يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

نقل السفارة وذكرى النكبة.. فلسطين في انتظار «الأسبوع الأسود»

الجمعة 11/مايو/2018 - 11:34 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
إيمان محمود
طباعة
خُطوةٌ أمريكيَّةٌ استفزت الفلسطينيين، الذين كانوا على موعدٍ في الخامسَ عشر من مايو الجاري مع إحياء الذكرى السبعين للنكبة والتهجير، قبل أن تُقرِّر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصعيد الغضب الفلسطيني بتحديد اليوم ذاتِهِ موعدًا؛ لنقل سفارتها في إسرائيل إلى القُدس المُحتلَّة.

وفي حين اعتبر الفلسطينيون الإعلان الأمريكي حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 14 مايو، بمثابة «إعلان حرب»، ودليلًا على أن واشنطن تحولت إلى جزءٍ من المُشكلة في الصراع الحالي، رحَّبَتْ إسرائيل بالخطوة، التي طالما خشي أسلاف ترامب في أمريكا اتخاذه.

وتُخَطِّطُ حركةُ حماس وفصائلُ فلسطينيةٌ أُخرى في قطاع غزة المُحاصر، لحشدِ أكبر عددٍ مُمكن من المُحتجِّين عند السِّياج الحُدودي الذي يفصل بين القطاع وأراضي 48 المُحتلة، التي تُعتبر استمرارًا لسلسلة مسيرات العودة، التي بدأتها في 30 مارس الماضي، تزامنًا مع يوم الأرض الفلسطيني.

وتخشى إسرائيل من اجتياز الفلسطينيين السِّياج الحُدودي على قطاع غزة، وهو أمر تُهدِّدُ حَمَاس بحدوثه يومي 14 و15 مايو، فيما تهدد سلطة الاحتلال باستخدام الذخيرة الحيَّة ضد المحتجين حال اقتحموا الحدود.

وفيما يتعلق باحتمالية تصعيد الاحتجاجات، يتوقع الباحث في شؤون الجماعات الجهاديَّة محمد أبوسمرة، أن تُصعد حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من الاحتجاجات في يومي ذكرى النكبة ونقل السفارة الأمريكيَّة إلى القدس، مُشيرًا إلى أن «الانتفاضة الفلسطينيَّة الثالثة، بدأت بالفعل».

ويرى أن حماس ليس لها مخرجٌ الآن سوى «الاستمرار في التصعيد»؛ لأن إسرائيل لا تستطيع العيش في سلام «وتاريخ اليهود يشهد على ذلك».

فيما يرى أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسيَّة، أنه لا يمكن التنبؤ برد فعل حماس أو غيرها من الحركات، لكنه استبعد أن يحدث تدخلٌ عسكريٌّ في الوقت الراهن.

وعلى المستوى الشعبي، أكد كامل، أن الغضب الفلسطيني سيصل إلى ذروته يومي نقل السفارة وذكرى النكبة؛ لكنَّه استبعد أن تصل الاحتجاجات إلى «انتفاضة ثالثة»، تُشبِه انتفاضة الحجارة (1987-1994)، أو الانتفاضة الثانية عام 2000، مُرجِعًا السبب إلى الانقسامات الداخليَّة، التي يعانيها الفلسطينيون.

ويُعَدُّ الانقسام الفلسطيني واحدًا من العقبات الأساسية، أمام تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن فازت حماس في انتخابات 2006 التشريعيَّة، ثم سيطرت على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد أن طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إثر اشتباكات دامية.

ولم تَعُد السلطة الفلسطينيَّة بعدها تمارس سلطتها سوى في الضفة الغربية المحتلة. وتعاني حماس حاليًّا ضغوطًا كبيرةً أسهمت في حملها على قبول عودة السلطة الفلسطينية، في مفاوضات ترعاها مصر.

وقال أبوسمرة: «إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكيَّة إلى القُدسِ في ديسمبر الماضي، يُثبت للجميع صحةَ رؤيةِ الحركتين الإسلاميتين، حينما رفضتا مفاوضات السلام التي انطلقت مع بداية التسعينيات».

وأضاف أن الحركتين كان رأيهما في ذلك الوقت، أن المفاوضات لن تُسفِر عنها أي تسوية مع إسرائيل؛ لأن القضيَّة في الأساس عقائديَّة، موضحًا: «بعد مرور 28 عامًا، ثبتت صحة رؤية الحركات ذات التوجهات العقائدية».

وأوضح أبو سمرة، أن اتفاق العودة إلى حدود 67، الذي نتج عن المفاوضات، لم يُنفذ حتى الآن، كما أن راعي السلام- الولايات المتحدة- هو أول من اعتدى على هذه الاتفاقات، وأقرّ أن القدس عاصمة إسرائيل.

ونصت مباحثات السلام العربيَّة، التي عُقِدَتْ على مدار الأعوام الماضية، على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 67، والسماح بإقامة دولة فلسطينيَّة، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، وفي عام 2011 رفض نتنياهو دعوة أوباما إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وفيما يتعلق بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، أكد أنه لن يكون لهما دورٌ فيما يحدث في فلسطين المُحتلة؛ إذ يرى أن الأمر «لا يهمهم كثيرًا»، موضحًا أن التنظيمين يقومان بالفعل بعمليات إرهابية ضد اليهود في تجمعاتهم بكل مكان في العالم، ومن ثم هذا الحدث «لا يعني لهم شيئًا».

وعن علاقة التنظيمين الإرهابيين بحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، أكد أن التنظيمين يرفضان سياسة تعاطي حركتي حماس والجهاد الإسلامي وقبولهما بالمفاوضات مع حركة فتح، وإيجاد خطوط مشتركة بينهما، مضيفًا: «هما يعتبران أن كل من جلس مع إسرائيل فهو عميل وخائن، ولا يجوز الجلوس معه، ومن ثم لا يجوز الجلوس مع فتح».

واتفق أحمد كامل البحيري، على أن «القاعدة» و«داعش» لن يكون لهما أي دور فيما يجري على أرض فلسطين، ولن يتدخلا في المشهد الجاري مهما تطورت أحداثه، مؤكدًا أن هذين التنظيمين هدفهما الأول مُحاربة حكومات بلادهم، ومحاربة العدو الشيعي الذي يعتبرونه أخطر من إسرائيل.

وأعلنت 10 دول رفضها المشاركة في المراسم لأسباب مبدئية وأخرى فنية، على رأسهم مصر وروسيا وألمانيا والنمسا وبولندا وإيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد.

ومن المقرر أن يشارك كل من ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين، ولم يتم تأكيد حضور الرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا، حتى الآن.

ولبى نحو 30 سفيرًا من أصل 86 لدى إسرائيل، دعوة الخارجية الإسرائيلية للمشاركة في مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، من بينهم سفراء هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا، فيما لم يؤكد سفراء رومانيا والنمسا بعدُ حضورهم هذه المراسم.
"