الوقوف على أرض شائكة.. إشكاليات حوار «واشنطن – بغداد» الإستراتيجي
في مرحلة جديدة للعلاقات الثنائية بين أمريكا والعراق، تنطلق مفاوضات الحوار الإستراتيجي في ظل ظروف استثنائية من إعادة الإستراتيجية الأمريكية في البلاد تحت الضغوط التي تواجهها، والمطالبات بعدم وجودها على الأراضي العراقية من قبل قوات الحشد الشعبي.
العلاقة الشائكة
انطلقت أولى جولات المفاوضات بين بغداد وواشنطن، الأربعاء 10 يونيو، 2020 شملت العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وتحديد شكل للعلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق، المتفق عليها في إطار الاتفاقية، في مجالات عدة؛ السياسية والثقافية والاقتصادية، التي طالما عاصرت تحولات كثيرة في فترات الحكومات السابقة.
القضايا المطروحة
على صعيد متصل كشف الموفد الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي، جيمس جيفري، أهم القضايا التي سيناقشها الحوار الإستراتيجي، وقد ارتكزت المفاوضات على موضوعات عدة؛ منها اتخاذ الحكومة العراقية إجراءات لحماية الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين، وقوات التحالف الدولي لهزيمة «داعش» العاملة على الأراضي العراقية، ومستقبل الوجود الأمريكي وقوات التحالف الدولي في العراق، لضمان عدم ظهور «داعش» من جديد.
وللمزيد.. على خلفية إعادة انتشار قوات أمريكية.. مواجهات مرتقبة بين «واشنطن وطهران» داخل العراق
موقف الفصائل العراقية
قال هشام الهاشمي، المحلل السياسي العراقي، إن الفصائل العراقية المسلحة وأحزابها لم تعترض على الحوار من مبدأ الحوار، ولكن رغم التهديدات من قبل هذه الفصائل فإنها قد تكون غير جادة، خاصةً بعد زيارة إسماعيل قآني، القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الأخيرة إلى بغداد، التي أشعرت بغداد برغبة إيران في التهدئة وفي الوقت نفسه لم تحمل تلك الزيارة أي رسائل معلنة أو سرية عن انتقاد إيران لمبدأ الحوار أو حتى انتقاد أسماء المحاورين العراقيين.
ويرى المحلل السياسي، أن فريق حكومة الكاظمي يتفهم تذبذب الأحزاب السياسية والشيعية والفصائل المسلحة تجاه النوايا الأمريكية، ويدرك مدى حساسية وقلق الأحزاب والفصائل الولائية من الاتفاقية التي قد تمكن الولايات المتحدة من تقييد وتحييد نفوذهم وتخادمهم مع إيران في العراق والمنطقة، لذا تواصل مع قادة الكتل لإحاطتهم بمجريات الحوار وتقدير الموقف بغية تهدئة قلقهم.
المصالح الأمريكية
الحوار الذي بدأ بين الولايات المتحدة والعراق له مبررات، والإدارة الأمريكية تريد أن تعود إلى العراق لحسابات سياسية وإستراتيجية، وقرب إجراء تسويات في الإقليم بأكمله تشمل ملفات متعددة، فالحوار الإستراتيجي كان متفقًا عليه من قبل، ولكنه بدأ ملغمًا بإطلاق الصواريخ داخل المنطقة الخضراء، فهذه إشارة على أن هناك قوى ترفض ذلك.
وقال دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح لـ«المرجع»، إن حكومة الكاظمي لا تزال في مراحلها الأولى، فمن المبكر أن نقول إن هناك حالة من الاستقرار في العراق، مبادئ الحوار الإستراتيجي مقرة للوجود العسكري وفق الاتفاقية الأمنية والجزء الخاص بشكل وحجم الاستثمارات والعلاقات الهيكلية بين بغداد وواشنطن.
ورأى أستاذ العلوم السياسية، أن الحوار في الجولة الأولى ربما يكون ناجحًا، لكن هناك قوى معترضة ومتحفظة على مسار هذا المفاوضات واللقاءات، وتريد أن تنقل رسالة بتلغيم الحوار قبل بدئه، كما أن المصالح الأمريكية واضحةً جدًا في منطقة الخليج والعراق، وهناك أحاديث حول تطوير بعض بنود الاتفاقية، خاصةً في مناطق التماس والقواعد العسكرية الإستراتيجية، وهناك ملفات أخرى متعلقة بموضوع التجارة والاستثمارات المتعددة في قطاعات أخرى.
وأردف «فهمي» أن هذا الحوار له أهمية كبيرة، وبدوره يؤكد استمرار أمريكا على رسم مصالحها السياسية والإستراتيجية في العراق، وحجز مكان متقدم في التسويات الجارية في الإقليم بأكمله.
وللمزيد.. رغبة فى حماية قواتها.. واشنطن تدخل على خط التوافق «الكردى ــ الكردى»





