يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أجندة تركية لتمكين إخوان سوريا عن طريق دمج 11 فصيلًا

الثلاثاء 29/مايو/2018 - 02:59 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة
أعلن 11 فصيلًا سوريًّا مسلحًا، أمس الإثنين، عن الاندماج في تحالف موحد سُمِّي «الجبهة الوطنية للتحرير»، وعبر بيان تأسيسي مشترك بثّته قناة جديدة عبر تطبيق «تيليجرام» حملت اسم «الجبهة»، قالت الفصائل: إن «الوطنية للتحرير» مشروع جامع لكلِّ ما تُسمِّيه «المكونات الثورية» على الساحة السورية.

وتضم الجبهة -بحسب البيان- فصائل؛ «فيلق الشام المدعوم من تركيا، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وشهداء الإسلام درايا لواء الحرية، والفرقة 23».

وتتماهى خطوة الاندماج مع المساعي التركية؛ لإعادة هيكلة وترتيب صفوف المسلحين في الشمال السوري المسيطر عليه الكيانات الإرهابية، إذ تسعى تركيا من خلال أذرعها في الشمال السوري إلى تشكيل ما يُعرف بـ«جيش وطني موحد» يندرج تحته أغلب الفصائل المسلحة السورية، ومن ثم يسمح لتركيا بالتحكم في الفصائل وأماكن سيطرتها.

وبينما طرحت مبادرة تشكيل «الجيش الوطني الموحد» أو كما يروج له بـ«جيش الثورة» لأول مرة في سبتمبر من العام الماضي، عبر «المجلس الإسلامي السوري» الممول والمدعوم من تركيا، ويسيطر عليه فرع جماعة الإخوان في سوريا، رأت ما يُسمى بـ«هيئة تحرير الشام» المسيطر الفعلي على الشمال السوري، وأكبر الكيانات المسلحة في المشهد حتى الآن، أن «الجيش» المرتقب، ما هو إلا منافسة لها على المشهد، ومحاولة لسحب السيطرة منها.

وعن ذلك عَلَّق عضو المجلس الشرعي في «هيئة تحرير الشام» ويُدعى «الزبير الغزي»، على مبادرة المجلس الإسلامي الإخواني المدعوم من تركيا، عبر قناته على «تيليجرام»، قائلًا: إن فكرة «الجيش» تتناقض مع المساعي التي تقوم بها «تحرير الشام»؛ لترتيب الحياة في إدلب، وشنِّ هجوم على «المجلس» مُتَّهمهُ بأنه ينفذ أجندة تركيا.

واعتبر أن الخطوة تذهب نحو تسليم «إدلب» إلى جماعة الإخوان بدلًا من «تحرير الشام» التي تتحكم في المدينة.

يُشار إلى أن تركيا تعهدت في (مؤتمر الأستانة 9) الذي عُقد في 14 مايو الحالي، بتفكيك «تحرير الشام» بدعوى أن روسيا أصرَّت خلال المؤتمر على التدخل العسكري في إدلب، طالما بقت المدينة تحت سيطرة «الهيئة»، ولتبرير التعهد التركي بتفكيك الهيئة التي جمعتها بها مصالح منذ نهاية العام الماضي، قالت تركيا «إنها لا ترغب في أي عمل عسكري روسي في إدلب القريبة من الحدود التركية»؛ ما دفع لإلزام نفسها بالعمل على تفكيك «تحرير الشام».

ويتسق هذا التعهد مع دفع تركيا بالإخوان بدلًا من «تحرير الشام» في إدلب، التي تعد نفسها للانسحاب من المشهد، وعن ذلك قال الناشط السوري عمر رحمون، لـ«المرجع»: إن الفترة المقبلة قد لا تشهد وجود «الهيئة»، مشيرًا إلى ثمة صعود لافت للإخوان بـ«إدلب».

و«تحرير الشام» هو أكبر الائتلافات السورية المسلحة، تَكَوَّن في أساسه من «جبهة النصرة» المعبرة عن تنظيم «القاعدة» قبل إعلان انشقاقها عن «القاعدة»، والدخول في ائتلافات مع فصائل من خلفيات فكرية مختلفة.
"