كورونا قبلة الحياة لداعش.. التنظيم يحول الأنظار إلى القارة العجوز
الخميس 23/أبريل/2020 - 09:31 م
معاذ محمد
قبل أزمة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم مؤخرًا، كان تنظيم داعش الإرهابي يبحث بكل جهد عن موطئ قدم جديد له في العديد من الدول، وعلى رأسها الواقعة في جنوب شرق ووسط آسيا، ليعيد تنظيم صفوفه من جديد عقب خسارة معاقله في سوريا والعراق، أواخر عام 2017، إضافة إلى استعادة قوته والاستفاقة مرة أخرى من حالة الضعف التي لحقته بسبب مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية، أكتوبر 2019.
وجاءت
أزمة كورونا، التي استغلها التنظيم ليصدر بيانًا خادعًا يعلن فيه وقف
عملياته الإرهابية بسبب تفشي الفيروس، داعيًا أتباعه إلى تجنب الدول
الأوروبية التي انتشر فيها الوباء، إلا أنه انتهز انشغال الحكومات بجيوشها
وقواتها بمحاربة «كوفيد 19»، وبدأ في تكثيف عملياته في بعض المحافظات
العراقية ودير الزور السورية، بجانب مناوشات عبر ذئاب منفردة في روسيا وبعض
دول القارة العجوز.
تغيير المسار
تمكنت
قوات الأمن الألمانية، الأربعاء 15 أبريل 2020، من القبض على ما أسمتهم «4
إسلامويين»، خططوا لشن هجمات في البلاد بتكليف من تنظيم داعش، الذي انضموا
إليه يناير 2019، وبحسب الادعاء العام الاتحادي، تبين أنهم كانوا يخططون
في بداية الأمر إلى الانتقال لطاجيكستان «تقع في آسيا الوسطى»، للمساعدة في
تنفيذ هجمات ضد الحكومة هناك، إلا أنهم قرروا بعد ذلك تنفيذ هجمات مميتة
في برلين.
وفقًا
لدراسة أجراها المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي بهولندا، عام 2017،
فإن طاجيكستان أصبحت مصدر الانتحاريين الأجانب لتنظيم «داعش»، وفي يوليو
2019، أكد تقرير يحمل عنوان: «العودة الثانية لداعش»، صدر عن المعهد
الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، أن إعلان الحركة الإسلامية في هذه
الدولة التي تقع شمال أفغانستان، جاء بمثابة قبلة الحياة للتنظيم عام 2015.
ووسط
الرغبة في بناء معقل جديد، يبدو أن التنظيم قد يتنازل نسبيًا عن ذلك الأمر
في الوقت الحالي، لكي لا يفلت الفرصة التي سنحت له ليعود إلى القارة
العجوز، وإن كان ذلك عبر خلايا نائمة وذئاب منفردة.
فوفقًا
للادعاء العام الألماني فإن المجموعة التي قبض عليها، كانت تتجسس على
قواعد أمريكية في برلين بغرض تنفيذ هجمات إرهابية، إضافة إلى العمل على
تصنيع قنابل تساعدهم في هذا الشأن، وبحوزتهم أسلحة نارية وذخيرة.
دلالات الواقعة
كما
أوضح الادعاء أنهم كانوا يتلقون الأوامر من قياديين بارزين في داعش بسوريا
وأفغانستان، وشكلوا بأوامر من التنظيم خلية في ألمانيا، ما يعني أن
التنظيم قد يكون أعطى تعليماته بتشكيل العديد من تلك الخلايا لشن هجمات
إرهابية وبث الذعر في الدول الأوروبية، للإعلان عن عودته بقوة واكتساب
الثقة مرة أخرى، من خلال الهجوم على منشآت حيوية في البلاد.
كما
أشار بيان الادعاء العام، إلى أنه تم القبض على الخلية الإرهابية في مدن
متفرقة بألمانيا، الأمر الذي يعطي إيحاءًا بأن تنظيم داعش قد أعطى الأوامر
لأتباعه بالانتشار في المدن الأوروبية المختلفة والتوسع داخلها، للتمكن من
تنفيذ مخططاته، بالإضافة إلى عدم جعلهم فريسة سهلة في يد قوات الأمن
بتجميعهم في مكان واحد.
وتفيد
تقديرات أجهزة الاستخبارات الألمانية، بأن هناك نحو 11 ألف إسلاموي متشدد
في البلاد، بينهم 680 يشكلون خطرًا داهمًا، وقادرون على ارتكاب أعمال عنف.





