ad a b
ad ad ad

«داعش» في بلاد المافيا.. التنظيم يبيع مخدرات في إيطاليا للتمويل

الأحد 05/يوليو/2020 - 02:33 م
المرجع
آية عز
طباعة

كعادة أغلب التنظيمات الإرهابية التي تمول أنشطتها بالاتجار في المخدرات، قام تنظيم داعش خلال الشهور الماضية بسبب التدهور الاقتصادي الذي يعانيه التنظيم بتصنيع وتجارة المخدرات بشكل مكثف لتمويل نفسه.

 

 

«داعش» في بلاد المافيا..

في بلد المافيا


وفي إيطاليا، معقل المافيا، عثرت الشرطة الإيطالية على كميات هائلة من المخدرات التابعة لداعش، وكشفت يوم الأربعاء 1 يوليو 2020، أنها صادرت كمية ضخمة من مخدرات «الأمفيتامين»، تبلغ 14 طنًا على شكل 84 مليون حبة كبتاغون أنتجها تنظيم داعش، لبيعها في أوروبا وتمويل عملياته هناك.


وأوضحت الشرطة في بيان لها، أن هذه العملية تمت في مرفأ ساليرنو بجنوب نابولي، وقيمة المضبوطات تبلغ مليار يورو في السوق، مؤكدة أنها أكبر عملية مصادرة أمفيتامين على المستوى العالمي.


وبحسب التحقيق الذي تشرف عليه نيابة نابولي، كانت المخدرات موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة تتضمن لفائف أوراق معدة للاستخدام الصناعي وعجلات حديدية.


وهذه اللفائف المؤلفة من عدة طبقات يبلغ ارتفاعها نحو مترين وقطرها 1,40 متر، أتاحت إخفاء نحو 350 كلغ من الحبوب في كل منها، بعدما وضعت في الطبقات الداخلية، بدون أن ترصدها أجهزة الكشف.


 وأكدت الشرطة، أن العجلات الحديدية العملاقة كانت مليئة بالحبوب.


وأوضح المحققون أن الحبوب كان عليها ختم «كبتاغون» وهو دواء مصنف ضمن خانة المخدرات، وغالبًا ما يستخدم من قبل عناصر تنظيم داعش قبل الدخول في المعارك ليعطيهم طاقة.


وأضاف بيان الشرطة الايطالية، «نعلم أن تنظيم داعش يمول أنشطته الإرهابية الخاصة، وخصوصًا بواسطة الاتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، وبات لهذا السبب أكبر منتج عالمي للامفيتامينات في السنوات الماضية».


وقبل أسبوعين كانت وحدة التحقيق نفسها في نابولي المتخصصة في الجريمة المنظمة رصدت حاوية ألبسة غير أصلية تم إخفاء بداخلها 2800 كيلو جرام من الحشيش و190 كيلو جرام من الامفيتامينات على شكل أكثر من مليون حبة.


وأكدت الشرطة الإيطالية أن مادة الكبتاغون التي تباع في منطقة الشرق الأوسط رائجة في صفوف المتطرفين للحد من الشعور بالخوف والألم.

«داعش» في بلاد المافيا..
«داعش» والمخدرات

أفادت تقارير إخبارية، جرى تداولها في الفترة الأخيرة، بأن التنظيم الإرهابي تورط في تجارة المخدرات لتعويض ما يعانيه من خسائر اقتصادية في الآونة الأخيرة، ومن ذلك المقال الذي أوردته مجلة «Fortune» للكاتب السياسي «كولين كلارك»، والذي تحدث فيه عن الموارد المالية والمصادر التمويلية لتنظيم داعش.

ويرى الكاتب أن من بين أكبر النتائج التي تمخضت عنها ثورات الربيع العربي، التي اجتاحت الشرق الأوسط، على المستوى الجيوسياسي ظهور طرق وشبكات جديدة للتهريب والاتجار بالمخدرات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجانب استفادة الجماعات الإجرامية والمنظمات الإرهابية من حالة عدم الاستقرار المستمرة في المحاور الجغرافية الرئيسية بمنطقة المتوسط، فالتنظيم وعناصره على دراية بمميزات، مثل تلك الحالة من عدم الاستقرار، وطالما أكدوا في مجلاتهم الإلكترونية التي يصدرها التنظيم بهدف الدعاية وتجنيد عناصر له، في مناطق الصراع مثل أوكرانيا وسوريا تقدم فرصًا وفيرة لإقامة صلات بين شبكات العمل الإجرامي السرية.

ووفقًا لتقرير في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فأن العديد من عناصر «داعش» لاسيما من أتوا من أوروبا اعتمدوا على تجارة المخدرات كوسيلة للتمويل

تمويل الخلافة بالمخدرات

وبحسب خبير مكافحة الإرهاب السويدي «ماجنوس رانستورب» الذي سمى تلك العمليات بـ«التمويل المصغر للخلافة»، وهذه العائدات من المخدرات أتاحت للإرهابيين في أوروبا مرونة مالية بحيث يسافرون من وإلى سوريا، بالإضافة إلى ادخار المال للمساعدة في شراء لوازم التخطيط للهجمات الإرهابية مثل الأسلحة والمعدات والهواتف النقالة. 

الاعتماد على الفتاوى

تعتمد التنظيمات الإرهابية بصفة عامة، وبالتحديد «داعش» على فتاوى أصدرها المنظرون الشرعيون التابعون لهم حول مسألة الاتجار في المواد المخدرة .

ويستند منظرو التنظيمات الإرهابية على فتوى، أصدرها أحمد بن عبدالحليم بن تيمية، المعروف بـ«شيخ الإسلام»، والذي عاش في الفترة الممتدة ما بين «661 هـ: 728 هـ»، حول حكم بيع الخمر للتتار المحاربين.

ونصت فتوى ابن تيمية على جواز بيع الخمور والمسكرات لجيش التتار المحارب للمسلمين لأن زوال عقل الكافر خير له وللمسلمين، لأنه يصده عن الكفر والفسق، ويوقع بين الكفار العداوة والبغضاء، وهو مفيد في حالة الحرب.

واعتمد ابن تيمية على قاعدة أصولية تقول إن الضرورات تبيح المحظورات، وأن هذا من باب ارتكاب مفسدة أقل لدفع شر أكبر.

وبحسب وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA»، ومركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، فإن عطية الله الليبي (جمال المصراتي) المشرف على أفرع تنظيم القاعدة الخارجية، والرجل الثالث في التنظيم سابقًا، أجاز لعناصر ما يسمون بـ «جيش الإسلام» في غزة استخدام الأموال المكتسبة من تجارة المخدرات في تمويل العمليات الإرهابية.

"