مرتزقة أردوغان يعترفون: خدعونا وما زالوا.. ونسرق الليبيين لهذا السبب
الخميس 27/أغسطس/2020 - 05:13 م
أحمد عادل
اضطر المرتزقة السوريون في ليبيا بعد أشهر قضوها في طرابلس ومصراتة بدون رواتب، إلى السرقة والنهب، باقتحام بيوت المواطنين الليبيين، وسرقة ما فيها.
وقف اطلاق النار
ووفق آخر إحصاءات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تركيا أرسلت إلى ليبيا ما يزيد على 18 ألفًا من المرتزقة السوريين عاد منهم نحو 7 آلاف إلى سوريا، فضلًا عن نحو 10 آلاف من جنسيات أخرى.
وينضم آلاف المرتزقة إلى الميليشيات المتطرفة التابعة لحكومة السراج في طرابلس، التي تخطط حاليًا للاستيلاء على مدينة سرت الإستراتيجية، وسط حالة ترقب دولي خفت حدتها مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا.
فايز السراج
حالة تذمر
كشف موقع بريطاني متخصص في الصحافة الاستقصائية «إنفستيجيتف جورنال» ومقره لندن، في تقرير له صدر الإثنين 24 أغسطس 2020، أن معظم مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لبيبا، بدون رواتب منذ 5 أشهر، مشككيين في إمكانية صمود وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حكومة الوفاق غير الدستورية التي يقودها فايز السراج، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، حيث أثار حالة تذمر بين المرتزقة، الذين قالوا إن أنقرة لم تف بوعدها لهم، واعترفوا بارتكاب جرائم نهب لمنازل الليبيين.
وقال طه حمود، أحد أعضاء ما يسمى فيلق المجد ضمن مرتزقة أردوغان، وهو فصيل إرهابي نقلت تركيا المئات من عناصره إلى ليبيا: «لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا، وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب».
لم يتورع حمود خلال المقابلة عن الاعتراف بقيامه ومن معه بنهب منازل الليبيين في مصراتة، قائلًا: «كلنا نشارك في النهب منذ الهجوم التركي على مدينة عفرين السورية واحتلالها. هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال».
مجرد كلام
وذكر المرتزقة أنهم تلقوا وعودًا بالحصول على راتب شهري يبلغ نحو ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، لكن عددًا كبيرًا منهم قال إنهم يتقاضون مبالغ أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم ظلوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولم يتلقوا سوى راتب شهر واحد.
التركي خلوصي أكار
وأوضح التقرير الصحيفة البريطانية، أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي أكار ورئيس حكومة الوفاق غير المعتمدة فائز السراج، تم خلاله الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة السوريين بنسبة 30% ولكنه لم يحدث حتى الآن وفقًا لتصريحات المرتزقة.
لكن أحد أفراد "فرقة حمزة" المتمركزة في منطقة عين زارة القريبة من طرابلس، ويدعى عمر، يرى أن هذا «مجرد كلام».
وأضاف: «يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريبًا لكن هذا لا يحدث. ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟» في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
ويقول عمر إنه يحصل على معلومات أن أصدقاءه في سوريا دخولهم المادية من الإرهاب أكثر من أي شخص في ليبيا: «إنهم لا يخبروننا بأي شيء هنا. نسمع أخبارًا من سوريا ونسمع شائعات أيضًا. لا نعرف أي شيء على وجه اليقين حتى يحدث».
وعلى الرغم من الهدنة التي أعلنت مؤخرًا فإن تركيا تواصل إرسال المرتزقة وتؤجج الصراع دون المبالاة بجهود وقف الاقتتال في ليبيا.
ويتضح جليًا أن تركيا متمسكة بإثارة الحرب في ليبيا للاستثمار في الفوضى لضمان بقاء دائم وتوسيع نفوذها وتثبيت حكم الإخوان من خلال دعمها للسراج.
ويخرج مئات السوريين من أراضيهم نحو قطر وتركيا في مهمة عمل بحسب وعود الأتراك، لكن الوجهة والراتب يتغيران، فبمجرد الوصول إلى تركيا تبدأ عمليات التدريب والتجنيد لإرسالهم إلى ليبيا براتب وإغراءات كاذبة.
ويرجح تخلف تركيا عن مستحقاتها تجاه المرتزقة القادمين من سوريا إلى ليبيا، بسبب تمردهم ورفضهم الخوض في معارك مجانية لا مصلحة لهم فيها غير أموال تسد احتياجاتهم تراجعت السلطات التركية عن دفعها.





