ad a b
ad ad ad

المرجع يكشف دور السفارة الليبية بتركيا في تسفير الإرهابيين إلى سوريا

السبت 01/ديسمبر/2018 - 12:14 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

في أعقاب ما يعرف بـ«الربيع العربي» استطاع إرهابي نمساوي من أصول مصرية، يدعى أبوأسامة الغريب أن يشق طريقه إلى سوريا ملتحقًا بتنظيم داعش الإرهابي، وظل منذ ذلك الحين يقاتل في صفوف التنظيم، إلى أن قُتل أمس الأول الخميس 29 نوفمبر 2018 في غارة جوية لطيران التحالف الدولي، على أحد سجون تنظيم داعش بمنطقة دير الزور، شرقي سوريا.


للمزيد.. أبوأسامة الغريب.. من هو الداعشي المصري الذي قتلته طائرات التحالف الدولي؟

 

أبوأسامة الغريب
أبوأسامة الغريب
الإرهابي الذي التحق بتنظيم «داعش» حتى من قبل إعلان الأخير عن دولته المزعومة، مثّل أحد أبرز قياداته؛ حيث تقول المعلومات إنه وصل إلى سوريا قادمًا من ليبيا إلى تركيا بجواز سفر ليبي مزور كعديد من المتطرفين، إلا أن اللافت في الأمر أن جواز السفر الذي دخل به إلى تركيا حصل عليه بتسهيلات من السفارة الليبية في تركيا، ما يطرح تساؤلًا حول ما إذ كانت ثمة علاقة أو دور قامت به السفارة الليبية في إسطنبول في تسهيل مرور الإرهابيين إلى سوريا في ذلك الوقت؟


وقبل إثبات صحة أو خطأ ذلك، هناك اتهامات بالفساد وجهتها وزيرة الصحة الليبية، فاطمة حمروش، في الفترة من نوفمبر 2011 إلى نوفمبر 2012، إلى السفير الليبي في تركيا، عبد الرزاق مختار.


وعبر تصريحات إعلامية لها، كشفت الوزيرة السابقة عن تفاصيل الحملة، التي قادتها خلال وجودها في الوزارة وعرفت في الإعلام الليبي بـ«ملف علاج الجرحى»، إذ قالت في تصريحات صحفية: إنها كلفت شركة بريطانية تدعى PWC مُختصة بمجال التحقيق والحسابات الجنائية للبحث في الأموال الخارجة من الدولة الليبية بدعوى علاج الجرحى، مشيرة إلى أن الشركة كشفت عن تورط موظفين في السفارات الليبية في الحصول على أموال ضخمة بطرق غير شرعية.

واختصت في حديثها الوزير الليبي بتركيا، قائلة: إن تقرير الشركة أثبت أنه يملك أكبر ملف فساد، إذ أحيلت إليه عشرات الملايين بحجة علاج جرحى الحرب الليبية في تركيا، بحسب الوزيرة السابقة، مشيرة إلى أن الأموال لم تمر على ديوان المحاسبة.
 فاطمة حمروش
فاطمة حمروش
يشار إلى أنه في خضم المواجهات المسلحة التي شهدتها ليبيا عقب أحداث 17 فبراير، اتخذت قرارًا بتسفير كل المصابين إلى تركيا، في تهميش واضح لدور للجهاز الصحي في ليبيا.

وأمام اتهامات الفساد خرج السفير الليبي بتركيا في مقال للرد على حمروش، نافيًا فيها ما ورد بتقرير الشرطة البريطانية، معتبرًا تصريحاتها سبًّا وقصفًا له.

وفي هذا الجو الملبد بأحاديث تتناول أدوار مشبوهة للسفارة الليبية في تركيا، جزم الباحث الليبي، محمد الزبيدي، لـ«المرجع» بصحة الأنباء المترددة حول تورط السفارة بإسطنبول في تمويل الإرهابيين، غير مستبعد أن تكون الأموال التي خرجت للسفارة بغرض تغطية احتياجات المصابين الليبيين في تركيا، كانت تتجه أصلًا إلى جيوب المتطرفين وخزائن التنظيمات الإرهابية.

وفيما يخص كيفية حصول الإرهابيين على جوازات سفر ليبية مزورة، قال إن الجوازات تخرج بمعلومات مواطنين ليبيين، ولكن يوضع بدل من صورة الشخص الأصلي صورة للإرهابي المرغوب تسفيره، مشيرًا إلى أن عددًا غير قليل من المواطنين ذهبوا لاستخراج جوازات سفرهم وفوجأوا بأخبارهم بسحبها، ما يعني إن سحبها كان لصالح متطرفين.
المرجع يكشف دور السفارة
ولفت إلى أن ذلك كان يتم بسهولة في أعقاب 17 فبراير ومن ثم سيطرة الإسلاميين والمليشيات على مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن وزارات ليبيا وبنكها المركزي وسفاراتها يخضعون للمليشيات والمتطرفين. وقدر أن يكون لتنظيم «القاعدة» السلطة الأكبر على المؤسسات وتأتي بعدهم جماعة الإخوان.

وأشار إلى أن هذه التنظيمات تتعامل مع ليبيا كما لو إنها ممولة لأنشطتهم، فمن ناحية يصل للتنظيم الدولي للإخوان أموال ليبيا بمعرفة البنك المركزي الليبي الذي يسيطر على إدارته بالكامل عناصر محسوبين على الإخوان، فيما يتولى أفراد محسوبون على تنظيم القاعدة بعض الأجهزة الأمنية.

وشدد على أن توصيل هؤلاء الإرهابيين كان يتم على مرأى العين، فلم يجد القائمون عليه أي أزمة من انكشاف أمرهم، مشيرًا إلى أن الأمور وصلت إلى أن ميليشيات كاملة بأسلحتها نُقلت من ليبيا إلى سوريا عبر الأراضي التركية. ولفت إلى أن ذلك كان يتم بسهولة لرضى دولي عن هذا التحرك إلى جانب أمتلاك الإرهابيين الإمكانيات، مشيرًا إلى أن المتشدد الليبي، عبد الحكيم بلحاج، يملك وحده شركة طيران تسمى«الأجنحة الليبية».   

 وفيما يخص طبيعة النشاط المتعلق بالإرهاب للسفارة الليبية في تركيا، هذه الفترة، قال إنها تقوم اليوم على أمرين الأول هو تسهيل عودة الإرهابيين الفارين من سوريا إلى ليبيا بعدم انحصار الأزمة السورية، إلى جانب استقبال أموال قادمة من ليبيا بدعوى استيراد منتجات تركية لتعود الحاويات فارغة إلى السواحل الليبية، وتذهب الأموال إلى خزائن التنظيمات وتسليحها.

ولم يقصر الزبيدي هذا الوضع على السفارة الموجود في تركيا فقط، إذ قال إن الإسلاميين تمكنوا من إخضاع أغلب سفارات ليبيا لخدمة الإرهاب الإقليمي. وعدّد في ذلك سفارة بلده في جنوب أفريقيا وأوغندا والبحرين إلى جانب تركيا، مشيرًا إلى أن هذه السفارات يديرها مليشيات، بحسب قوله.

"