ad a b
ad ad ad

وقاحة «الوفاق» لا تتوقف.. نقل المرتزقة الأفارقة رسميًّا للأراضي الليبية

الخميس 19/مارس/2020 - 02:33 م
حكومة الوفاق فى طرابلس
حكومة الوفاق فى طرابلس بزعامة فايز السراج
أنديانا خالد
طباعة

لا تتوقف مساعى حكومة الوفاق في طرابلس بزعامة فايز السراج، لحشد المرتزقة من أرجاء العالم كافة للقتال في صفوفها، فكشف رئيس جهاز المتابعة والرصد بالقيادة العامة للجيش الوطنى الليبي، غيث نوري اسباق، في تصريحات صحفية، الثلاثاء 17 مارس 2020، قيامها بتجنيد مقاتلين أفارقة بشكل رسمي عن طريق المطارات الليبية، لعرقلة تقدم الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر.


وتعد الميليشيات بمثابة «عمود فقري» بالنسبة لحكومة الوفاق، من أجل التشبث بالبقاء وتنفيذ خطط راعيها الأول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في السيطرة على حقول النفط وثروات الشعب الليبي.


وقاحة «الوفاق» لا

اعترافات


في 3 مارس الحالي كشف مقطع عرضه الجيش الوطنى الليبي، اعتراف 4 عمال أفارقة بعمليات تجنيد تقوم بها الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق للعمال الأفارقة في ليبيا، من أجل القتال بصفوفها ضد قوات الجيش الوطنى الليبي.


وجاء في المقطع الذي عرض مجموعة من المرتزقة الأجانب، قامت قواته بأسرهم بمحور العزيزية خلال معارك طرابلس، عندما كانوا يقاتلون في صفوف الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق أنهم قَدِموا من تشاد بغاية العمل في ليبيا، قبل أن يتم تجنيدهم من الميليشيات برواتب مغرية، حيث قال أحدهم إنه كان يعمل في منطقة الكريمية بمنطقة العزيزية قبل أن يتصل به شخص ويعرض عليه عملًا ثانيًا، براتب قدره 3 آلاف دينار ليبي في الشهر.


وأوضح رئيس جهاز المتابعة والرصد بالقيادة العامة للجيش الليبي في تصريحاته لموقع «العربية نت» أن عملية تجنيد المرتزقة تتم عبر اتفاقيات مع الفصائل المسلحة التشادية أو السودانية، مؤكدًا أن هؤلاء المقاتلين مدربون تدريبًا جيّدا ويدخلون إلى ليبيا أفواجًا ومجموعات لهدف واحد وهو المشاركة في الاشتباكات المسلّحة وقتل الليبيين وتدمير البلاد، مضيفًا أن حكومة الوفاق توفر لهم إمكانيات كبيرة سواء مادية أو لوجستية، لا توفرها للمهاجرين الأفارقة العاديين الذين تستعين بهم أحيانًا لتعزيز صفوف قوّاتها.


وفور تجنيد الأفارقة يتم إرسالهم إلى الغرب الليبي عبر الحدود البرية، حيث يتم تأمين نقلهم ومرورهم عبر الصحراء إلى منطقة أوباري ثم إلى منطقة إدري، حيث يجدون في استقبالهم أشخاصًا يتعاملون مع قائد العمليات العسكرية أسامة الجويلي، ليقوموا بنقلهم بالسيارات الخاصّة إلى العاصمة طرابلس.


وتتم عملية التجنيد عبر اتفاقيات مع الفصائل المسلحة التشادية أو السودانية، إذ توفر لهم حكومة الوفاق الإمكانات المادية واللوجستية كافة.


وكشفت تقارير صحفية، عن استغلال حكومة الوفاق للأفارقة النازحين، واستخدامهم مرتزقة في القتال، حيث يأتون من 42 دول أفريقية، منهم 66%  قادمون من دول جنوب القارة، و28% من الشمال، وتمثل النيجر أعلى نسبة من المهاجرين إلى ليبيا إذ بلغت نسبتهم 18% من إجمالي المهاجرين.


