«الْمَرْجِع» ينفرد بنشر محادثات سرية بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا
الإثنين 23/أبريل/2018 - 09:27 م

هيئة تحرير الشام
رحمة محمود
كشفت مصادر مطلعة على الوضع في سوريا، عن تفاصيل المحادثات الخاصة بين عناصر كل من «هيئة تحرير الشام»، و«جبهة تحرير سوريا» المكوّنة من حركتي (أحرار الشام، ونور الدين الزنكي).
وأوضحت المصادر، أن المحادثات السريَّة بين عناصر الطرفين، تطرَّقت إلى عدّة موضوعات، منها: لماذا تُقاتِل «هيئة تحرير الشام»، عناصر «جبهة تحرير سوريا»؟ إضافة إلى أسباب رفض الهيئة الصلح مع الزنكي، ورأي «الهيئة» في مشروع «الجبهة»، فضلًا عن شرح تفاصيل مشروع الهيئة.
وحول هذه الموضوعات، أكدت المصادر، أن «الهيئة»، بررت قتال «الجبهة»، نظرًا لاعتدائها على عناصرها، وقتل عدد كبير من قادتها، أبرزهم القائد العسكري العام حلب عطية الله، وأبوأيمن المصري، وأبومجاهد المصري، ومن يطلقون عليه القائد الشرعيّ العام، قاسم الحلو، فضلًا عن عشرات العمليَّات الأمنيَّة التي شاركوا فيها ضد «الهيئة».
وأوضحت المصادر أن سبب رفض «الهيئة» الصلح مع «الجبهة» -رغم موافقة الأخيرة على تحكيم من تُطلق عليهم كبار المشرِّعِين وبعض القيادات المحسوبة على تنظيم القاعدة، لحلِّ الأزمة وللصلح بين الطرفين- يرجع إلى نقض «الجبهة»، اتفاقات جلسات الصلح التي عُقدت من قبل، وأبرزها تلك التي وافق عليها الطرفان بعد أربعة أشهر من القتال، بتاريخ 10 من نوفمبر 2017؛ لكن «الجبهة» أخلَّت بشروط الاتفاق.
وتناولت المصادر رفض «الهيئة» الامتثال لما يسمونها «المحكمة الشرعيَّة»، التي طلبت «الجبهة» اللجوء إليها، ورجَّحت المصادر أن سبب هذا الرفض، يرجع إلى ما سمَّته، اعتقاد «الهيئة» بالحديث الشريف: «لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين»، فضلًا عن أن «الهيئة» وافقت منذ قرابة شهر على دخول قوات لإيقاف القتال؛ لكن «الجبهة»، رفضت إيقافه؛ نظرًا لأن ميزان القوى كان في صفها.
وأشارت المصادر إلى أن «الهيئة»، تُعِدُّ من يغدر بعناصرها ويقتلهم (باغيًا)، مستدلًّة بمقولة المرجع السلفي السعودي عبدالعزيز الطريفي: «الخوارجُ إنَّما خرَجُوا عن جماعةِ المُسلِمينَ كلِّها، وأمَّا البُغاةُ؛ فبَغَوْا على طائفةٍ منهم، والخوارجُ كان بَغْيُهم في ضلالِ اعتقادِهم، فكفَّروا بغيرِ مكفِّرٍ، واستحَلُّوا الدمَ الحرامَ لأجلِ ذلك، وأمَّا البُغاةُ فقتالُهم ليس عن تكفيرِ المُسلِمينَ؛ وإنَّما لتأوُّلهم حقًّا هم أَوْلى به مِن غيرِهم؛ كالقتالِ على الوِلاَيةِ، والقتالِ على المالِ والثأر».
واستكملت المصادر حديثها لــ«الْمَرْجِع»، قائلةً: «الهيئة لا تُعد قتالها ضد حركة الزنكي أمرًا يضعف القتال ضد النظام السوري، وتصدير هذا الخطاب ما هو إلَّا دغدغة عاطفية، والواقع يكذِّب هذا جملةً وتفصيلًا؛ فالعديد من المناطق السوريَّة، مثل: حلب، والغوطة الشرقية، وحمص سقطت في يد النظام السوريّ، ولم تفعل الفصائل المسلحة أي شيء يُذكر».
