المخاوف الأوروبية تتجدد.. القتال والبحث عن المعارك مهنة الدواعش العائدين
الأربعاء 10/يونيو/2020 - 10:28 ص
مصطفى كامل
تزايدت المخاوف من جديد لدى بعض الدول الأوروبية، تجاه الدواعش العائدين إلى بلدانهم، خوفًا من انتقال الإرهاب إليها، لاسيما أن هؤلاء يمتهنون القتال، ويبحثون دائمًا عن جهات جديدة له.
الخوف من العائدين
منذ ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا وإعلان خلافته المكانية المزعومة، عانت بعض الدول الأوروبية من مسألة عودة العناصر الذين انضموا للتنظيم، إذ بدأت بعض تلك الدول في تجريد مواطنيها الدواعش من جنسياتهم، وعلى رأسهم بريطانيا والدنمارك، بينما استقبلت دول أخرى دواعشها، ومن بينهم ألمانيا.
وبالرغم من عودة أغلب المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم إلا أنهم جعلوا من القتال والتمرد مهمة لهم؛ فبحسب «جانين دي روي فانتزجويدفين» الباحثة في معهد الدراسات الأمنية بجامعة «لايدن» الهولندية، فإن هولاء الدواعش يشار إليهم دائمًا على أنهم مقاتلون أجانب محترفون، يتنقلون من صراع إلى صراع بالخصوص في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن هذه المهنة تجعل منهم خبراء في القتال خلال المعارك يجلبون معهم فكرًا خطيرًا يكون له تأثير قوي خلال المعارك، بالإضافة إلى أن الكثير من الأسماء المعروفة في قوائم المعهد باتوا قادة في التنظيم الإرهابي.
وكشفت «لجانين» خلال دراسة مشتركة مع «ديفيد مالت» من جامعة تشيلسي البريطانية، عن خط سير المقاتلين الأجانب، موضحين أن من نجا منهم من رحلته الأولى سيتجه إلى جمع مصادره، وتطوير قدراته لنقلها إلى معارك أخرى، بالإضافة إلى كيفية تنقل هؤلاء ليس من معارك إلى معارك، بل من جماعة إلى أخرى قريبة إيديولوجيًّا.
بناء شبكات قتالية
في الوقت الذي بدأ الجيل الأول من تنظيم داعش الإرهابي في بناء شبكات علاقته داخل معسكرات التدريب، لجأ الجيل الثاني إلى فكرة الحفاظ على ما يعرف بـ«الحركة الجهادية العالمية» من خلال بناء شبكات قتالية جديدة لتنفيذ مخططات التنظيم الإرهابية في دول أوروبا، إذ يقاتل الدواعش في صراعات وتمردات محلية، ويفرون للبحث عن فرص للقتال في دول ضعيفة لتحقيق رغباتهم؛ كما أن كثيرًا من المقاتلين الأجانب أثبتت أن لهم النية في القيام بعمليات إرهابية في أوطانهم نفسها.
في المقابل، أكد كولن ب. كلارك، الباحث في مركز صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية، في كتابه بعنوان «ما بعد الخلافة»، أن تنظيم داعش الإرهابي معروف عنه الكثير من الأمور السيئة المعروفة لدى الجميع، ولكن أبرز ما عرف فيه التنظيم هو توفر قادة يملكون كاريزما وقدرة على قيادة المعارك، بالإضافة إلى القدرة على تجنيد مقاتلين أجانب، لافتًا إلى أن البحث عن المقاتلين الأجانب هو أمر هام، وأن تحديد عمليات القتل والقبض عليهم أمر هام جدًّا للقضاء على التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.





