الإرشاد» عام 2009.
يقدس المرشد المختفي
الالتزام التنظيمي، ويرى أن مخالفته جريمة لا ينبغي أن تقل عقوبتها عن الطرد من
التنظيم، وهو ما حدث حينما اتخذت الجماعة قرارها بفصل أي عضو ينتمي إليها وينضم
لحزب غير الحرية والعدالة أو لا يؤيد مرشحها في الانتخابات الرئاسية، وكذلك فصل
عدد من شباب «الإخوان» المشاركين في المليونيات المطالبة بتقليص المرحلة
الانتقالية للمجلس العسكري.
ومازال يؤمن بضرورة مواجهة النظام السياسي في مصر بالقوة، ومواجهة إرادة المصريين بالعنف والرعب، ولذلك وضعته دول التحالف العربي الداعية لمكافحة الإرهاب على قوائم الإرهاب في القائمة الثالثة التي أصدرتها في 23 نوفمبر من العام الماضي، ضمن 4 آخرين من قيادات الجماعة الهاربين.