لهذه الأسباب.. وزير داخلية الوفاق الليبية يخطط للإطاحة بالسراج
الأربعاء 12/أغسطس/2020 - 01:02 م

نهلة عبدالمنعم
تشتعل الأوضاع السياسية في ليبيا على خلفية الصراعات المحتدمة داخل جبهة حكومة الوفاق الإخوانية المدعومة من أنقرة، بما يشكل ذلك من استقطاب حاد للمواطنين لدفعهم نحو الثورة على الفصائل المتناحرة، وفقًا للأجندات المختلفة للمصالح الحاكمة للمشهد.

مصالح متعارضة
السراج ورفاقه في الحكومة المشكلة منذ 2015 وفقًا لاتفاق الصخيرات بالمغرب، اتضح لهم بعد خمسة أعوام أن هناك تباينات شاسعة في المكاسب السياسية والمالية لبعضهم عن بعض، علاوة على تعارض مصالحهم؛ ما دفع كبار الجبهة للتناحر فيما بينهم، ولإضفاء مزيد من الشرعية على توجهاتهم لجأ بعضهم لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لشحذ المواطنين ضد الأطراف الأخرى، وهو ما فعله وزير الداخلية فتحي باشاغا.
إضافة إلى ذلك فإن الأطراف الدولية الأكثر قربًا من جبهة الوفاق -لاسيما تركيا- بات لديها مراهنات مختلفة على قيادات المستقبل لتحقيق أجندتها في البلاد؛ ما دفع المتابعين للقول بأن وزير الداخلية يحضر جبهته لتولي قيادة المرحلة القادمة بمباركة جماعة الإخوان المحسوب عليهم.
ففي 21 يوليو 2020 سافر نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع القطري، خالد عطية للقاء وزير داخلية ليبيا فتحي باشاغا ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار في أنقرة، وذلك بعد ساعات من لقاء جرى بينه وبين أمير قطر تميم بن حمد؛ ما يؤشر على ترتيب دولي يلوح في الأفق لتمهيد الطريق لباشاغا مدير الميليشيات الإرهابية بالبلاد، لتولي زمام الأمور، وهو ما أضحت نتائجه تظهر على الأرض.

استقطاب شعبي
تعتمد جماعة الإخوان دومًا في استراتيجيتها لتصعيد الأطراف السياسية على استغلال الجوانب الإنسانية للشعوب لدفعهم للثورة نحو أعدائها؛ لتكوين ظهير شعبي تعتمد عليه لإرساء أجندتها الخاصة، وبالتالي فإن الأطراف المتناحرة وبالأخص معسكر باشاغا يعتمد على دغدغة مشاعر العامة ضد السراج.
وفي ظل ما تعانيه البلاد من اضطرابات أمنية تعصف بالعاصمة طرابلس والجهة الغربية من ليبيا، فإن اللعب على أوتار الاقتصاد والفساد يراد له أن يكون متغيرًا لحركة بالشارع تستخدم للدعوة من أجل تنصيب باشاغا، وهو ما يظهر في صفحات موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والتي يلاحظ انتشار صفحات عليها تدعو لتنصيب باشاغا باعتباره محاربًا للفساد، الذي هو بالأساس جزأ منه ومسؤول عنه منذ خمسة أعوام وأكثر.
فعن طريق صفحة لا تزال في بدايتها يتجمع حولها ما يقارب الـ169 متابعًا يدشن الأتباع صورة نمطية يراد رسمها لباشاغا كمناضل ضد الفساد، وتعرف الصفحة بـ«التجمع الشعبي الليبي لدعم وزير الداخلية».
إجراءات وتقارب دولي
لم تكتف الجبهات المتناحرة بالدعوة للاحتشاد الشعبي لخلق زخم جديد لعملية تبديل السلطة، بل تخطتها لإجراءات على الأرض لدعم جبهة الإخوان بمزيد من الحراك، ففي 10 أغسطس 2020 وقع فتحي باشاغا مع محافظ المصرف المركزي اتفاقًا للتعاون في مكافحة غسيل الأموال والإرهاب، على الرغم من أن موقع «Africa Intelligence» قد كشف في 14 يوليو 2020 عن شراء وزير الداخلية لطائرة خاصة لمصلحته الشخصية بقيمة 2 مليون دولار من أموال الدولة التي يسيطر على أبرز الميليشيات بها.
وما يعزز النهج المتبع حاليًّا لخلق قاعدة شعبية تدعم جبهة الوزير إلى جانب خطاباته الشعبوية غير المألوفة لوزراء الأمن بالأساس، تحاول الجماعة حشد تأييد دولي عبر لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين بزعم إيجاد صيغة مشتركة لمكافحة الفساد والإرهاب الذي يدعمه باشاغا.