«خالف تُعرف».. «إخوان الجزائر» تقوض جهود الدولة لمواجهة «كورونا»
الإثنين 15/يونيو/2020 - 10:03 ص
أسماء البتاكوشي
كما هي عادة جماعة الإخوان في الجزائر التي تعمل بمبدأ «خالف تُعرف»؛ فرغم الوضع الصحي الحرج الذي تمر به البلاد، فإن حركة مجتمع السلم المعروفة اختصارًا بـ«حمس» -وامتداد جماعة الإخوان- دعت في آخر بيان لها، إلى "عدم التأخر في خطوات الإصلاحات الدستورية والقانونية واعتماد وسائل الاتصال الإلكترونية في إرسال الوثائق إلى الأحزاب والمنظمات والجهات المعنية ومناقشتها من قبل هؤلاء عبر الاجتماعات الإلكترونية كمرحلة أولى خلال فترة الوقاية من الوباء.
وأرجأت الرئاسة الجزائرية «إثراء مسودة تعديل الدستور» إلى آجال غير معروفة بسبب حالة الاستنفار التي تشهدها البلاد جراء انتشار فيروس «كورونا».
خالف تُعرف
ومن ناحية أخرى فإن مواقف «حمس» تتناقض؛ إذ اعترفت في بيانها بوجود «حالة من الضعف الشديد» تتميز بها الجزائر في استعمال وسائل الاتصال الحديثة من حيث الهياكل وقوة التدفق والتشريعات المناسبة والمهارات اللازمة.
الأمر الذي جعل الخدمات الإلكترونية التعليمية والإدارية والصحية والاقتصادية والتجارية غير ممكنة أو ضعيفة في تلك الأزمة؛ ما يعني صعوبة مناقشة مسودة الدستور «عبر الاجتماعات الإلكترونية» كمرحلة أولى؛ الأمر الذي يثير تساؤلًا ماذا تريد «حمس»؟ وجاء ذلك وفقًا لما نشرته جريدة البلاد السعودية.
تحريض ضد الدولة
ولم تكتفِ حركة «حمس» بهذا بل الأمر امتد إلى محاولات التحريض ضد السلطة والقفز على المشهد السياسي؛ إذ استغلت الأزمة التي تمر بها البلاد جراء الفيروس القاتل، وأثارت الفتنة والجدل بين صفوف الشعب.
عبد الرزاق مقري
واتهم عبدالرزاق مقري رئيس «حمس» في تغريدة له بموقع التغريدات القصيرة «تويتر»، الحكومة بإهمال أوضاع الجزائريين العالقين في مطارات بعد الدول، مستغلًا الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها البلاد في منع السفر منها وإليها.
عبدالمجيد تبون
بينما تكفل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بإعادة المسافرين الجزائريين العالقين في المطارات الأجنبية.
وأعلنت الخطوط الجوية الجزائرية، في بيان لها السبت الموافق 21 مارس 2020، عن ترتيبها 7 رحلات لإجلاء الجزائريين العالقين بعدد من المطارات العالمية دون أن تحدد المسافرين.
وبالفعل بدأت الجزائر إجلاء 2278 جزائريًّا؛ نظرًا لانتشار فيروس كورونا المستجد؛ حيث يتم توجههم مباشرةً إلى الحجر الصحي في 4 فنادق داخل البلاد، الأمر الذي يتعارض تمامًا مع ما تروجه الجماعة بالتقاعس عن إجلاء المواطنين.
وجاءت الإجراءات الجديدة عقب نداءات الاستغاثة التي وجهها الجزائريون العالقون في مطاري حمد وإسطنبول الدوليين بعد تخلي النظامين القطري والتركي عنهم، وتعرضهم لمعاملات غير آدمية وصلت إلى حد منع الأكل والماء.
عبدالله جاب الله
فرض وصايتهم على الدين
ولم تنتهِ الاعتراضات ومحاولات التحريض ضد الدولة عند هذا الحد، بل انتقد "عبدالله جاب الله" رئيس حزب جبهة "العدالة والتنمية" الجزائري -والمحسوبة على جماعة الإخوان- إجراءات الدولة الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، والتي تتعلق بتعليق صلاة الجماعة في المساجد بما فيها صلاة الجمعة.
واستغل جاب الله بمحاولة التحريض المباشر على الحكومة، ومحاولة فرض سيطرتهم على الدين؛ إذ زعم أن قرار الحكومة ماهو إلا مؤامرة على الإسلام، مروجًا أن الوباء عقوبة إلهية.
وقال رئيس جبهة العدالة والتنمية في تدوينة له بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: إننا نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى وناصبه معظمهم العداء، وشنوا عليه أنواعًا من الحروب لإبعاده عن حياتهم"، زاعمًا أن ظهور الأمراض الجديدة؛ نتيجة تفشي الفاحشة بين الناس.
ووصف محاولات الحد من انتشار الفيروس بـ«محاولات الهروب من كورونا» من خلال تطبيق «الحجر الصحي»؛ مشيرًا إلى أن القرار يبدو من قبيل التقليد الأعمي الذي فعلته بعض الأنظمة فحذا النظام الجزائري حذوهم؛ ما جعل السلطات تتخذ سلسلة من الإجراءات الوقائية على الرغم من محدودية الانتشار للفيروس في البلاد، على حد وصفه.
وبينما زعم جاب الله أن فتوى لجنة الإفتاء التي استندت إليها الوزارة لتعليق الصلوات الجماعية وغلق المساجد غير صحيحة، وأنها مستندة لما أفتت به دول أخرى.
كما تحفظت ما تسمى جمعية العلماء المسلمين الإخوانية على القرار المتعلق بإغلاق المساجد؛ إذ قال رئيسها عبدالقادر قسوم: إنه لا يعرف ما الذي دفع بوزارة الشؤون الدينية إلى غلق المساجد وتعليق الصلوات إلى إشعار آخر.