واستطردت المصادر قائلة إن: «الهيئة» لن تتراجع عن قتال «الجبهة»، وترى أن هذا الأمر لا يُشكِّل عائقًا أمامها في استمرار قتالها ضد النظام السوري، فضلًا عن خوفها من أن ترك المعارك ضد الزنكي يجعلها تتعرض للغدر كما حدث من قبل، عندما أوقفت الهيئة عملياتها ضد النظام في شرق السكة، غدرت «الزنكي» بعناصر الهيئة وقتلوا أبا مجاهد المصري، الذي يتولى منصب القاضي، فيما يُسمَّى المحكمة الشرعية.
وعن أسباب قتال «الهيئة» لـحركة «الزنكي» و«للجبهة»، أكدت المصادر أن «الزنكي» أدخلت جيش الثوار (اتحاد فصائل كردية عربية مسلحة في عفرين وريف حلب الشمالي الغربي)، وقوات درع الفرات (كتائب عسكريَّة تابعة لفصائل المعارضة السوريَّة وخاصة الجيش الحر) إلى مناطقهم لقتال عناصر «الهيئة».
وعن سبب اشتداد حدة المعارك والعداء بين «صقور الشام»، و«الهيئة»، قالت المصادر إن الصقور والأحرار أعلنا أنهما طائفة واحدة بالتعاون مع الزنكي؛ لذلك -وحسب رؤيتهم- فمن أعان «البغاة» وصار في صفهم أخذ حكمهم وواجب قتاله.
ووفقًا للمصادر؛ فإن «الهيئة» ترى مشروع «الجبهة» (الصقور والأحرار والزنكي)، متعاونًا مع النظام السوري، ومفرطًا –حسب قولهم- في الثورة السوريَّة على طاولة المفاوضات، فضلًا عن إيمانهم بقيام نظام ديمقراطي، ورضائهم عن منظومة القوانين الوضعية، حسب زعمهم.
وزعمت المصادر أن «الهيئة» لا تُكفر «الجبهة»؛ بل تراهم مسلمين بغاة، وتُطالبهم بصفة مستمرة بكفِّ سلاحهم عن إخوانهم، وأن يكونوا مع الحق، لا مع الهوى والتعصب لأمرائهم -حسب قولهم.
وعن مشروع «الهيئة»، لفتت المصادر إلى أنه يقوم على ثلاثة أركان، هي: حاكمية الشريعة في الأرض، ومواجهة تطبيق القوانين الوضعيَّة -على حد قولهم- أو الرضوخ للمنظومة الدوليَّة، واستمرار القتال ضد النظام السوري.
يُشار إلى أن تجدُّد القتال بين «الهيئة» بزعامة أبي محمد الجولاني، و«الجبهة» يوم الخميس الموافق 5 من أبريل 2018، بعد شنِّ «الهيئة» هجومًا موسعًا على مواقع «الجبهة» غرب حلب، وفي ريف إدلب جنوبي شمالي سوريا، واشتدَّت حدَّة المعارك بين الطرفين بعد قتل عدد كبير من قادة الطرفين، أبرزهم تصفية حركة الزنكي أحد عناصر «الهيئة»، ويُدعى «أبوخليل القراصي».
في المقابل ردَّ عنصران تابعان لـ«الهيئة»، وهما: أبوأيوب مغير، وأبوعلي تدمر، يوم الأربعاء، الموافق 18 من أبريل 2018، بقتل قياديين من «الجبهة»، وهما القائد العسكري، أبوحفص كرناز، وعنصر آخر يُدعى أحمد الحسن.
فضلًا عن هذا، قُتل محمد الشيخ أبوالبشر، أحد عناصر فصيل «صقور الشام»، ونجل قائد الفصيل أبوعيسى الشيخ، خلال اشتباكات «الهيئة» مع «الجبهة»؛ حيث أصيب بجروح في رأسه أودت بحياته على الفور.