الغزو العثماني على حدود إيطاليا.. مخاوف من موجات لاجئين ومتطرفين جدد
يشهد الموقف الإيطالي تجاه الملف الليبي تطورًا كبيرًا، ربما حركة تصاعد الأحداث في المنطقة، والتي تؤثر سلبًا على أمن الملعب الجنوبي لدول الاتحاد الأوروبي، مهددة إياها بموجة لاجئين ومتطرفين جدد.
التقارب «الإيطالي - الليبي»
الأخير
اجتمع رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، الثلاثاء 14 يوليو 2020 مع نظيره الإيطالي، روبيرتو فيكو، في العاصمة الإيطالية روما لبحث التطورات الأخيرة للقضية الليبية، ودراسة السبل السلمية لحل الأزمة؛ حقنًا للدماء، وإرساء للسلام.
وأشار المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الليبي، عبد الحميد الصافي ، إلى أن مبادرة إعلان القاهرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو 2020، كانت على رأس الملفات التي ناقشها الطرفان، كركيزة أساسية لإحلال السلام بالمنطقة، وإيقاف التدخل الأجنبي، وضمان استفادة الشعب الليبي وحده من مقدراته الاقتصادية.
كما بحث رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح مع نظيره الإيطالي إمكانية مد جسور التعاون السياسي والاستراتيجي بين البرلمانيين خلال المرحلة المقبلة، وعلى هامش الزيارة التقى «صالح»، وزير الخارجية الإيطالي، لوجي دي مايو؛ لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية بالحكومة الليبية، عبد الهادي الحويج، عن نقاشات رسمية مع الخارجية الإيطالية لإعادة افتتاح قنصليتها في بنغازي، فيما يعد تطورًا كبيرًا في سياق العلاقات «الليبية - الإيطالية» خلال الآونة الأخيرة.
التحول الإيطالي
لطالما حسم البعض موقف إيطاليا تجاه الملف الليبي لصالح حكومة الوفاق في طرابلس بزعامة فايز السراج، وحتى بعد التدخل الأوروبي لتوحيد صف القارة العجوز تجاه الملف واستقطاب روما لموقف يضمن حقوق دول الاتحاد ضد استفزازات وأطماع النظام التركي، حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استمالة روما مجددًا لشق الصف الأوروبي؛ ما جعل بعض الساسة يصنفون الزيارة التي أجراها وزير خارجية إيطاليا، لويجي دي مايو، ولقاءه رئيس حكومة الوفاق، عودة جديدة لتذبذب الرؤى الأوروبية تجاه القضية؛ ما يزيد من فرص تأجيل حسمها.
ولكن الزيارة شهدت تأكيدات من الجانب الإيطالي على حرصه لوجود حل سياسي للقضية يمنع التدخلات الأجنبية، ويضمن استفادة الشعب الليبي من ثروة النفط دون سلبها من جانب أيٍّ من الأطراف الدولية، إلى جانب وضع حد لانتشار الميليشيات الإرهابية والمرتزقة في البلاد، الأمر الذي يوضح بأن روما لم تعد مباشرة في دعم «السراج»، لكنها بالتأكيد سترجح مصلحتها التي قد تتنافى حتمًا مع وجود ميليشيات إرهابية على حدودها البحرية تنذر بفوضى عارمة وموجة من اللاجئين والمشردين تحت وطأة الصراعات العسكرية والأيديولوجية أيضًا.
الهجرة غير الشرعية
بات ملف الهجرة غير الشرعية من الأولويات الملحة
بالنسبة لروما، إلى جانب تشكل جماعات ضغط داخل الدولة الأوروبية تحذر من عصابات الاستغلال
والاتجار بالبشر التي قد تتعاون مع عصابات المافيا؛ ما يؤشر على تصاعد خطورة الأوضاع
الأمنية والمجتمعية داخل روما.
وفي 14 يوليو 2020، كشف موقع «مهاجر نيوز»
عن إلقاء القبض على مهاجرين من بنجلاديش من قبل السلطات الإيطالية بعد اتهام وجه لهم
من أربعة مهاجرين آخرين، بالإشراف على عمليات تعذيب واحتجاز جرت داخل أحد المراكز المخصصة
للهجرة غير الشرعية في ليبيا، ووجهت لهم الشرطة تهم الاتجار بالبشر والتعذيب والخطف؛
ما يعني أن بوادر الخطورة لم تعد مجرد احتمال، بل أصبحت حقيقة على الأرض تحاول السلطات
حلها.
إيطاليا وحسم الموقف الأوروبي ضد أردوغان
تتحدث بعض الدراسات عن احتياج روما، رؤية محددة
وواضحة تجاه ليبيا حتى ينظر لها ساسة الدولة كحليف موثوق به، وبحسب ورقة بحثية نشرها
المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أشارت إلى أن مغامرة أردوغان في طرابلس
هدفها الأول الاستيلاء على النفط والغاز في ظل أزمة اقتصادية عاصفة تضرب تركيا، وبالأخص
بعد انتشار جائحة كورونا.
كما أن العلاقات بين أردوغان وبين السراج فتحت للأول المجال السياسي لتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بما يهدد مصالح الدول الأخرى في اقتصاديات الغاز إلى جانب التعاون العسكري سيكون كل ذلك بمثابة ركيزة لانطلاق مشروع الإسلام السياسي في خاصرة أوروبا.
المزيد.. ننفرد بنشر صور للأقمار الاصطناعية ترصد التحركات التركية في ليبيا





