ad a b
ad ad ad

احتفالات «عاشوراء» في زمن «كورونا».. مخاوف من التفشي المخيف

الجمعة 28/أغسطس/2020 - 03:56 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

ثمّة تغييرات فرضتها جائحة كورونا على الطقوس الدينية منذ مطلع العام الحالي، إذ تم تعليق الصلوات في المساجد والكنائس لعدة أشهر، ثم عادت بتدابير تحول بين نقل العدوى بفيروس كوفيد-19.


ومع حلول شهر المحرم من العام الهجري الجديد، اتجهت الأنظار نحو مدينة كربلاء في العراق، إذ يحيي الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين عام 680، ويتدفق ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم إلى المدينة من أجل الصلاة والاحتفال.

يتخوف مراقبون من إصرار جموع الشيعة على إحياء الذكرى منذ الليلة الأولى من شهر المحرم، وتوافدهم على المزارات بالنجف وكربلاء، معلنين التزامهم بالتباعد، وارتداء الكمامات، فيما تُظهر صور نقلتها قناة «كربلاء» الفضائية حالة تكدس تّنذر بزيادة وشيكة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد.


ويتوقع أن تكون مراسم عاشوراء أحد أكبر التجمعات الدينية منذ ظهور وباء كوفيد-19، الذي أجبر المملكة العربية السعودية على إقامة مراسم الحج هذا العام على نطاق محدود جدًّا.


ويبدأ الشيعة مراسم الحداد على الإمام الحسين في مطلع شهر محرم، وتستمر أربعين يومًا، يتخللها مسيرات ومجالس عزاء ومواكب، تبلغ أوجها في العاشر من محرم؛ ولذا دعت المرجعيات الدينية في إيران والعراق والبحرين المواطنين إلى التزام الحجر المنزلي، وعدم التكدس في المواكب، منعًا لانتشار العدوى، مع إخبارهم ببث المراسم على الهواء مباشرة.


ورغم مناشدة المراجع الشيعية المواطنين التزام المنازل، توجه الآلاف إلى بوابات الأضرحة الذهبية في مدينة كربلاء، بعضهم ملثمون ويرتدون قفازات طبية، بينما سار آخرون كتفًا إلى كتف كما كان حالهم دائمًا، فيما انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتحذير من نتائج كارثية قد تشهدها الاحتفالات.


إيران ذات الأغلبية الشيعية، هي الدولة الأكثر تضررًا في الشرق الأوسط من الفيروس مع أكثر من عشرين ألف وفاة، فيما يأتي العراق في المرتبة الثانية مع أكثر من 6200 وفاة في ظل نظام صحي متهالك.


وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر، في تصريحات صحفية إن توصيات المرجعية الدينية في مدينة النجف والمسؤولين في وزارة الصحة باتباع إجراءات الوقاية من الإصابة، لم تلق أذانًا صاغية لدى عدد كبير من المشاركين في مراسم عاشوراء.


كما أبدت إيران تساهلًا من خلال إجراءات تسمح بتنظيم طقوس عاشوراء، وسط استفحال الوباء، إذ قال الرئيس حسن روحاني: إن طقوس مواكب الحداد العام المقررة في شهر المحرم، ستمضي قدمًا في ظل تنفيذ البروتوكولات الصحية الكاملة، وفق وسائل الإعلام الإيرانية المحلية.

احتفالات «عاشوراء»

مراسم الحزن

تستمر مراسم الحزن من بداية شهر المحرم وحتى العاشر منه، ولمدة أربعين يومًا بعده، بارتداء الملابس السوداء، وتقام المجالس في الحسينيات (مكان تقام فيه الطقوس) أو في المنازل؛ حيث يلقى الشعر ودروس في الدين والأخلاق والقيم الإسلاميّة، وتسرد السيرة الحسينية أو قصة كربلاء.


وفي اليوم العاشر من المحرم تخرج المسيرات، ويعتقد الشيعة أن المشي في هذه المسيرات من الفضائل، ويلقى المشارك فيها الثواب، وبعد انتهاء المسيرات، تفتح البيوت لكل الناس، وتقام الولائم وتوزع المياه والحلوى.


يشار إلى أن ملايين الشيعة ينظمون طقوس حداد جماعية كل عام في إيران ودول أخرى، بينها العراق، وأفغانستان، والهند، لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين، تتضمن تلاوة المراثي، وجلد النفس بالسياط، واللطم على الصدر وفق إيقاع معين.

"