ad a b
ad ad ad

باستفزازه اليونان.. أردوغان يتحدى أوروبا ويواصل بلطجته في المتوسط

الثلاثاء 01/سبتمبر/2020 - 11:38 ص
المرجع
نورا بنداري
طباعة

ارتفعت مؤخرًا حدة التوتر بين اليونان وتركيا في منطقة شرق المتوسط، بسبب اعتداءات أنقرة المتواصلة على هذه المنطقة، وهو ما ترفضه أثينا بشدة، معتبرة إياه انتهاكًا واعتداء تركيًّا على حقوق اليونان، إلا أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» يغض نظره عن ما تطالب به اليونان أو الدول الأوروبية، ويواصل انتهاكاته بمياه المتوسط.

باستفزازه اليونان..

تصعيد تركي

وكان آخر الانتهاكات التركية، اعتراض قوات تابعة لوزارة الدفاع التركية في 28 أغسطس 2020، لـ6 طائرات حربية يونانية جنوب غرب جزيرة قبرص من طراز «إف 16» فوق البحر المتوسط، وذلك لإبعادها عن منطقة إخطار «نافتكس» التركية الخاصة بأنشطة أنقرة للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط؛ ما دفع اليونان لمطالبة تركيا بالكف عن أعمالها الاستفزازية في منطقة المتوسط.


وتجدر الإشارة إلى أن قيام تركيا باعتراض الطائرات اليونانية، هو أول رد من قبل «أردوغان» على ما أعلنه الاتحاد الأوروبي في 28 أغسطس 2020، حول قيامه خلال القمة التي ستنعقد في سبتمبر 2020، باتخاذ «إجراءات رداعة» ضد تركيا، إذا لم تكف عن انتهاكاتها واعتداءاتها بمنطقة المتوسط.


ولم يكن هذا التصعيد الأول من نوعه من قبل تركيا، إذ قامت في أوقات مختلفة من أغسطس 2020، بإجراء عدة مناورات عسكرية بمنطقة شرق المتوسط وسط التوتر الواقع بهذه المنطقة؛ حيث أعلنت تركيا أنها ستقوم بمناورات عسكرية بمنطقة المتوسط في الفترة ما بين 29 أغسطس و11 سبتمبر 2020، إلا أنها بدأت قبل هذا الموعد، وكانت البداية في 10 أغسطس، حيث أجرت البحرية التركية مناورة عسكرية قبالة قبرص، وفي 25 أغسطس، أعلنت تركيا عن إجرائها تدريبات ومناورات بحرية جنوب جزيرة كريت اليونانية، شارك فيها عدد من السفن الحربية التركية والحليفة لها (لم تذكرها)، وفقًا لوسائل إعلام تركية.


للمزيد: قرصان المتوسط.. أردوغان يستفز العالم ويواصل التنقيب غير الشرعي عن الغاز

باستفزازه اليونان..

اعتراض تركي

وتأتي المناورات التركية في الوقت الذي تعترض فيه أنقرة على المناورات التي تقوم بها اليونان في مياه المتوسط، وتعتبرها انتهاكًا لهذه المنطقة، حيث سبق واعترض «أردوغان» على قيام اليونان مؤخرًا بمناورات عسكرية، معتبرًا  أن مناورات اليونان في منطقة المتوسط تتداخل جزئيًّا مع الأماكن التي تجرى فيها سفينة الأبحاث التركية «أوروتش رئيس» أنشطة للتنقيب عن الغاز بالمتوسط، وهذا الأمر وفقًا لـ«أردوغان» هو  تهديد لسلامة الملاحة وتعرضها للخطر، ونشر  مزيد من التوتر بهذه المنطقة.


إلا أن تركيا اعترضت أيضًا  على التدريبات العسكرية للقوات الجوية في شرق البحر المتوسط التي قامت بها اليونان والإمارات، وانضم إليهما كل من فرنسا وإيطاليا، في 28 أغسطس الجاري بمنطقة المتوسط، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية «هامي أكسوي» في تصريح له، أن نشر طائرات عسكرية فرنسية في قبرص اليونانية ينتهك كل المعاهدات الدولية، وأيضًا المناورات التي تقوم بها اليونان والإمارات تعد انتهاكًا لمنطقة المتوسط.


