على خُطى الملالي.. الحوثي يراوغ الأمم المتحدة في أزمة «صافر»
تعمل ميليشيا الحوثي الانقلابية باستمرار على استغلال كل مشكلات اليمن؛ لتحقيق أهدافها ومصالحها، ما قد ينجم عنه وقوع كوارث كبيرة يشهدها اليمن، إلا أن الميليشيا المدعومة من إيران لا يهمها كل ذلك، ومن أجل هذا اتبع الحوثيون خلال الفترة القليلة الماضية، نهجًا قائمًا على «سياسة المراوغة» فيما يتعلق بناقلة النفط العائمة «صافر» لابتزاز الحكومة اليمنية الشرعية والمجتمع الدولي؛ من أجل الحصول على مكاسب لصالحها.
مراوغة حوثية
وبعد أن وافقت الميليشيا الانقلابية في 12 يوليو 2020 بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة العائمة في ميناء رأس عيسى، الواقع في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر (غرب اليمن)، والمهددة بالانفجار في أي لحظة بسبب بعض المشكلات بها، إلا أنه في 24 يوليو 2020 تراجعت الجماعة الانقلابية عن إعلانها بشأن فحص الأمم المتحدة لناقلة صافر، مطالبين بتدخل طرف ثالث غير مشارك في الحرب لحل هذه الأزمة، بل وزعم الحوثي في رسالة إلى المبعوث الأممي لليمن «مارتن جريفيث» بأن الأمم المتحدة خالفت ما تم الاتفاق عليه بخصوص «صافر».
جدير بالذكر، أن ميليشيا الحوثي قامت منذ انقلابها في سبتمبر 2014، باحتجاز كميات من النفط الخام تقدر بنحو 1.2 مليون برميل في ناقلة صافر بميناء رأس عيسى؛ ما يهدد بوقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر؛ لأن هذه الناقلة مر على إنشائها حوالي 40 عامًا، وقد أصبحت متهالكة، وجسمها متآكل، وهذا ما أوضحه خبراء توقعوا أن يتسرب خزان صافر خاصة خلال شهري يونيو أو يوليو 2020؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وعن أسباب سياسة المراوغة التي يتبعها الحوثي، أعلنت مصادر أممية في تصريحات صحفية لها، أن مطالبة الميليشيا الانقلابية بتدخل بطرف ثالث فيما يخص ناقلة «صافر» يأتي بهدف رغبة الحوثي في الحصول على امتيازات لا علاقة لها بالناقلة، وإنما تخص موضوعًا آخر يتعلق بأزمة سفن النفط، وآلية استيراد المشتقات النفطية، ولذلك تستخدم الجماعة الانقلابية «صافر» كورقة للضغط على المبعوث الأممي والحكومة اليمنية في هذا الملف، إلا أنه الأمم المتحدة حسمت موضوع ناقلة صافر بإرادة دولية، والباقي هو أن يتم استخراج التأشيرات للفريق الأممي الذي سيفحص خزان صافر.
أهداف سياسية واقتصادية
ولذلك أوضح «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن سياسة الميليشيا الحوثية الموالية لإيران منذ تأسيها هي المراوغة لكسب المزيد من الوقت، لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وابتزاز المجتمع الدولي، وهذا ناتج عن سياسة المرونة التي يتعامل بها كل من الحكومة اليمنية أو التحالف العربي، أو الأمم المتحدة مع الميليشيا الانقلابية.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الحوثيين يسعون من خلال الضغط على الأمم المتحدة والحكومة اليمنية للسماح لهم بالاستحواذ على النفط الذي تحمله الناقلة، إذ إنه قبل أن يعقد مجلس الأمن اجتماعًا حول ناقلة النفط صافر أو القنبلة الموقوتة في البحر الأحمر، تلقى الحوثيون نصيحة من «مارتن غريفيث» بأن يعلنوا قبولهم لإدخال فريق أممي لمعاينة الناقلة، وذلك لامتصاص غضب المجتمع الدولي، وحتى لا تخرج منه قرارات ملزمة، كانت ستكون بمثابة ضربة قاضية للميليشيا الحوثية، لكنهم تراجعوا عن قرارهم بعد الجلسة بغضون ساعات، وهو ما يكشف العلاقة المستقبلية بين العرب والحوثيين في حال أعلن انتصاره في هذه الحرب.
وطلب الباحث اليمني من قوات التحالف العربي والحكومة اليمنية بإدراك خطورة المراوغة الحوثية، بل ووضع حد لهذا الأسلوب، مبينًا أن ذلك سيؤدي إلى تغيير الأمور رأسًا عن عقب، وسيجنب اليمن المزيد من الحروب والاضطرابات في المنطقة، بل وسينقذ التلوث البيئي لدول البحر الأحمر الذي تهدده ناقلة النفط صافر.
للمزيد: باستهداف السجون ومحطات النفط.. الحوثيون يردون على دعوات التهدئة الأممية





