ad a b
ad ad ad

بعد احتضانها للإخوان.. بريطانيا تحصد ثمار رعايتها لما تسميه «المعارضة المسلحة»

الجمعة 26/يونيو/2020 - 09:46 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

توصم بريطانيا بأنها الدولة الأكثر تأثرًا بالجماعات الإرهابية في القارة الأوروبية، فهي الملاذ الآمن للكثير منهم، فأحيانًا يطلق عليها الباحثون السياسيون لقب لندنستان، في تشبيه لغوي مع أفغانستان التي تعتبر مركز الإرهاب المصدر من آسيا إلى العالم، فعلى مستوى أنشطة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان –كونها التنظيم الأم لتيارات الإرهاب الدولي- تعتبر المملكة المتحدة عاصمة التنظيم في أوروبا، إذ تحتضن كثيرًا من الجمعيات والكيانات التابعة لها.

بعد احتضانها للإخوان..

كيانات الإخوان

وتتعدد الأنشطة التي يمارسها الإخوان في الدولة، وأبرزها الجمعيات الخيرية التي تستخدم كذراع اقتصادية لتقوية شوكة تيار الإسلام السياسي في أوروبا، إلى جانب الحرص على امتلاك المؤسسات الإعلامية لضمان وجود أبواق ترويجية لسياسات الجماعة، كما أنها تلعب دورًا في البعد الأيديولوجي لأدبياتها، فضلًا عن المؤسسات الاقتصادية التي يمتلكها كبار رجال الإخوان في لندن، وبدورها عملت هذه المعطيات على تنامي الإرهاب في المملكة، وانتشار الجمعيات المرتبطة بالجماعة.

بعد احتضانها للإخوان..

خلط أوروبي

نتيجة لهذا الضعف الاستراتيجي في التعامل مع ملف الإرهاب أو حتى التغاضي عن مواجهته لأغراض خفية تمددت الجماعة الليبية المقاتلة حتى تمكنت من الإضرار بالسلم العام للبلاد، وهو ما ظهر في العملية الإرهابية الأخيرة التي نفذها الليبي خيري سعد الله المنتمي للجماعة في منطقة ريودانغ في 20 يونيو 2020، ما أعاد إلى الواجهة العلاقات الخفية بين المملكة المتحدة وجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية الدولية.


ففي نوفمبر 2019 صوت البرلمان البريطاني لرفع اسم الجماعة الليبية المقاتلة من لائحة التنظيمات الإرهابية باعتبارها تيارًا معارضًا سياسيًّا ضد نظام الراحل معمر القذافي، وبالتالي تبقى هذه الحادثة سندًا كبيرًا على أن رعاية الإرهاب لن تكن فقط سلاحًا ضد الشرق الأوسط، ولكنه سلاح سيفتك بالجميع إذا أتيحت له الفرصة.


علاوة على ذلك، فإن اعتبار التيارات الإرهابية ووصفها أوروبيًّا بالمعارضة المسلحة هو نوع من الخلط غير المفهوم، وربما المقصود لإعادة تشكيل المنطقة العربية عبر جماعات متطرفة كبديل استعماري جديد، ولكن في الحالة البريطانية وما أظهرته الجماعة الليبية من عداء ضد مواطني المملكة المتحدة التي اعتبرتها سابقًا جماعة سياسية يتضح بشدة أن حمل السلاح ضد الأنظمة الوطنية يعد إرهابًا خالصًا، وليس معارضة سياسية يفترض أن تأسس على الخطاب المتوازن والمشروع السياسي، كما يحدث في القارة العجوز التي لم تسلح حتى الآن المعارضين الراغبين في انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.

بعد احتضانها للإخوان..

ضعف المواجهة

وحول الأرقام الإحصائية التي تكشف مدى التورط البريطاني في شبكة الجماعات الإرهابية على أرضها، وما أسفر عنه من ضحايا، احتلت المملكة المتحدة المرتبة الأولى ضمن دول الاتحاد الأوروبي من حيث البلاد الأكثر تأثرًا بالعمليات الإرهابية المخلفة للضحايا طبقًا لـمؤشر الإرهاب الدولي GTI 2019 التابع لمعهد الاقتصاد والسلام، فضلًا عن كونها في المرتبة 28 عالميًّا في ذات التصنيف، بمعنى أنها ضمن الـ30 الأوائل من حيث عدد ضحايا الإرهاب.


واللافت أن مؤشر الإرهاب يوضح وجود نسب ارتفاع قوية للمملكة على مدار السنوات الماضية، ففي 2017 كانت بالمرتبة 35 عالميًّا من حيث التأثر بالإرهاب، ولكنها صعدت سبعة مراكز في 2018، وحافظت عليها في 2019، بمعنى أن نسب العمليات الإرهابية بها لا تزال الأولى أوروبيًّا في نسب تصاعد عالية رغم ما تسوقه من إصلاحات.


للمزيد.. إخوان أوروبا.. شبكة التنظيم الدولي في القارة العجوز

"