خيانة متوقعة وخسة معهودة.. إخوان شمال أفريقيا يدعون أردوغان لاجتياح ليبيا
لعبت تكتلات التنظيم الدولي للإخوان في شمال أفريقيا، وبالأخص في (تونس الجزائر المغرب) دورًا كبيرًا في التمهيد للتدخل التركي في ليبيا، حتى وإن لم يكن ذلك بشكل عسكري مباشر، فهي قد مهدت أيديولوجيًّا وإعلاميًّا لوجوده من المنطقة العربية بشمال أفريقيا عبر تبريرات واهية لشراكته مع حكومة فايز السراج، ما أثر على الأمن القومي لمنطقه الشرق الأوسط.
تراكمات سياسية
أظهرت التراكمات السياسية والاستراتيجية أثناء المرحلة الأخيرة وجود توافق واضح من إخوان شمال أفريقيا تجاه الموقف التركي في ليبيا، وتعمدهم الاصطفاف بجانب القرارات والمواقف التي تعزز وجود حكومة السراج واتفاقياتها المخالفة للقانون الدولي مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وسط احتدام الغضب الشعبي والسياسي في دولهم من تسهيلهم الوجود التركي في ليبيا.
إخوان تونس
تتصاعد المعارك السياسية والبرلمانية في تونس خلال المرحلة الأخيرة لمواجهة الدعم الذي تقدمه جماعة الإخوان في البلاد عن طريق حركة النهضة للوجود التركي في ليبيا، إذ ادعى راشد الغنوشي رئيس مجلس النواب أن دعم حكومة السراج واتصالاته المتكررة ومقابلاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الوضع الليبي هو أمر طبيعي، مدعيًا أن المطالبين بالحياد التونسي حيال الأزمة الليبية هم يطالبون بحياد سلبي لا معنى له، متعمدًا الاستمرار في دعم التدخل الأجنبي في بلاد عربية مجاورة؛ ما صعد من المطالبات البرلمانية بعزله من منصبه لتجوره على الحقوق القانونية للعمل السياسي بالبلاد.
خطاب التحريض
كما أن الخطابات السياسية التي يتبناها راشد الغنوشي وجماعته الإخوان تحرص على إعطاء مبررات سياسية واهية للتدخل التركي في ليبيا برعاية فايز السراج، فخلال حوار تلفزيوني أجراه رئيس حركة النهضة مع القناة التلفزيونية نسمة في مطلع يونيو 2020، أكد أن حكومة الوفاق هي فقط من يمثل الشرعية الدولية في ليبيا، من وجهة نظره، وأنه حريص على تقديم التهنئة لحكومة السراج لتقدمها العسكري على أراضي البلاد، متغافلًا دور الميليشيات المسلحة في تدمير الأراضي الليبية تحت ستار أوامر الوفاق وتعاونها المادي والعسكري مع تركيا.
ففي يناير 2020 توجه راشد الغنوشي للقاء رجب طيب أردوغان عقب رفض الرئيس قيس سعيد استخدام أراضي بلاده لمعاونة تركيا عسكريًّا لاجتياح ليبيا ما عرضه لموجة غضب واسعه داخل الأروقة السياسيه والبرلمانيه والمجتمع، إذ تمثل حركة النهضة بانتمائها للتنظيم الدولي للإخوان وجودها في البرلمان التونسي ظهيرًا سياسيًّا مخادعًا يعمل كساتر وداعم الاجتياح التركي لليبيا والسطو على مقدراتها النفطية، وتقسيمها إلى مناطق نفوذ وسيطرة دولية وتجريدها من القرار الوطني لتسليم مقاليد قيادتها للقرار الدولي المتمزق بين أكثر من قوى كبرى مثلما حدث في سوريا.
إخوان الجزائر
أصدر رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري في 31 ديسمبر 2019 كلمة صحفية للادعاء بأن حكومة السراج هي الممثل الشرعي الوحيد بالبلاد، وأن لها مطلق الحرية في عقد ما تشاء من اتفاقيات بغض النظر عن الأضرار الاقتصادية التي ستلحق بالدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وإنتاجها من الغاز ومصالح ليبيا نفسها، وسرقة مقدراتها لصالح حزب أردوغان، وذلك عبر الدفع بأن السراج وأردوغان يمثلان دولتان مستقلتان لا علاقه لأحد بهما، ولديهما كل الحق في اتخاذ وإبرام جميع الاتفاقيات التي تناسب دولتهما.
فيما اعتبر عبدالرزاق مقري أن موقف جماعته حيال القضية الليبية هو موقف للدولة الجزائرية كلها، مدعيًا ذلك عبر كلمته، ومدعيًا أن الأطراف غير الشرعية في ليبيا، طبقا لتعبيره، هي التي تخترق الأوضاع القانونية، وتهدد الاستقرار في البلاد، وفي المنطقة كلها.
لم يختلف موقف إخوان المغرب كثيرًا عن باقي الدول الأخرى، إذ وصف حزب العدالة والتنمية التابعة للجماعة في مطلع يونيو 2020 موقف باقي الأحزاب في البلاد، والرافضة التدخل التركي في ليبيا بأنه طفح سياسي.
وأكد الحزب عبر بيان نشره أن اتهام باقي الأحزاب في المغرب لجماعة الإخوان بالعمالة لصالح أردوغان ومساعدته على سرقة مقدرات الشعب الليبي وتدمير أراضيه، هو عمى أيديولوجي، وصعوبة في تحديد حركة المصالح بالمنطقة.
وبناء على ما سبق، يتضح أن الحركة الإخوانية في الدول الثلاث تسعى لتوطين أردوغان في ليبيا ليكون داعمًا لتصعيدها على سدة الحكم؛ ما يمثل خطرًا رئيسيًّا ومباشرًا على سلامة حكمها المدني، وبالأخص مع اقتراب حدودها من مناطق سيطرة الوفاق.
وفي هذا الصدد يقول إميل أمين، الكاتب والمحلل السياسي في تصريح صحفي له بشبكة سكاي نيوز: إن هذا الدعم المتكامل قد يؤدي إلى استفحال التدخل التركي في شمال أفريقيا، بل والقارة بأجمعها، وهو ما يطمح إليه أردوغان عبر استمالات دينية وعثمانية.
المزيد.. مساءلة استثنائية لـ«الغنوشي».. تونس تنتفض ضد مساندة «النهضة» لمحور «قطر ــ تركيا»





