فلسطينيون في الإمارات: نرفض لغة التخوين لدولة احترمتنا وقدمت الكثير لقضيتنا
الأربعاء 19/أغسطس/2020 - 02:05 م
أحمد عادل
في خطوة جديدة لحفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، توصلت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل، الخميس 13 أغسطس 2020، ما يمكن أن يعيد تنظيم خارطة المنطقة على نطاق واسع، حيث اتفقت الدولتان على «التطبيع الكامل للعلاقات» مقابل تعليق إسرائيل ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو مشروع كان سينهي آمال الفلسطينيين في الحصول على دولة قابلة للعيش.
وفي إعلان مفاجئ في البيت الأبيض بعد مكالمة هاتفية ثلاثية مع القادة الإسرائيليين والإماراتيين، قال الرئيس دونالد ترامب إن الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة والأمن والتكنولوجيا والطاقة وغيرها من المجالات، في حين يتحرك البلدان للسماح برحلات ركاب مباشرة منتظمة وفتح سفارات وسفراء تجاريين للمرة الأولى.
فلسطينيون في الإمارات
وكان لتلك الاتفاقية رد فعل إيجابي من قبل الجالية الفلسطينية في الإمارات، حيث أعلنوا في بيان رسمي لهم، صدر الأحد 16 أغسطس 2020، عن رفضهم للغة التخوين المستخدمة من بعض القيادات الفلسطينية بحق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مؤكدين أنه كان من الأجدى استخدام اللغة الأخوية والاستفسار عن هذا الأمر بالطرق الدبلوماسية المعمول بها.
وأكدت الجالية، أن الإمارات دولة مستقلة وذات سيادة، يحكمها قادة لهم بُعد نظر وبصيرة نافذة، ولها الحق في اختيار سياستها الخارجية وإبرام اتفاقيات تعاون بما يتوافق مع مصالحها الإستراتيجية.
وتابعوا أن قيادة وشعب دولة الإمارات، التي تأسست عام 1971، مكون من قبائل عربية أصيلة موجودة في المنطقة منذ آلاف الأعوام، كانوا وما زالوا خير سند للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني منذ نكبته وحتى الآن.
مشيرين إلى أن الإمارات احتضنت واحترمت وجود الفلسطينيين على أرضها، وأتاحت لهم الوصول إلى أعلى المناصب في الدولة من وزراء وسفراء ومديرين، إضافة إلى عشرات الآلاف من الموظفين ورجال الأعمال، وهو ما يستدعي احترام وتقدير قيادة دولة الإمارات ورموزها الوطنية.
دعم كامل وثقة مطلقة
وأدانوا واستنكروا ما جرى من حرق صور وأعلام، وما وصفوه بتصرفات لا تمت بصلة أبدًا لأخلاق الشعب الفلسطيني المناضل.
وأعربوا عن ثقتهم المُطلقة بموقف الإمارات، قيادة وحكومة وشعبًا، الدائم والداعم للقضية الفلسطينية وصولاً لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
أكدت شخصيات فلسطينية، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تعزز أمن وطمأنينة المنطقة والعالم، وتدفع إلى مزيد من الرخاء الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، وأن المعاهدة تدفع لخلق بيئة أكثر أمنًا وهي البيئة المثالية لأي نشاط اقتصادي، ومن دون أمن واستقرار لا يوجد اقتصاد حقيقي، وأنها ستوفر طاقة جديدة للتغيير الإيجابي في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدين أن المعاهدة تنقل المنطقة من الإرث المضطرب إلى مصير أكثر تفاؤلاً بالسلام والازدهار.
وقال سمير إبراهيم عبد الهادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سامتيك ميدل إيست»، في بيان له، نشر الأحد 16 أغسطس 2020، إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات عوّدت شعبها والعالم على اتخاذ قرارات حكيمة وصائبة في المجالات كافة، ونحن كجالية ومجتمع رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين في الإمارات استفدنا منذ عقود من التسهيلات والامتيازات التي تقدمها دولة الإمارات سواء للفلسطينيين داخل الدولة أو في فلسطين. وأضاف، أن المساعدات الإماراتية لفلسطين موجودة قبل معاهدة السلام وستستمر بعدها، مشيرًا إلى أن بيئة الأمن والأمان والسلام والاستقرار هي البيئة المثالية لأي نشاط اقتصادي، وبدون أمن واستقرار لا يوجد اقتصاد حقيقي.
علاقة تاريخية
وأوضح أن العلاقة بين الإمارات وفلسطين علاقة تاريخية راسخة، وأشاد بدعم دولة الإمارات قيادة وشعبًا للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية، مثمّنًا الحفاوة البالغة من القيادة الإماراتية بالجالية الفلسطينية المقيمة في الدولة، وبالتسهيلات المقدمة لرجال الأعمال الفلسطينيين، الذين يعتبرون دولة الإمارات بيتهم الثاني، ويتخذون منها مقرًا لأعمالهم والانطلاق منها إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لافتًا إلى أن قرار دولة الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل هو قرار سيادي سياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ونحن إذ نشكر القيادة الإماراتية على اهتمامها الدائم بفلسطين منذ تأسيس الدولة سواء من خلال الدعم الاقتصادي والطبي والتعليم وجميع المجالات في المحافل الدولية، كما نتمنى أن تتعزز هذه العلاقة خلال الفترة المقبلة.
وأكد الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال الفلسطيني محمد عبداللطيف موسى، على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» أن المعاهدة ستحقق السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط التي عانت منذ عقود طويلة من الحروب والصراعات، ما أدى إلى تخلفها عن بقية دول العالم وانتشار البطالة في صفوف شبابها وهجرت الملايين منها بسبب تدني مستويات الدخل وغياب دور الدولة -المنشغلة بتضخيم فزاعة الحرب مع إسرائيل- عوضًا عن تعزيز السلم الأهلي والرخاء الاجتماعي، وتطوير البنى التحتية والصناعة والتجارة فيها.
وتابع قائلاً: إن القرار التاريخي الذي اتخذته دولة الإمارات بصنع السلام مع إسرائيل، سوف يتجاوز كل ما سبقه من اتفاقات، لأن قيادتها الرشيدة تؤمن بالإنجاز والتقدم وبناء مستقبل مزدهر للجميع، بعيدًا عن الحسابات الإثنية والعقائدية الضيقة، ولهذا أتوقع أن تنجز الإمارات خلال 5 أعوام من السلام ما لم تستطع دول المنطقة إنجازه خلال سبعين عامًا مضت. وسوف نرى خلال أيام قليلة توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار، والسياحة، والطيران، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة، والبيئة، تصب جميعها في تحقيق مصالح الدولتين والسلطة الفلسطينية والأردن وبقية دول المنطقة حتى التي ترفض الاتفاق الآن.