ومن جهته أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الأحد 15 مارس، قيام أنقرة بإرسال ما يقارب من 400 إرهابي إلى ليبيا بشكل يومي، مشيرًا إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان جلب عناصر مسلحة، وصل عددهم في ليبيا حتى الآن لنحو 7500، منهم 2000 ينتمون إلى جبهة النصرة وتنظيم داعش.


وقاحة «الوفاق» لا

مخاوف من فرار الميليشيات


ويقول اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولي المصرى، إن الخطأ الذي يرتكب حاليًا هو وصف إطلاق مسمى «حكومة الوفاق»، فيجب أن يطلق عليها الحكومة المنتهية ولايتها، طبقًا لاتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب في 17 ديسمبر 2015، ولذا فإن عدم تصويت البرلمان الليبي على استكمال حكومة الوفاق، يعتبر إنها منتهية الولاية.


وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن تجنيد المرتزقة يمثل خطورة على الشرق الأوسط وأوروبا، مشيرًا إلى أن تلك المجموعات تم تجنيدهم من أجل محاربة الجيش الوطني الليبي، ومن المحتمل فرارهم إلى أوروبا، مطالبًا بضرورة تدخل الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لوقف عمليات التجنيد تلك، وألا تكتفي البيانات بالإدانة، مشددًا على ضرورة ضرب المناطق التى يتركز  فيها الميليشيات والقضاء عليها، مؤكدًا أن الأمر أصبح يشكل خطورة كبيرة.


وأشار خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إلى أن قيام حكومة الوفاق بالتعاون مع الرئيس التركي فى جلب الميليشيات إلى ليبيا عبر الطيران المدني، يعد تحايلا على المجتمع الدولى، موضحًا أن قرار فايز السراج زعيم الوفاق غلق الحدود البرية والبحرية، لانتشار فيروس كورونا، هو تغطية على ما يقوم به «أردوغان» بإمداد الميليشيات بالأسلحة والعناصر الإرهابية.


وقاحة «الوفاق» لا

جيوش القطاع الخاص


ويقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما تقوم به حكومة الوفاق ما هو إلا ما يطلق عليه ظاهرة «جيوش القطاع الخاص» أو شركات الأمن الدولية، وهي المسؤولة عن تجنيد المرتزقة والأجانب وإرسالهم إلى ليبيا، مستغلة الظروف الصحية التي يمر بها العالم، بمساعدة تركيا التي لها خبرة كبيرة في مجال توظيف جيوش القطاع الخاص.


وأضاف فهمي في تصريحات لـ«المرجع»، أن هناك استقطابًا للأفارقة بصورة مزعجة منذ فترة طويلة عن طريق شركات الجيوش الخاصة التي تورد هذه العناصر المشتركة، ما أظهر فشل الجهود الدولية في ضبط الحدود، لذلك يجب تطبيق قوانين رادعة من قبل المجتمع الدولي على حكومة الوفاق.


مطالب دولية


وقال بيان مشترك نشره الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية في ليبيا الثلاثاء 17 مارس 2020 إن سفارات الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وزارة الخارجية التونسية تدعو جميع أطراف الصراع الليبي إلى إعلان وقف فوري أو إنساني للقتال، وكذلك وقف النقل المستمر لجميع المعدات العسكرية والأفراد العسكريين إلى ليبيا من أجل السماح للسلطات المحلية بالاستجابة لتحدّي الصحة العامة غير المسبوق الذي يشكله فيروس كورونا المستجد.


وأضاف البيان: «نعرب عن آمالنا القوية في أن تؤدي هذه الهدنة الإنسانية إلى اتفاق قيادات كلا الطرفين الليبييْن على مشروع وقف إطلاق النار الذي يسّرته الأمم المتحدة في 23 فبراير، والذي تمّ التوصل إليه في جنيف في إطار اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5 + 5، والعودة إلى الحوار السياسي».


المزيد : «بحر الرمال الليبي» يبتلع «عسكر أردوغان»

"