الرهان الخاسر.. خيبة أمل متبادلة بين داعش وعناصره الاجانب
بات الدواعش الأجانب لدى التنظيم الإرهابي، ولاسيما من أوروبا، يمثلون له نواة جديدة، نظرًا لاعتقاده بأن لهم أسلوب خاص في تعامل حكومات الغرب معهم، هذه الأفضلية النسبية أعادت التفكير لداعش من جديد في محاولة إعادة ما يسميه «الخلافة» مجددًا، إلا أن العناصر العائدين إلى بلدانهم من سوريا خفتت جاذبية داعش لديهم وأفكارهم القديمة عن القتال باتت تتغير تجاه الانخراط في الحياة مجددًا؛ وذلك بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
وأدى سقوط الباغوز آخر جيوب التنظيم في سوريا، بيد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لإعلان داعش دخوله في حرب العصابات، والعمليات المباغتة، دون وجود منطقة تحت سيطرته، وهو أسلوب اتبعه التنظيم قبل العام 2013.
للمزيد: «مونيرو».. مصدر تمويل الدواعش الجديد
أمل داعش
ويأمل التنظيم في إعادة العنف في أوروبا، عن طريق عناصره من الأجانب، نظرًا لكونهم يشكلون نواة جديدة لداعش، بسبب أسلوب تعامل حكومات الغرب معهم.
فخلال دراسة نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع كلية «كينغز» البحثية في لندن، أشار إلى أن تخلي حكومات الغرب عن السعي في إعادة مواطنيها المنضمين إلى «داعش»، دفع بهؤلاء إلى التفكير جديًّا في إعادة إحياء «الخلافة» مجددًا، بحسب توصيفهم.
وقسمت الدراسة الدواعش الأجانب إلى أربعة أصناف، منهم المقاتلون الذين لا يزالون ينشطون مع التنظيم سواء في سوريا والعراق، أو فروع أخرى حول العالم، وآخرون المتنقلون إلى ولايات أخرى دون وجود معلومات حول نشاطهم، ومنهم القابعون في السجون لدى بلدانهم الأصلية، أو لدى قوات سوريا الديمقراطية، وفي الأخير العائدون إلى أوروبا دون أن يتم اكتشافهم، إما عبر القدوم مع حملات اللجوء، أو بطرق أخرى، علمًا أن من عاد بعلم السلطات يقدر بنحو 2000 شخص.
تكتيكات جديدة كما لفتت الدراسة إلى أن التنظيم اتخذ تكتيكات جديدة لأسلوب عمله الحالي القائم على شن عمليات دون السعي إلى السيطرة على أي منطقة؛ حيث يحرص على أن يحافظ أفراده على الحد الأدنى من الخبرة العسكرية، ويعملون في المناطق الريفية والنائية، ويعتمدون على حفر الأنفاق، والتمركز فيها وبالبيوت الآمنة.
وأشارت الدراسة إلى أن غياب التنسيق بين استخبارات دول العالم، إضافة إلى «الإنتربول» يسهم في زيادة نشاط «داعش» وقدرته على التحرك، رغم أن بعض تنقلات عناصر التنظيم من دولة إلى أخرى تستغرق شهورًا، مؤكدة أن دول الغرب ملزمة بإعادة مواطنيها المنتمين إلى «داعش»، ومحاكمتهم وفقًا للقوانين المتبعة، ومن ثم عليها أن تدمج من يخرج من السجن في المجتمع المحلي مع الرقابة الأمنية الدائمة لتحركاتهم، محذرة من أن عدم التحرك في هذا الاتجاه يعني بقاء هؤلاء الأجانب في بيئة خصبة لـ«داعش جديدة» حتى لو كانوا بسجون «قسد» حاليًّا.
الشعور بالخيبة
في الجهة المقابلة، شعر العائدون إلى أوروبا بالخيبة تجاه التنظيم؛ حيث خفتت لديهم جاذبيته، وبحسب «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن الداعشي المعروف بـ«أبي عائشة» البلجيكي، البالغ من العمر 27 عامًا سافر إلى سوريا عام 2013، وأطلق سراحه، وهو حاليًّا يؤكد أنه يرفض فكرة العودة إلى التنظيم، ويفضل الدراسة على القتال مجددًا.
وخلال الفترة التي مكث فيها البلجيكي في سوريا بسبب سجنه، قابل آخرون من المقاتلين الدواعش وأخبروه بأنهم لم يحبوا طريقة قتال داعش مع من لم يتفق معه، وكيف كان التنظيم يذهب إلى المساجد ويذبح الناس.
وبحسب الصحيفة، فإن البليجي «أبا عائشة» قدّم النصيحة لبقية الشباب الراغبين بالتعرف على التنظيم بالابتعاد عنه، قائلًا: «لقد شاهدت بأم عيني ما فعله التنظيم».
للمزيد: المخاوف الأوروبية تتجدد.. القتال والبحث عن المعارك مهنة الدواعش العائدين





