مرتزقة أردوغان في ليبيا يتمردون عليه.. والأخير يواصل خداعهم
بات النصب هو الوسيلة المفضلة لدى النظام التركي عند تعامله مع المرتزقة السوريين، بعد إغرائهم المستمر بالأموال الطائلة جراء الذهاب والقتال في المهام التي يوكلها لهم بالذهاب إلى ليبيا لدعم ميليشيا الوفاق ضد قوات الجيش الوطني الليبي، إضافة إلى خداعهم واستغلال حاجتهم المالية؛ حيث تم منع الرواتب عن المرتزقة الموجودين في العاصمة طرابلس؛ ما دفعهم إلى التهديد بجدية، والخروج بمظاهرات كبيرة ضد الأتراك في طرابلس لعدم حصولهم على رواتب بشكل منتظم.
للمزيد: أنقرة تواصل حشد المرتزقة إلى ليبيا والاعتقال جزاء الرافضين
عقب عملية الخداع التي يمارسها النظام التركي وحليفه القطري ضد المرتزقة، واستغلالهم في حربهم ضد الجيش الوطني الليبي، ودعم ميليشيا الوفاق، بإيهامهم بأنهم سيسافرون في مهمة تبدو سهلة، ليجدوا أنفسهم على جبهة قتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي؛ إذ خدعت الاستخبارات التركية عناصر الفصائل السورية الموالية لأنقرة، واتفقت معهم على أنهم مطلوبون لحماية مؤسسات مدنية في قطر، بعد خروج المرتزقة من «عفرين» السورية، عرفوا لاحقًا أن وجهتهم الحقيقية في ليبيا، وليست قطر، والحرب بالوكالة بمقابل مادي ضعيف، وينتمي هؤلاء المسلحون إلى فصائل «سليمان شاه» و«فيلق الشاه» و«السلطان مراد»؛ وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكشف مرتزقة سوريون من الفصائل الموالية لأنقرة، ممن شاركوا في المعارك في ليبيا بفصلهم وتجميدهم والتخلي عن خدماتهم، إضافة إلى حرمانهم، ومنع الرواتب عنهم، وعدم حصولهم على كافة مستحقاتهم المادية، حيث كشف مقطع صوتي لأحد عناصر المرتزقة، من فصيل «الحمزات» الموالي لأنقرة، بأن الأخيرة امتنعت عن إعطائم رواتبهم بعد مشاركتهم في المعارك مع ميليشيا الوفاق، رغم كونهم أوائل المرتزقة الذين ذهبوا إلى طرابلس.
وخلال التسجيل الصوتي، كشف المرتزق السوري، أنهم مكثوا بليبيا 5 أشهر ونصف، لكنهم حصلوا على رواتب 4 أشهر فقط، وتم حرمانهم من راتب الشهر الأخير، قبل إعلامهم بفصلهم وتجميدهم، والتخلّي عن خدماتهم بطريقة مفاجئة، وإبلاغهم بأنه ليس لديهم أيّ حقوق، رغم التضحيات التي قدموها في أرض المعركة، منوهًا إلى أن هدف المرتزقة من التوجه إلى ليبيا هو فقط من أجل المال، وتحسين أوضاع عائلاتهم؛ لأن الظروف الحياتية بسوريا صعبة جدًّا.
التظاهر للمرة الأولى
على الرغم من كل الدعوات الدولية إلى الكف عن نقل المرتزقة إلى ليبيا، وآخرها الدعوة الأمريكية بسحب كل المرتزقة من البلاد التي أنهكتها الحرب منذ سنوات، فإن هؤلاء المرتزقة يعانون الأمرين، تواصل تركيا دعم حكومة الوفاق الليبية بالمقاتلين والمرتزقة، هدد مرتزقة أنقرة بالخروج في مظاهرات حاشدة للمرة الأولى ضد النظام التركي، عقب منعهم من الحصول على مستحقاتهم المالية وفصلهم.
ودفع تهديد المرتزقة للنظام التركي إلى ضرورة احتواء الأمر بسرعة؛ حيث تم إرسال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، بصحبة نظيره القطري خالد العطية، إلى العاصمة الليبية، التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق بزعامة فايز السراج؛ وتم الاتفاق على دفع زيادة بنسبة 30% في رواتب المرتزقة السوريين المرسلين إلى ليبيا من تركيا، وذلك خوفًا من تمردهم وانقلابهم على قيادات الوفاق؛ وذلك بناء على طلب وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق في أحدث إحصائياته مقتل أكثر من 450 سوريًّا من بينهم أطفال، في معارك ليبيا، سقطوا خلال الاشتباكات، خصوصًا في محاور القتال بالعاصمة طرابلس والمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، إضافة إلى عملية تجنيد المرتزقة، وخاصة الأطفال منهم من قبل الفصائل السورية الموالية لتركيا وطرق استقطابهم لتدريبهم ثم إرسالهم للقتال في الأراضي الليبية، تتم من دون علم عائلاتهم أحيانًا، في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
وتأتي عملية إرسال عناصر سورية من فصائل مدعومة من تركيا إلى ليبيا، الورقة التي يلعب بها أردوغان للبقاء هناك قدر الإمكان هناك، وباتت فرصة لتفتح الباب أمام التنظيم الإرهابي للظهور وتثبيت وجوده، مستغلًا الوضع الحالي، بحسب ما أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن المخابرات التركية تنقل عناصر تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» من سوريا إلى ليبيا؛ حيث أوضح «المسماري»، خلال مؤتمر صحفي له نهاية ديسمبر 2019، أن تركيا نقلت مئات من الإرهابيين الأشد خطورة من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من سوريا إلى ليبيا، مؤكدًا «تم نقل عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي وجبهة النصرة، بواسطة المخابرات التركية، وهذا الموضوع خطير جدًّا؛ لأن هناك استخدامًا لأحد مطارات تونس في هذا الجانب، وهو مطار جربة، إذ يتم إنزال مجموعات إرهابية، ثم يتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربي، واستقبلت مطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة أعدادًا كبيرة من جبهة النصرة وتنظيم داعش.
للمزيد: الحرس الوطني الليبي.. حيلة أردوغان للالتفاف على مطالب تفكيك الميليشيات





