ad a b
ad ad ad

اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. تفاؤل مشوب بالحذر ومخاوف من الاختراق

الإثنين 24/أغسطس/2020 - 08:47 ص
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
هدوء حذر يخيم على الأطراف المتصارعة داخل الأراضي الليبية، إزاء المبادرة التي أطلقتها حكومة الوفاق بزعامة فايز السراج، والمدعومة من قطر وتركيا لوقف إطلاق النار، وأيدها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ولاقت ترحيبًا دوليًّا باعتبارها بارقة أمل لحل الصراع الذي يدفع ثمنه الأبرياء.


مبروك أبوعميد، رئيس
مبروك أبوعميد، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة
تاريخ كلٍ من حكومة الوفاق الليبية والنظام التركي غير المشرف في اختراق كل محاولات وقف إطلاق النار السابقة؛ سواء في ليبيا أو سوريا، يثير الشكوك والمخاوف حول نواياهما، لاسيما إصرار حكومة السراج على خروج الجيش الوطني الليبي من سرت والجفرة ونزع السلاح في المدينتين.

تجارب تركيا لوقف إطلاق النار في حلب وأدلب السوريتين تؤكد أن أنقرة تجيد المناورة بهذه الورقة وأنها تريد التهدئة، حاليًا لامتصاص غضب المجتمع الدولي وإعادة ترتيب الأوراق في ليبيا، ما يشير إلى احتمالية أن يكون عرض وقف إطلاق النار هذا من قبل حكومة طرابلس عملية تحايل في المدى القصير هدفها، إخلاء سرت والجفرة من أي وجود قوي للجيش الوطني الليبي وتغلغل الميليشيات العميلة لتركيا إليهما.

التحايل على الخط الأحمر الذي حدده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 20 يونيو الماضي وأجبر المحور التركي على التراجع وعدم التقدم نحو المدينتين المهمتين، وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن حكومة الوفاق سبق وأن رفضت التهدئة أكثر من مرة، وكان أخرها في نهاية شهر يوليو الماضي، عندما اشترطت إعادة تموضع قوات الجيش الوطني الليبي كشرط لإبرام هدنة دائمة في سرت، ثم عادت بشكل مفاجئ لتعلن الجمعة 21 أغسطس 2020 وقفًا لإطلاق النار في كل الأراضي الليبية، ودعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس المقبل.


لغة التهديد تظهر واضحة في ترحيب غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات حكومة الوفاق، بوقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية في البلاد، ولكنها في الوقت نفسه تهدد قواد الجيش الوطني الليبي بالرد في الزمان والمكان المناسبين ما لم ينسحب من سرت والجفرة.

هذه المخاوف المشروعة أكدها مبروك أبوعميد، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة، في تصريحات صحفية قائلًا: «إن الحرب قد تتوقف بين الطرفين بشكل مؤقت، وقد يتحقق الاستقرار ولكن في وجود السلاح بيد الميليشيات وخارج المؤسسات العسكرية والأمنية يصبح أي اتفاق عرضة للفشل، لذلك لابد من أن يكون من بين نقاط أي اتفاق خارطة طريق محددة لإنهاء فوضى السلاح وتوحيد المؤسسات، حتى لا تنفجر الأمور في اي لحظة وتؤدي إلى مالا يحمد عقباه».

وأضاف «أبوعميد»، أن من يدير الأزمة الليبية لا يريد حلها حتى هذه اللحظة، بدليل أنه أوقف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من بسط سيطرته وإنهاء مشكلة انتشار السلاح، وكان ذلك خيارًا متاحًا عندما كانت القوة قادرة على الدخول إلى قلب طرابلس.

نجاح هذه المبادرة يتطلب طرد الميليشيات والعناصر الإرهابية وعناصر الجيش التركي من الأراضي الليبية، قبل أن يتم إخلاء سرت والجفرة ونزع السلاح منهما، حتى يكون حل الأزمة «ليبي ــ ليبي» دون تدخل أجنبي، بما يحقق مصالح الشعب التركي، لأنه بخلاف ذلك من الممكن أن تستغل تركيا ومرتزقتها انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، في خرق المبادرة بعد أن تكون نجحت في كسب الوقت، وأحدثت تغييرًا جوهريًّا في المعطيات الميدانية على الأرض، والسيطرة على المجلس الرئاسي والبرلمان الجديد لقطع الطريق على فكرة الخلاف السياسي الداخلي في ليبيا.

"