اشتعال الموقف.. تهديدات تركية لقبرص واليونان بسبب غاز المتوسط
الأحد 30/أغسطس/2020 - 02:18 م
أحمد عادل
تشتد الأزمة بين اليونان وقبرص من جهة وبين تركيا من جهة أخرى؛ بسبب غاز شرق المتوسط، إذ هدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات له، الخميس 27 أغسطس 2020، كليهما، مؤكدًا أن بلاده باتت فاعلًا حقيقيًّا على الساحة الدولية، وأن على الجميع أن يدرك ذلك.
ووفق صحيفة «أحوال» التركية، أوضح «أكار» أن تركيا لا تطمع في أراضي وبحار أي دولة، ولن تسمح لأي اعتداء يطالها من أراضي وبحار دول الجوار.
وأضاف أن إخطار «نافتكس» الأخير، أطلقته تركيا لدواعٍ أمنية، تتعلق بتدريبات قواتها البحرية في منطقة إسكندرون، مشيرًا إلى أن جميع فعاليات الجمهورية التركية وقواتها المسلحة تستند إلى أسس مبدئية، وتنفذ بشكل حازم، لافتًا إلى أن وزارته تتولى حماية الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها وزارة الطاقة التركية شرق المتوسط.
المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس
الرد اليوناني
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس، الخميس 27 أغسطس 2020: إن بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل حماية حقوقها في البحر المتوسط، في ظل الخطط التركية الأخيرة للتنقيب عن الغاز.
ووصفت الحكومة اليونانية العملية التركية في البحر المتوسط بأنها انتهاك لسيادة البلاد، ولسيادة قبرص أيضًا، مشددة على أنها لن تقبل بذلك.
وأعلنت تركيا، في وقت سابق، عزمها إجراء مناورات بالذخيرة الحية يومي الأول والثاني من سبتمبر 2020، وذكرت محطة «تي آر تي» التلفزيونية أن أنقرة أصدرت إنذارًا بحريًّا جديدًا شرق المتوسط لإجراء هذه التدريبات.
ورغم دعوات نزع فتيل الأزمة، جرت تدريبات عسكرية الأربعاء 26 أغسطس 2020، في شرق المتوسط، وسط أجواء من التوتر المتنامي بين تركيا واليونان، البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية أن كلا من قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقوا على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط، في إطار المبادرة الرباعية للتعاون.
وأفاد مصدر عسكري يونانى أن هذه المناورات بدأت الأربعاء، وتستمر حتى الجمعة في جنوب وجنوب غرب قبرص.
خلافات قديمة
تأتي تلك المناورات في خضمّ تصعيد بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط؛ حيث فاقم اكتشاف حقول كبيرة من الغاز في شرق المتوسط في السنوات الماضية خلافات قديمة بين البلدين المجاورين حول حدودهما البحرية.
ورغم دعوات أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى خفض حدة التوتر، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات نارية، فيما تحدث نظيره الأمريكي دونالد ترمب، الأربعاء 26 أغسطس 2020، في أول تدخل مباشر له في الأزمة المتصاعدة، وأعلن البيت الأبيض أن ترمب عبر عن القلق إزاء تفاقم التوتر بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي اليونان وتركيا.
وذكرت الرئاسة التركية أن «أردوغان» ذكر ترامب بأن تركيا ليست من يتسبب بعدم الاستقرار في شرق المتوسط، وأضافت أنه شدد على أن أنقرة اتخذت خطوات ملموسة تثبت أنها تقف مع خفض التوتر والحوار.
وكان النزاع بين البلدين قد تفاقم بسبب أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي من جانب تركيا قبالة جزر يونانية في شرق المتوسط، إذ تقوم سفينة الأبحاث «أوروتش رئيس» بالتنقيب عن الغاز هناك، ترافقها سفن حربية تابعة للبحرية التركية، في انتهاك صارخ للمياه الدولية.
وتتهم أثينا أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وترد تركيا بأن هذه المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي، ومن ثم فإن لها الحق في التنقيب عن الغاز.





