ad a b
ad ad ad

للسيطرة على غرب افريقيا.. داعش والقاعدة يتناحران والوجود الفرنسي يعزز حربهما

الثلاثاء 30/يونيو/2020 - 04:18 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
حرب طاحنة تشهدها دول غرب القارة السمراء المعروفة بـ«المنطقة الساحلية» التي تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الحافة الجنوبية للصحراء، بين تنظيمي «القاعدة وداعش» الإرهابيين، دون توحد بينهما في الوقت الحالي، إذ يقاتل التنظيمان في تلك البؤرة للسيطرة على المنطقة الساحلية في غرب إفريقيا، حيث شنّت عناصر داعش في الآونة الأخيرة سلسلة من العمليات استهدفت القاعدة، ما أسفر عن مقتل عدد من الدواعش، ليردّ تنظيم القاعدة بهجوم استهدف مواقع داعش.

للسيطرة على غرب افريقيا..
إرهاب متواصل 
شهدت دول مالي وبوركينا فاسو حربًا ساخنة جديدة بين أكثر الجماعات الإرهابية دموية في العالم، حيث يُقاتل التنظيمان للسيطرة على المنطقة الساحلية في غرب إفريقيا، إضافة إلى قيام رجال دين من كل تنظيم ببثّ فتاوى وخطب  وتكفر التنظيم الآخر وتتّهم عناصره بأنهم «مرتدون»، ما أدى الى ازدياد الهجمات والاقتتال.
ويشترك التنظيمان في هدف مشترك هو تدمير الحكومات المتحالفة مع الغرب والقادة، فقد أعدم ارهابيو التنظيمين المئات من زعماء القبائل وموظفي الخدمة المدنية، وأجبر أسرهم على اعتناق أفكارهم الإرهابية؛ حيث قال كاليب فايس، محلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو معهد أبحاث مقره واشنطن، أن الناس لا يولون ما يحدث هناك اهتمامًا كافيًا، الساحل الآن هو واحد من أكثر الأماكن الخطرة في العالم.
ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تمّ تسجيل حوالي ألف هجوم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو قبل  31 مارس 2020 وقفزت الضربات المرتبطة بـ«القاعدة» بنسبة 55٪، من 378 عملية إلى 586، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين ارتفعت الهجمات المرتبطة بتنظيم «داعش» 120٪، من 157 عملية إلى 345، وفقًا للبيانات التي جمعها مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية التابع للبنتاجون.
وأفاد المركز أن أكثر من مليون شخص فرّوا من العنف، معظمهم في بوركينا فاسو، مضيفًا أن قادة في التنظيمين أصدروا عشرات الأحكام بالإعدام في عشرات القرى، وأنهم يحصلون على الضرائب من تجار المخدرات الذين يهربون الهيروين والقنب نحو أوروبا.
وخلال خطاب استمر 40 دقيقة في مايو الماضي، انتقد المتحدث باسم «داعش» أبو حمزة القرشي، أعضاء القاعدة في غرب إفريقيا ووصفهم أنهم «مرتدين» يساعدون الغربيين، وهي تهمة خطيرة بين الإرهابيين، كما اتهم القاعدة بخيانة الإسلام لصنع السلام مع الحكومات المحلية والغرب.

تناحر وانقسام
بدأ الخلاف جليًا بين التنظيمين منذ فبراير 2020 الماضي، حينما غامر تنظيم داعش الإرهابي تحت قيادة المدعو «عبد الحكيم الصحراوي» من بوركينا فاسو باقتحام الأراضي المالية التي تسيطر عليها كتيبة «ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» التي لديها اليد العليا في المناطق المتنازع عليها في وسط وشمال مالي، حيث أسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى بين الجانبين.
وخلال منتصف إبريل 2020، تواصل المدعو «عبدالحكيم الصحراوي» مع كتيبة «ماسينا» القاعدية، بحثًا عن اتفاق بين الجانبين لتهدئة الأوضاع وطالب بإطلاق سراح الأسرى وتعويضات أسر القتلى، إضافة إلى دعواته إلى ما أسماه بـ«المصالحة بين المسلمين» ؛ الأمر الذي رفضه المدعو «محمد كوفا» زعيم «ماسينا» إذ لم يشعر بالحاجة إلى التفاوض مع عنصر فرعي من تنظيم داعش، حيث رفض المطالب واستمر في الانتقاد والقتال.
فيما ذكر جاكوب زين، المحلل في مؤسسة «جيمس تاون»، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن، بأن التنظيمان يركزان على استهداف شيوخ القبائل وقوات الأمن، لكن العنف الآن يخرج عن السيطرة، لم يتبق أي مكان للمدنيين في الوسط.
وعن الانقسام الوقع بين التنظيمين، تعتقد الولايات المتحدة أن الانقسام في غرب إفريقيا أثارته الحملة العسكرية بقيادة فرنسا والمدعومة من الولايات المتحدة، ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتكدسين في المنطقة المضطربة حيث تلتقي حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تعهّدت باريس مطلع العام الجاري بتوسيع انتشارها الإقليمي إلى 5100 جندي، كما عزّزت الولايات المتحدة وفرنسا مشاركتهما الاستخباراتية في غرب إفريقيا، مع توفير الولايات المتحدة للمراقبة الجوية عبر طائرات من دون طيار تحلق من قاعدة جديدة بقيمة 110 مليون دولار في أغاديز، النيجر. 
وكانت الولايات المتحدة دعمت عملية بقيادة فرنسا، أسفرت عن مقتل عبد المالك دروكدال، أحد كبار قادة القاعدة في إفريقيا، والذي كان المسؤول الأساسي عن عشرات الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف.
للمزيد: لتقليل وتيرة الحرب.. الاتحاد الأفريقي يدعم الحوار مع قادة الإرهاب في دول الساحل

"