ad a b
ad ad ad

برعاية الإمارات ومصر.. «اتفاق السلام السوداني» يمنح مكاسبه للمنطقة

الخميس 03/سبتمبر/2020 - 11:23 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أعلنت حكومة السودان، الإثنين 31 أغسطس 2020، توقيعها في جوبا عاصمة جنوب السودان، اتفاقًا تاريخيًّا للسلام مع الجبهة الثورية، برعاية «إماراتية ــ مصرية»، بعد سنوات من الاقتتال الداخلي بين الفرق المتمردة المسلحة.

برعاية الإمارات ومصر..

مجموعات الجبهة الثورية السودانية


تتكون الجبهة الثورية السودانية من عدة تيارات مسلحة شاركت في التوقيع على الاتفاق وهي:


1) حركة العدل والمساواة، وتأسست في 2011 على يد خليل إبراهيم الذي ساعد الرئيس السابق عمر البشير في الانقلاب على الحكومة المنتخبة في 1989، وبعدها عينه البشير وزيرًا في إحدى الحكومات أثناء فترة حكمه.


ولكن دخلت الحركة في صراعات مع حكومة الخرطوم لتأسيس دولة ديمقراطية، واشتعلت المعارك المسلحة بين الطرفين؛ ما أدى إلى مقتل زعيم الحركة في 2011، وتنصيب جبريل إبراهيم بدلاً منه.


2) حركة تحرير السودان: تزعمها «عبد الواحد نور» وبدأت قتالها في البلاد منذ 2002، وكانت «منى أركو مناوي» تعاون «عبد الواحد» في قيادة الحركة قبل أن يحدث انشقاق بينهما، وفي النهاية وقعت الحركة اتفاق السلام مع الحكومة السودانية الانتقالية بجبهة «منى مناوي» فقط، بينما امتنعت جبهة «عبد الواحد» عن التوقيع.


3) الحركة الشعبية لتحرير السودان: تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ انفصال جنوب السودان التي كانت تقاتل بجوارها إبان الحروب المشتعلة في البلاد التي مزقتها إلى قسمين في حكم عمر البشير.


ويذكر أن الحركة تمزقت هي الأخرى لجناحين، الأول بقيادة «مالك عقار» وهو الذي وقع اتفاق السلام، أما الثاني جناح «عبدالعزيز الحلو» وهو لم يكمل المفاوضات.


4) المجلس الثوري الانتقالي: يتزعمه «الهادي إدريس» وتم تأسيسه في 2012.

برعاية الإمارات ومصر..

نقطة التحول السياسي

بعدما كانت تلك الجبهات تقاتل حكومة الخرطوم وتتنازع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق واشتعلت الصراعات بينها، قررت أن تتوحد تحت لواء جبهة (الثورية) لتشكل بذلك نقطة فاصلة في تاريخ الصراع، مكنت المجتمع الدولي من التعامل معها لبداية السلام الحقيقي في المنطقة، فمع إعلان جنوب السودان الانفصال لم تهدأ المعارك الداخلية في السودان أو يهدأ أمنها، ولكن أشعلت تلك الجبهات صراعًا مسلحًا مع الحكومة من أجل إرساء دولة ديمقراطية بعد منهج الحكم الذي قسم البلد إلى شطرين شمالي وجنوبي.


في نوفمبر 2011 أي بعد انفصال جنوب السودان بثلاثة أشهر، أعلن تشكيل الجبهة الثورية كمقدمة لتوحيد المطالب، والسعي نحو هدف مشترك، وهو إزاحة نظام «عمر البشير» الذي تمزقت البلاد في عهده من على سدة السلطة.

برعاية الإمارات ومصر..

البعد الإقليمي للبحر الأحمر

وعلى اعتبار أن توحد الجبهات أفضى بالنهاية لاتفاق شامل فإن المفترض أن يبدأ السودان في حصاد ثمار الهدوء الأمني النسبي، إذا ما التزمت القوى السياسية بتعهداتها، وبالأخص في البنود المتعلقة بالشق الأمني، وإعادة دمج القوات العسكرية للمتمردين.


ويترتب على ذلك مكاسب سياسية واستراتيجية للجانب المصري، باعتبار السودان بعدًا جغرافيًّا وأمنيًّا مهمًّا لمصر، فضلًا عن أن هذا التقارب «المصري ــ السوداني» مع جوبا بالتعاون مع الجبهة الثورية السودانية، من شأنه أن يخلق جبهة متفاهمة وموحدة تدعم التحركات المصرية في الكثير من الملفات المهمة في أفريقيا، وأبرزها ملف سد النهضة الإثيوبي.


ومن شأن هذا التعاون الحاصل برعاية «إماراتية ــ مصرية» أن يمنح البحر الأحمر مزيدًا من الهدوء، ويقوض التحركات التركية الطامعة في جزيرة سواكن السودانية، إذ إن الفرقة السياسية تمنح المتربصين فرصًا للتدخل في البلاد، ولكن استتباب الأمن والتوحد في كتلة واحدة يقطع الطريق على الطامعين في ثروات الدول.


المزيد.. برعاية الإمارات.. السودان ينهي صراع الفرقاء باتفاق سلام تاريخي

"