الحلقة الثانية من مسلسل تدمير التاريخ.. «أردوغان» يحول متحف «خورا» إلى مسجد
بعد واقعة «آيا صوفيا»، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارًا بتحويل متحف «خورا» في إسطنبول، الذي كان كنيسة أرثوذوكسية يونانية سابقة، إلى مسجد، في خطوة استفزازية جديدة خاصة لليونان، وسط تصاعد التوترات مع الجارة الأوروبية.
وقالت المؤرخة، إن هذا الأمر ما هو إلا تدمير؛ لأنه من المستحيل تحويل هذه الهندسة المعمارية
الداخلية والحفاظ عليها في آن واحد.
وبحسب «يلماظ»، يلعب التوتر بين تركيا واليونان دورًا كبيرًا في هذه الخطوة، إذ أكدت أن هناك إرادة من قبل الرئيس التركي لمحو آثار الحضارة اليونانية والمسيحية، مضيفة أنه بوضع اليد على موقع تابع للحضارة اليونانية يسعى أردوغان لتذكير اليونان بأنها كانت جزءًا سابقًا من الإمبراطورية التي كان الأتراك يسيطرون عليها.
استفزاز دولي
يرى محمد حسين، الخبير في
الشؤون الدولية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستفز اليونان بما يفعله، فهو
يريد إيصال رسالة مفادها أنها كانت في عهد الخلافة العثمانية البائدة تحت ولايتها،
وأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء بها، ويريد أردوغان أيضًا أن يمارس سياسة الضغط على
اليونان حتى تنفذ له ما يريد.
وأكد في تصريح لـ«المرجع»، أن ما يقوم به أردوغان لا يستفز اليونانيين فقط بل يستفز العالم بأكمله، خاصة دول أوروبا؛ لأن محو الثقافة والحضارة ليس من حقه، وهذا الأمر يثبت للعالم أنه ديكتاتور، ويعادي أي ديانة أخرى غير الإسلام.
تاريخ «خورا»
وبحسب تقرير أعدته صحيفة «زمان» التركية، فإن كنيسة خورا أو متحف تشورا بالتركية هي كنيسة بيزنطية في إسطنبول، تعتبر من أجمل
الآثار الباقية، والتي مرت بعدة عصور، وتقع بالجزء الغربي من بلدية الفاتح أشهر
الأماكن السياحية في المدينة.
ويحتوي المتحف على الكثير من اللوحات الفنية والفسيفساء،
وينقسم المبنى إلى ثلاثة أقسام رئيسية.
وخورا
تعني في اليونانية القديمة «الريف» أو«الضواحي» بسبب موقعها خارج أسوار مدينة
القسطنطينية التي تحدد حدود المدينة في الفترة البيزنطية.
وأثناء فتح القسطنطينية من قبل محمد الفاتح سنة 1453 لم تتضرر
كنيسة خورا، واستمر استخدامها ككنيسة لمدة طويلة، وفي فترة حكم السلطان بايازيد
الثاني، تم تحويل المبنى إلى مسجد سنة 1511 من قبل الوزير الكبير عتيق علي باشا، وأضيفت إليها مدرسة.
وحصلت الكنيسة على صفة متحف في عام 1945، وخضعت للتنظيف والترميم الشامل بين السنوات 1947-1958، وتم الكشف عن الفسيفساء واللوحات الجدارية التي تحمل سمات القرن 14.
للمزيد.. بعد حماقة أردوغان.. أوروبا تتخوف من صراعات دينية على أراضيها بسبب آيا صوفيا





