«الكاظمي» وقائد فيلق القدس.. علاقة ملتبسة تربط العراق بإيران
بعد تولي مصطفى الكاظمي زمام الحكومة العراقية في مايو 2020، لوحظ وجود توجه عراقي جديد نحو إيران، بصورة مختلفة تمامًا عن السنوات الماضية التي كان فيها نظام الملالي المسيطر بشكل كبير على دوائر صنع القرار في العراق، ويومًا بعد يوم يثبت «الكاظمي» هذا التوجه الجديد، الأمر الذي أزعج بالفعل مسؤولي الملالي.
رسائل إيرانية
وقبل توجه رئيس الوزراء العراقي لزيارة واشنطن في (19-21) أغسطس 2020، أعلنت مصادر سياسية عراقية لوسائل الإعلام، عن «زيارة سرية» قام بها قائد فيلق القدس الإيراني «إسماعيل قاآني» في 16 أغسطس 2020 إلى العراق، والتقى خلالها بـ«الكاظمي»، وأفادت وسائل الإعلام بأن «قاآني» قدم عدة رسائل إيرانية إلى رئيس الوزراء العراقي، بل ولفتت المصادر أن اللقاء الذي جرى في «سرية تامة» بين «الكاظمي» وقائد فيلق القدس، بـ«المنطقة الخضراء» في العاصمة بغداد؛ تناول الحديث عن زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى واشنطن، ومطالبة «قاآني» بضرورة انسحاب القوات الأمريكية من العراق؛ لأن وجودها يقلق إيران ويهددها.
وحول زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق في هذا التوقيت تحديدًا، أشار عدد من المحللين السياسيين، إلى أن الهدف من ورائه هو محاولة إيران لإفساد زيارة «الكاظمي» إلى واشنطن، وإبلاغه برسائل الملالي، كما فعلت طهران في وقت سابق حينما أرسلت وزير خارجيتها «محمد جواد ظريف» إلى العراق، قبل يوم من زيارة «الكاظمي» إلى السعودية التي تم إلغاؤها قبل يوم من إجرائها في 20 يوليو 2020، بسبب دخول العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز» إلى المستشفى.
فضلًا عن ذلك، فإن نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي «ظافر العاني» أعلن في تغريده على حسابه بموقع «تويتر» أن النظام الإيراني يسعى إلى «تقزيم العراق» في نظر المجتمع الدولي، وتحويلها إلى مجرد ساعي بريد لرسائل فيلق القدس، مشددًا على أن بلاد الرافدين ليست مضطرة لحمل الرسائل التي جاء بها «قاآني» لإيصالها إلى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، قائلا إن هذه الزيارة لرئيس وزراء العراق، ومصالح بغداد أولى من مصلحة أي دولة أخرى.
للمزيد: «الكاظمي» وإيران.. هل يُنهي رجل المخابرات نفوذ «الملالي» في العراق؟
نفي عراقي
هذه التصريحات، دفعت رئيس الوزراء العراقي للرد عليها، إذ نفي «الكاظمي» كل ذلك، مشددًا على أنه لا يحمل خلال زيارته إلى واشنطن «رسائل إيرانية» إلى «ترامب»، وأشار إلى أن العراق لن يلعب دور الوسيط بين إيران وأمريكا، قائلًا إنه «لن يكون ساعي بريد» خلال زيارته إلى أمريكا، وفقًا لما أعلنته وسائل إعلام عراقية في 18 أغسطس 2020.
وسبق وأن أكد رئيس الوزراء العراقي في حوار له مع وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية، أن بلاده بحاجة إلى دعم ومساندة وتعاون الولايات المتحدة من أجل التصدي لتهديد تنظيم «داعش» الإرهابي؛ ما يعني أن «الكاظمي» بات يدرك أن العراق عليه مواجهة كل التدخلات الإيرانية في بلاد الرافدين التي تسببت في انعدام الأمن والاستقرار في العراق، بسبب التدخل الإيراني السنوات الماضية.
للمزيد: حكومة «الكاظمي» تنتفض لقطع أذرع إيران في العراق.. و«حزب الله» يتوعد
مطالب أمريكية
على الصعيد ذاته، أشار الباحث السياسي العراقي المتخصص في الشأن الإيراني «فراس إلياس» أن واشنطن تدرك أنها بحاجة إلى الحصول على التزامات واسعة من «الكاظمي»، خاصة الالتزامات المتعلقة بسلامة قواتها العسكرية الموجودة في العراق، وتأمين المصالح الأمريكية من أي تهديدات مستقبلية قد تصدر عن إيران وحلفائها في العراق.
ولفت «إلياس» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن الولايات المتحدة تسعى للضغط على بغداد لإيجاد بديل لموارد الطاقة التي يحتاجها بدلًا من إيران؛ لأن استمرار استيراد العراق للنفط من إيران، حجم من فاعلية العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، الأمر الذي استغلته إيران، ولذلك فإن إدارة «ترامب» باتت تنظر إلى العراق بالإطار الذي يتعلق بكيفية مواجهة إيران في منطقة الشرق الأوسط.





