ad a b
ad ad ad

مخاوف عراقية من تهور «الحشد» وتوريط «بغداد» في مواجهة مع «واشنطن»

الجمعة 06/سبتمبر/2019 - 04:02 م
المرجع
علي رجب
طباعة

دخل العراق مرحلة التأثر بالتوترات «الأمريكية ــ الإيرانية»، إذ كشف سياسي عراقي -طلب عدم ذكر اسمه- عن تصاعد صراع محتدم بين ميليشيات الحشد الشعبي وبين الرئيس العراقي برهم صالح، حول التعامل مع المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة، في ظل استهداف طائرات إسرائيلية مسيرة مقرات ومعسكرات الحشد في العراق، وهو ما اعتبره قادته تواطؤ أمريكيًّا ضد ميليشيات إيران في العراق.

وأوضحت المصادر لـ«المرجع» أن الحشد يسعى إلى استهداف المصالح الأمريكية، لكن الرئيس «برهم صالح» نجح حتى الآن في وقف مخططات الحشد في محاولة للتهدئة وعدم جر العراق إلى حرب بالوكالة.


مخاوف عراقية من تهور

وعقد الرئيس العراقي، الإثنين 26 أغسطس، اجتماعًا مع قادة فصائل الحشد الشعبي في قصر السلام ببغداد، في محاولة لتطويق أزمة قصف مخازن الأسلحة، وضبط الفصائل التي هددت باستهداف سفارة واشنطن ومصالحها.


وذكر بيان صدر عن الاجتماع، أن الاعتداءات التي تعرضت لها قوات الحشد مؤخرًا هي محاولات لجرِّ الحشد ومنظومة الدفاع الوطني إلى الانشغال عن الدور المهم المتواصل من أجل القضاء على فلول «داعش»، والتخلص نهائيًّا من الإرهاب ومخاطره ضد العراق وبلدان المنطقة والعالم.

وأظهرت صورة الاجتماع، كلًّا من أبو جهاد الهاشمي مدير مكتب رئيس الوزراء، وأكرم الكعبي زعيم حركة النجباء، وأبو آلاء الولائي زعيم كتائب سيد الشهداء، والقيادي في الحشد سامي المسعودي، وعددًا من مستشاري رئاسة الجمهورية.


كذلك اجتمع رئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، الأحد الأول سبتمبر، مع رئيس تحالف «الفتح» المظلة النيابية لميليشيات الحشد الشعبي، هادي العامري، في مكتب «المالكي» ببغداد، والرجلان معروفان بولائهما لطهران، وبحثا الأوضاع على الساحة العراقية واستهداف مقرات الحشد الشعبي، وفقًا لتقارير صحفية عراقية.


مخاوف عراقية من تهور

وكان نائب رئيس الحشد الشعبي «أبو مهدي المهندس» المدرج اسمه على القائمة الأمريكية السوداء، حمّل الولايات المتحدة مسؤولية الاعتداءات على مقرات الحشد، لكن اتهام إسرائيل مساء الأحد، كان الأول من نوعه.


فيما نفت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، تورطها في الهجمات الأخيرة، ولم تؤكد إسرائيل حتى الآن أي مسؤولية رغم تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه «سيتحرك ضد (يران) كلما دعت الضرورة».


من جانبه أكد الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن الدولة العراقية لا ترغب في الدخول في مواجهة سياسية مع واشنطن في الوقت الحاضر على الأقل، ونجحت في الظهور كوسيط أو مشارك في إطفاء نيران حرب يمكن تندلع على خلفية الأزمة بين إيران وبين الولايات المتحدة.


وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن الدولة العراقية كذلك تخشى من تهور الحشد الشعبي وتحوله إلى «حزب الله» جديد يورط العراق في حروب بالوكالة، لذلك عملت على تهدئة الأوضاع ومطالبة الميليشيات العراقية بضبط النفس؛ لافتا إلى أن عملية ضبط النفس لميليشيات الحشد ستتوقف على مصير الأزمة الإيرانية، وحوار طهران مع العواصم الغربية، وخاصة باريس التي تحاول التوصل إلى تهدئة وتفاهمات بين واشنطن وطهران.

وشدد الخبير في الشؤون الإيرانية على أنه في حالة الفشل في نزع فتيل الحرب بين كل من إيران والولايات المتحدة، فقد نشهد استهدافًا للمصالح الأمريكية من قبل ميليشيات الحشد.

"