يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش» يحشد أنصاره ضد النظام السوري

الخميس 12/أبريل/2018 - 07:38 م
المرجع
رحمة محمود
طباعة

هاجم تنظيم داعش، في إصداره المرئي الجديد الذي صدر أمس الأربعاء 11 أبريل الجاري، وحمل عنوان: «أفلا يتوبون إلى الله»- هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) بزعامة «أبي محمد الجولاني»، معتبرًا إياها نكثت العهد، وأن منهجها يتغير طبقًا لمصالحها، وأهواء قادتها.

وقال «داعش»، في إصداره المرئي الجديد، الذي بلغ توقيته الزمني 18 دقيقة و29 ثانية: إن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) ما هي إلا امتداد للدولة الإسلامية بالعراق، وإن «أبوبكر البغدادي» أرسل «الجولاني» لسوريا؛ من أجل الدفاع عن أهل الشام، ومحاربة نظام بشار الأسد.

أبومحمد الجولاني
أبومحمد الجولاني

تناقضات الجولاني

استعرض «داعش» كلمة «الجولاني» التي أقر فيها بالولاء لـ«البغدادي»، وأشاد فيها بمواقفه في مساعدته بالأموال؛ من أجل تأسيس جبهة النصرة، بالرغم من الظروف الصعبة التي كان يعاني منها التنظيم بالعراق.

وأوضح «داعش»، في إصداره المرئي الجديد، أنه «عقب تأسيس جبهة النصرة، وانضمام الكثير من المهاجرين والأنصار إليها، نكث «الجولاني» عهده مع «البغدادي»، وبايع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري»، مستعرضًا كلمة لـ«الجولاني» يجدد فيها بيعة إمارة الجبهة لـ«الظواهري» لمدة عام.

وأبرز «داعش» ما سمّاه تناقضات جبهة النصرة، وزعيمها «الجولاني»، ومن هذه التناقضات التحالف مع الفصائل المرتدة (الفصائل الإسلامية المسلحة التي رفضت إعلان الولاء والبيعة لداعش، والتي تختلف في منهجها الفكري عن التنظيم)، ومنها حركة نور الدين الزنكي، وتشكيلها تحالفًا جديدًا باسم «جبهة فتح الشام»، ثم ما لبث أن انقلب «الجولاني» على المتحالفين معه، واشتبك مع عناصر وقادة «الزنكي»، وكفرهم.

وتابع «داعش»، ما سمَّاه تناقضات جبهة النصرة، ومنها ما فعلته مع المفتي السابق للجبهة سامي العريدي؛ حيث انقلب عليه «الجولاني» وسجنه؛ لمجرد أنه اختلف معه في منهجه وأفكاره.

أبوبكر البغدادي
أبوبكر البغدادي

قتال المسلمين

وأكد «داعش» أن جبهة النصرة غيرت اتجاهها منذ أن نكثت بيعتها مع «البغدادي»، وتحولت من قتال النصارى إلى قتال المسلمين المختلفين معها، وامتنعوا عن تطبيق شرع الله في المناطق التي سيطروا عليها؛ إرضاءً لما يُسمى بـ«الحاضنة الشعبية».

واستعرض إصدار «داعش» المرئي، الاتفاق الأخير الذي وقعه نظام بشار الأسد، مع الفصائل المسلحة مثل جبهة تحرير سوريا (حركتا أحرار الشام، ونور الدين الزنكي) وجيش الإسلام، للخروج من منطقة الغوطة الشرقية باتجاه منطقة إدلب شمالي سوريا، وكيف أن هذه الفصائل نفذت بنود الاتفاقية تاركين الغوطة، كما أوضح نص بيان لجيش الإسلام صدر في 27 من فبراير 2018، بشأن إجلاء عناصر هيئة تحرير الشام من جنوب دمشق.

وانتقد «داعش» عناصر جبهة النصرة، حين تركوا جنوب دمشق، واتجهوا إلى قلعة سمعان في محافظة حلب شمال سوريا؛ معتبرًا هذا خيانة لأهالي سوريا، الذين عاهدتهم الجبهة على حمايتهم منذ تأسيسها.

«داعش» يحشد أنصاره

التوبة إلى الله

حث «داعش» عناصر وأفراد جبهة النصرة، على أن يتوبوا إلى الله، ويدركوا أنهم على ضلال مبين، ويعودوا إلى رشدهم، ويندمجوا مرة أخرى مع تنظيم الدولة الإسلامية بزعامة «البغدادي»، ويتركوا «الجولاني».

ونقل التنظيم في ختام إصداره المرئي، جانبًا من الهجوم بالأسلحة الكيماوية على أهالي مدينة دوما بالغوطة الشرقية، والعمليات التي نفذها عناصره ضد الجيش السوري النظامي؛ محاولًا إظهار نفسه بأنه الفصيل المسلح الوحيد، الذي لم يغير منهجه منذ اندلاع الثورة السورية، وأنه اتخذ موقفًا من كافة الفصائل الإسلامية واعتبرهم مرتدين، فضلًا عن مجابهته لنظام بشار الأسد في الغوطة الشرقية بعد رحيل الفصائل الأخرى كافة.

يُشار إلى أن تنظيم داعش، استغل اشتعال المعارك بين نظام بشار الأسد والفصائل الإسلامية المسلحة، ونشط في مناطق عدة جنوب دمشق، أبرزها حي القدم، الذي سيطر عليه بعد أسبوع من إجلاء النظام السوري مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) إلى شمال سوريا في مارس الماضي، فضلًا عن سيطرته على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك الفلسطيني ومدينة الحجر الأسود.

 الإصدار المرئي لداعش
الإصدار المرئي لداعش

دلالات عدة

ويرى «المرجع» أن اختيار «داعش» هذا التوقيت، لبث إصداره المرئي الجديد، يحمل دلالات عدة، أبرزها:

أولًا: محاولة التنظيم، حشد أكبر عدد من الأنصار والمتعاطفين معه في معركته ضد نظام بشار الأسد؛ خاصةً بعد فشل مفاوضات روسيا معه للخروج من جنوب دمشق، ومنعه وفدًا من الضباط الروس دخول مناطقهم عبر معبر «القدم - العسالي»، وحشد النظام السوري قواته منذ أيام بالقرب من الأحياء التي يوجد فيها التنظيم تمهيدًا لعملية عسكرية تمكنه من بسط السيطرة على العاصمة دمشق.

ثانيًا: محاولة التنظيم أن يظهر نفسه أنه المدافع الوحيد عن أهالي سوريا، بعدما رحلت الفصائل الإسلامية كافة عن الغوطة الشرقية، إرضاءً للقوى الكبري، وأنه لايزال صامدًا في وجه النظام السوري، مستعينًا ببعض المشاهد التي يظهر فيها أطفال جرحى ومئات العائلات المشردة، وهو ما يثير التعاطف معه، وتؤجج مشاعر الغضب ضد نظام بشار الأسد.

ثالثًا: تخصيص التنظيم هذا الإصدار المرئي للهجوم على هيئة تحرير الشام بالأخص، يُعد محاولة لاستقطاب عناصر الهيئة من جديد للانضمام إليه، والتخلي عن «الجولاني» الذي نكث بيعته مع «البغدادي»، ولاشك أن هذه المحاولات في حال نجاحها ستضرب «تحرير الشام» في مقتل، وستزيد من القدرة القتالية لـ«داعش» في مواجهته مع نظام بشار الأسد.

"