ad a b
ad ad ad

الرئيس الإيراني في مرمى نيران المحافظين

الثلاثاء 30/يونيو/2020 - 01:31 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

يقف الرئيس الإيراني حسن روحاني وحيدًا في مواجهة الهجمات المتتالية للجناح الأكثر تشددًا المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، بعدما نجح الأخير في قص أجنحة التيار الذي يوصف بـ(الإصلاحي) عبر استبعاد مرشحيه من الانتخابات البرلمانية، وإقصاء رموزه من المناصب العليا بالدولة، بالتزامن مع فشل الحكومة الإصلاحية الحالية في إدارة كافة الملفات وتورطها في جرائم قمع وفساد بشكل كبير فقدت على أثره شعبيتها بين الجماهير.


وهدد النائب البرلماني أحمد أمير آبادي فراهاني، في تغريدة على موقع التواصل «تويتر»، السبت 27 يونيو، بعزل الرئيس الإيراني حسن روحاني متهمًا إياه بالفشل في حلِّ مشاكل الاقتصاد وأزمات الإسكان، وتدهور مستوى المعيشة، والدعوة إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، كما أرسل رؤساء 12 لجنة برلمانية رسالة تهديد ووعيد إلى الرئيس يدعونه فيها لإصلاح إدارته قبل فوات الأوان.


وطالب النواب، روحاني بالنظر وهو في طريقه إلى مكتبه في وجوه الأطفال الذين يبحثون في القمامة عن الغذاء، وكذلك كبار السن الذين يضطرون للعمل لكسب قوتهم، لافتين إلى وجود فجوة بين الأهداف وما نفذه بالفعل خلال سنوات رئاسته، وأنه أقسم على العمل بالدستور الذي يدعو لسكن لائق، وفرصة عمل لكل مواطن.


ويهيمن المتشددون على دورة البرلمان المنتخب حديثًا بعد استبعاد منافسيهم في «المعسكر الإصلاحي» من الترشح في انتخابات فبراير الماضي عن طريق مجلس صيانة الدستور المخول بفلترة المرشحين.


وقال بعض النواب الجدد، خلال حملاتهم الانتخابية، إنهم سوف يستجوبون «روحاني» أو يعزلونه أو يقدمونه إلى المحاكمة.


يأتي هذا في ظل محاولات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي وحاشيته، استبعاد الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية القادمة، وتهيئة المجال لمرشَّح مقرب منه، عبر نسج تصورات عن كونه المنقذ الذي تنتظره البلاد ليقضي على تَرَدِّي الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي يتطلب تحميل «روحاني» وحكومته مسؤولية الفشل وحدهم باعتبارهم صاروا ورقة محروقة؛ لأن الرئيس لم يتبق له إلا عام تقريبًا في منصبه، ولا يحق له الترشح مجددًا بعد استنفاد فترتيه الرئاسيتين، كما أنه فقد المصداقية بسبب خضوعه لإملاءات المرشد وتورط حكومته في قمع وقتل المتظاهرين لاسيما في نوفمبر الماضي.


ومن المتوقع وفقًا للمشهد الحالي أن تأتي الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في 2021، برئيس قمعي يُزِيح تيَّار «روحاني» بعد ما لوح خامنئي في خطبة له الشهر الماضي، بأنه يريد حكومة ثورية، وفق تعبيره.

"