وهذا ما يطرح الباب للتساؤلات، إذ إن تركيا تعترض على حق أساسي من حقوق اليونان بينما لا تعترض لاعتداءاتها المتواصل في منطقة المتوسط، ولذا فإن التساؤل الرئيس، هل ستقوم تركيا خلال الأيام المقبلة بمزيد من التصعيد في منطقة المتوسط؟، وكيف سينتهي الخلاف الدائر بينها وبين اليونان، خاصة بعد إعلان الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا في حال عدم قيامها بالكف عن اعتداءاتها بمياه المتوسط؟.


للمزيد: التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط.. «طوق نجاة» لاقتصاد «أردوغان» المضطرب

باستفزازه اليونان..

سياسة المناكفة

ولذلك، أوضح «محمد صادق إسماعيل» مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن اليونان تمارس حقها الطبيعي بمنطقة المتوسط بشأن التنقيب عن الغاز في حدودها البحرية، ولذلك مدت حدودها بطول 12 مل طبقًا لقواعد القانون الدولي التي تسمح بذلك، ولكن المشكلة في تركيا التي تمارس سياسة المناكفة والشغب داخل منطقة المتوسط؛ لأنها تعي تمامًا أن هذه المنطقة مخزون هائل للغاز، ولذلك تحاول مناكفة الجانب الأوروبي من خلال اليونان، فهي تعي أنها لا تقيم خلافات سياسية وعسكرية مع أثينا بل مع الاتحاد الأوروبي.


ولفت «إسماعيل» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أنه يستبعد إجراء تصعيد عسكري من قبل تركيا خلال الفترة المقبلة، لعدة أسباب، من بينها أن الاتحاد الأوروبي لن يترك اليونان منفردة باعتبار أنها الدولة المعتدى عليها، ومن جانب آخر، فإن تركيا ليست مستعدة للدخول في حرب عسكرية؛ لأنها منهكة اقتصاديًّا، فضلا عن تدخلاتها في سوريا، وليبيا، والعراق، وهذا مجرد «ابتزاز» من قبل تركيا، لإرسال رسالة لدول الاتحاد الأوروبي أنها موجودة بشدة، وتستطع أن تفعل ما تريد.

باستفزازه اليونان..

تصعيد تركي للحصول على مكاسب

ومن جانبه، أوضح «هشام النجار» الباحث المتخصص في الشأن التركي، أنه من المتوقع أن تتجه تركيا للتصعيد في هذا الملف، لأسباب كثيرة، أولها أن تحركها هذا بالعدوان على اليونان وحقوقها يأتي في سياق مشروع معد ومخطط له مسبقًا لاحتلال أراض، ونهب ثروات دول أخرى، تحت عنوان مشروع تركيا الكبرى، ثانيًا هذا التحرك التركي عائد إلى أن «أردوغان» لا يملك إلا الهروب للأمام، وصرف أنظار شعبه عن المشكلات الداخلية، وأزمته السياسية والاقتصادية الخانقة.


ولفت «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن تركيا تعاند وتصعد للحصول أولًا على مكاسب بدون حرب، من خلال وساطات أوروبية من منطلق سياسة حافة الهاوية، لكنها سياسة ذو حدين، ومن الممكن أن تندلع الحرب في أية لحظة؛ نتيجة خطأ ما أو رد استفزازي غير متوقع، وقد يفلت الزمام فجأة وتشتعل المواجهات، لذلك هي تبدي عدم اكتراثها، وتلوح بالتصعيد حتى لا تكون في موقف ضعف في أية تسوية أو حوار برعاية أوروبية لإنهاء الأزمة مع اليونان في منطقة المتوسط.

الكلمات المفتاحية

"