بعد السلام الإماراتي مع إسرائيل.. «القاعدة» يواصل متاجرته بالقدس لتجنيد الشباب
الأربعاء 02/سبتمبر/2020 - 12:07 ص
نهلة عبدالمنعم
استغل تنظيم القاعدة الإرهابي، توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات لتوظيفه كرسالة تجنيد جديدة لأتباع محتملين إلى جانب دعوة المناصرين للقتال ضد الدولتين، والعمل على ما يطلقون عليه استعادة القدس.
ففي فيديو جديد بثته عناصر القاعدة (فرع الجزيرة العربية) على قناة ملاحم التابعة للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي الشهير تليجرام، خرج إبراهيم القوصي أو (الخبيب السوداني) برسالة تهديد لقادة الإمارات.
القاعدة والمتاجرة
لفت القوصي إلى أن القضية الفلسطينية باعتبارها من أهم القضايا التاريخية للمسلمين، تمثل حجر زاوية في بناء تنظيم القاعدة، ولكن الأكثر وضوحًا بالنسبة للتنظيم أن نشأته ارتبطت بالغزو السوفيتي لأفغانستان في معركة سياسية كبرى، جرت لفرض النفوذ في تلك المنطقة المهمة عالميًّا، ولكن أرادت لها القوى الكبرى أن تصطبغ بالدين لمزيد من الصراع.
وطالما أن الجماعات الإسلاموية تحتاج لدعائم ترويجية في خطابها الدعائي فهي تعتمد على القدس كرمز مهم للمنطقة العربية والإسلامية تريد لها المنطقة بأكملها السلام، ولكن الجدير بالملاحظة أن تنظيم القاعدة كان يهدف منذ سنوات قليلة لمد نفوذه بالداخل المصري، وتكوين خلية تابعة له عبر ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوي، ورفيقه عماد عبدالحميد.
ولكن هذه الخلية حين تكونت على بعد مسافة قريبة من إسرائيل لم توجه أي رصاصة واحدة أو حتى تخطط لتفجيرات داخل تل أبيب، بل استهدفت الجنود المصريين بدلًا منهم، على الرغم من أن هؤلاء الجنود هم الجيل المتعاقب لجيل آخر هزم إسرائيل هزيمة ساحقة معيدًا سيناء إلى مصريتها.
من هو إبراهيم القوصي؟
إن إبراهيم القوصي الذي ظهر بالفيديو الذي روج له الموقع المهتم بنشر أخبار الجماعات المتطرفة (SITE INTELLIGENCE GROUP) كان معتقلًا في جوانتانامو مطلع الألفينيات، ولكن الإدارة الأمريكية أفرجت عنه فيما بعد لأسباب مجهولة، ثم ظهر بعدها أنه عاد مجددًا للإرهاب، وأصبح زعيمًا من قيادات التنظيم، ما عرض حكومة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لانتقادات واسعة.
وروج البعض أن خروجه من المعتقل الأمريكي سيئ السمعة تم عبر نقله بطائرة أمريكية إلى السودان في صفقة كبرى أشارت لها صحيفة الشرق الأوسط في تقرير في نوفمبر 2019، لافتة عبر مصدرها إلى أن الإفراج قد يكون تم بسبب اعترافات أفاد بها القوصي عن رجال قريبين من أسامة بن لادن مؤسس القاعدة.
واضطرت الحكومة الأمريكية في منتصف 2019 تحت قيادة دونالد ترامب لإعلان 4 ملايين دولار كمكافأة لمن يقدم معلومات تفيد في القبض عليه بعد تعدد مقاطعه المصورة التي يعمل من خلالها على تجنيد مزيد من العناصر لصالح تنظيم القاعدة، كما يحرض المجموعات الإقليمية للتنظيم في أفريقيا على مهاجمة مصالح واشنطن في الصومال وفي القرن الأفريقي.
ويعرف القوصي بأنه سوداني الأصل ولد في 1960، وكانت بعض التقارير تروج لمقتله في إحدى العمليات العسكرية، ولكنه عاود الظهور عبر مقاطع مصورة، بثها تنظيم القاعدة على قنواته الإعلامية.
والأبرز في هذا الإصدار هو ذكر القوصي بأن جماعة الإخوان هي المسؤولة عن قتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات؛ ما يبرز أن الجماعات ترتبط بعلاقات مع بعضها البعض، وأن الإخوان جماعة عنيفة لا تنفصل عقائديًّا عن جماعات السلفية الجهادية المتبنية للقتل.





