ad a b
ad ad ad

تركيا في لبنان.. الاختراق الناعم لعثمنة بلاد الأرز «2-4»

الخميس 13/أغسطس/2020 - 05:01 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لاختراق لبنان وطمس هويته لا تنتهي، إذ يتسلل إلى بلاد الأرز مستغلًا أدواته الناعمة، مستخدمًا وكالة تيكا المشبوهة، كرأس حربة مشروع لبسط النفوذ في لبنان بجمع المعلومات الدقيقة بزعم المساعدات الإنسانية، فهي جزء من منظومة الاستخبارات التركية، وتكفي الإشارة إلى أن رئيس جهاز المخابرات التركي الحالي، هاكان فيدان، كان الرئيس السابق لها، ونجح في تشكيل البنية الاستخباراتية لها.


رئيس جهاز المخابرات
رئيس جهاز المخابرات التركي الحالي، هاكان فيدان
تيكا.. ذراع أردوغان المشبوهة

توزع «تيكا» مساعدات بعشرات الآلاف من الدولارات، إضافة إلى ترميم المدارس ومعالم أثرية إسلامية تعود للعهد العثماني في مدينة طرابلس، شمالي لبنان؛ حيث تم ترميم جامع المعلق وملحقاته «المدرسة المحمودية، حديقة الجامع، ضريح وقصر محمود بك الزعيم، المساكن الملاصقة للمسجد»، ومبنى الخانقاه العائد للعهد المملوكي، وذلك لخلق أجيال تدين بالولاء لتركيا، بعد أن تشعرهم بعظمتها المزعومة، من خلال تلقين الشباب الأفكار والثقافة التركية.

نفذت الوكالة أكثر من 100 مشروع في لبنان، منذ عام 2007، وتنوعت هذه المشاريع بين تدعيم المرافق، ومنها تعزيز قدرات مرافق الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية في ميناء بيروت، وترميم الكنائس، كما حدث مع كنيسة أرثوذكسية، ترميم كنيسة القديس «جاورجيوس» للروم الأرثوذكس، وإقامة حديقة عامة في قرية «الكواشرة» التركمانية في عكار، إضافة لمرافق تربوية وعامة، إضافة إلى المشاريع الإنمائية في لبنان، ودعم الملاعب الرياضية في القرى والمدن، حتى أصبحت الأعلام اللبنانية والتركية مرفوعة في كل طرقات القرية، استحداث حديقة الأخوة «اللبنانية – التركية» في الضم والفرز بطرابلس، وحديقة الشهداء المشتركين في القبة، فضلًا عن استكمال المرحلة الثانية من التكية المولوية، وتشمل متحف الصوفية، إضافةً إلى تأهيل غرفة الأثر الشريف في المسجد المنصوري الكبير، وذلك عبر برنامج تبادل الخبرات 2019، الذي تشرف عليه المنظمة.

كما تركز وكالة تيكا في لبنان، على كسب ولاء النساء التركمانيات، عبر تدشين مشروعات تدريب مهني لهن، كما حدث في بلدتي «الكواشرة وعيدمون»، الواقعتين في شرق البلاد؛ بحجة مساهمة المرأة في توفير دخل كبير لأسرهم، وهذه السياسة أتت ثمارها؛ إذ أصبح ولاء الأقلية التركمانية اللبنانية لتركيا، وأكبر دليل على ذلك، أن كل تظاهرة أو احتجاج للأقلية الأرمنية ضد تركيا، ينظم التركمان حشدًا مواليًا لـ«العدالة والتنمية» من اللبنانيين.  


معهد «يونس إمره»
معهد «يونس إمره»
يونس إمره.. ذراع أخرى

ومن أبرز أدوات أردوغان الناعمة، معهد «يونس إمره»، الذي يستهدف نشر الثقافة العثمانية، وتلميع صورتها في أذهان اللبنانيين، وتحديد زيارات لطلاب الجامعة الأتراك للبنان لدراسة الأنشطة التركية في البلاد، الذي تأسس في لبنان، عام 2011 عقب ثورات الربيع العربي.


كما دشن المعهد فرعًا في مدينة طرابلس لأن بها 150 مدرسة عثمانية وعائلات تركية كثيرة تريد استعادة تراثها ولغتها التركية، إذ تعتبر هذه المنطقة المليئة بالمسلمين السنة من المناطق الرئيسية التي تستهدفها تركيا بإنشاء العديد من المشاريع الثقافية والإنمائية.

ويستقبل المعهد الطلاب الأتراك تحت شعار برنامج «تبادل الخبرات» للتعرف على الأنشطة الثقافية التركية في لبنان، فضلًا عن استقبال الأتراك والتركمان والخريجين من الكليات التركية في لبنان، ونشر الأكلات التركية في المطبخ اللبناني، وتنظيم مهرجانات السينما التركية في مدينة طرابلس، وعمل ورش عمل بين الأطفال الأتراك واللبنانيين.

اختراق لبنان بالطريقة التركية

يأتي ذلك تزامنًا مع افتتاح قسم لتعليم اللغة التركية في الجامعة اللبنانية؛ حتى يتخرج الطلاب باللغتين التركية الحديثة والعثمانية القديمة، وبعد إكمالهم الماجستير والدكتوراة، سيساهمون في كتابة التاريخ، بطريقة ترضي النظام في تركيا.

كما يعد المركز الثقافي التركي في لبنان، أحد أدوات أردوغان؛ لتغيير هوية المجتمع هناك؛ إذ افتتح مؤخرًا بالتعاون من جمعية مكارم الأخلاق اللبنانية مركز الدراسات العثمانية في مدينة طرابلس، شمالي البلاد، باعتبار أن الوثائق العثمانية والمخطوطات، تعد من أهم عناصر القوة الكامنة لتركيا، وأنه لا يمكن أن يكتب تاريخ لبنان دون الرجوع إلى الوثائق الأصلية، المحفوظة في دور الأرشيف العثمانية، الذي يضم حاليًّا أكثر من 250 ألف وثيقة عن لبنان، منها عشرات من القرارات العثمانية ذات الصلة بمختلف مدن لبنان، إبان تلك الفترة.

استخدمت تركيا الدراما لغزو لبنان ثقافيًّا وفنيًّا من أجل استعادة حلم الخلافة العثمانية المزعومة، واخترقت المجتمع اللبناني تحديدًا عام 2006 عندما قدمت قنوات فضائية لبنانية المسلسلات التركية على شاشاتها.

وكان المحتوى المقدم في لبنان «عاطفيًّا رومانسيًّا» بهدف جذب أكبر شريحة ممكنة، وخاصة من النساء حتى أن اللبنانيين دشنوا هاشتاج «أوقفوا المسلسلات التركية» خوفًا من عمليات غسيل المخ التي يتعرضون لها.

"