ad a b
ad ad ad

«المنفعة المتبادلة» تجمع الإرهاب وتجارة المخدرات

الثلاثاء 10/مارس/2020 - 03:13 م
المرجع
منة عبد الرازق
طباعة

تلجأ العديد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» و«القاعدة»، إلى عمليات تجارة المخدرات، لتمويل أنشتطها الإرهابية، بينما تساعد جماعات الجريمة المنظمة في أوروبا وأمريكا في تلك العمليات بالاتفاق مع التنظيمات الإرهابية في أفريقيا.

 

ويقدر الإجمالى العالمي لأموال عمليات تجارة المخدرات سنويًّا بين 426 و 652 مليار دولار وفقًا لمنظمة «النزاهة المالية العالمية»، التي تشير إلى أن الخط الفاصل بين الشبكتين الإجرامية والإرهابية «ضبابيًا» بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، فغالبًا ما يمول الإرهابيون عملياتهم عن طريق بيع المخدرات أو التزوير، ويشاركون في الشبكات نفسها ويستخدمون الآليات نفسها لنقل الأموال غير المشروعة.

«المنفعة المتبادلة»

من أوروبا لأفريقيا


يشير تقرير للبرلمان الأوروبي بعنوان «الروابط بين الإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة بالاتحاد الأوروبي» أن هناك حالات يشارك فيها أفراد يمارسون الإرهاب أو في أعمال التطرف العنيف في الإتجار بالمخدرات، كما توجد روابط بين بعض مهربي المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا وبين المخدرات.

 

وتستخدم الجماعات الإسلاموية المسلحة الشبكات الإجرامية في جميع أنحاء أوروبا ودولها المحيطة للحصول على الدعم اللوجستي، إذ أن ما يقرب من 30 منظمة إرهابية في أفريقيا متورطة فى الاتجار بالمخدرات، كما تعتبر اليونان أهم مناطق عبور المخدرات بين تركيا ومنطقة البلقان وأفريقيا.

 

ويشارك ما يعرف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، في تجارة الهيروين عبر غرب أفريقيا إلى أوروبا، كما أن الخلايا الإرهابية بشمال أفريقيا أو باكستان فى جنوب آسيا منخرطة بشكل متزايد في نشاط إجرامي لتمويل العمليات الإرهابية في الخارج مع دول أوروبية.

 

بينما يشارك تنظيم القاعدة في تجارة الألماس والمخدرات مع منظمات إجرامية في البلقان والكاميرون، وحقق ربحًا يزيد على مليار دولار في 2016-2017 .

 

كما أن التحالفات بين المنظمات الإجرامية والإرهابية لتحقيق منفعة مشتركة هي السمة الرئيسية لهذا التعاون، مثل عمليات غسيل الأموال والتزوير وشبكات تهريب البشر، والتواطؤ في الإتجار بالمخدرات. 

 

 للمزيد..ميليشيات حزب الله في فنزويلا.. مخدرات وغسيل أموال

«المنفعة المتبادلة»

«داعش» والإتجار بالمخدرات


منذ ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي وهو يستثمر في كل القطاعات المشروعة وغيرها لتمويل نشاطاته، ففي 2014، كشف عن علاقاته بجماعات بشمال أفريقيا وأفغانستان للاتجار بالمخدارت، كما أن «داعش» في سوريا والعراق وليبيا، دفع أموالًا لبعض منظمات الجريمة مثل «كالابريان ندرانجيتا» و«نابوليتان كامورا» في إيطاليا من أجل تمرير شحنات مخدرة.

 

كما ضبطت السلطات اليونانية في 2016 26 مليون قرص مخدر جاء من الهند إلى ليبيا، ثم من خلال «داعش» انتقل إلى إيطاليا في طريقه لشرق أوروبا، وفي 2019 أيضًا ضبطت شحنة مخدرات مكونة من 33 مليون قرص مشحونة من سوريا.

 

ويشير مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة إلى أن الاتجار بالمخدرات وفر التمويل للعمل الإرهابي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مناطق عبور هذه الشحنات، وكانت المخدرات غالبًا هي العملة المستخدمة في ارتكاب هجمات إرهابية، كما كان الحال في تفجيرات مدريد.

 

كما بلغت القيمة الإجمالية لعوائد عمليات زراعة مخدر الأفيون في أفغانستان عام 2006 نحو 3.1 مليار دولار نسبة كبيرة منها تستخدم لتمويل الإرهاب.

 

ويشير تقرير نشر على موقع جامعة «يوتا» الأمريكية للقانون في 2017، تحت عنوان «صلة الإرهاب والمخدرات» أن مشاركة المنظمات الإرهابية بالاتجار بالمخدرات، أو فرض ضرائب على مهربيها وعلى مزارع الخشخاش في الأراضي التي يسيطرون عليها، بوضع تعريفة على تجار المخدرات، هى «علاقة زواج الراحة» أو المنفعة المتبادلة، إذ يستفيد الإرهابيون من تلقي النقود وإضعاف أعدائهم عن طريق إغراق مجتمعاتهم بالعقاقير التي تسبب الإدمان، بينما يستفيد تجار المخدرات من المهارات العسكرية للإرهابيين وإمدادات الأسلحة.

"