على خلفية إعادة انتشار قوات أمريكية.. مواجهات مرتقبة بين «واشنطن وطهران» داخل العراق
تزداد احتمالات وقوع مواجهات عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية، على وقع استمرار عملية إعادة الانتشار التي تنفذها القوات الأمريكية، في ظل تصاعد التهديدات ضدها من جانب فصائل مسلحة مدعومة من طهران وسط فراغ في السلطة داخل بغداد بسبب تأخر تشكيل حكومة جديدة منذ عدة أشهر.
وجاء طلب السفارة الأمريكية من موظفيها في العاصمة العراقية، ومركز بغداد للدعم الدبلوماسي، والقنصلية العامة في أربيل بالرحيل، ليضاعف من مخاوف اندلاع مواجهة مسلحة وشيكة، لاسيما وأنه يأتي بالتزامن مع إصدار 8 فصائل مسلحة بيانًا توعدت فيه باستهداف القوات الأمريكية وتحويل أرض العراق وسمائه إلى جحيم عليها.
وقد بدأت القوات الأمريكية الانسحاب من 15 قاعدة عسكرية فى العراق، في فبراير 2020، في الشهر التالي لإعلان الرئيس الأمريكى، دونالد ترمب، نيته تخفيض عدد جنوده هناك، الذي يبلغ 5000.
وبالتزامن مع تنفيذ القوات الأمريكية خطة إعادة انتشار إذ تسحب أفرادها من القواعد الصغيرة المتناثرة هنا وهناك لتتمركز في قواعد أخرى في محافظات صلاح الدين والأنبار والتاجي، وهي أشد تحصينًا وأبعد عن مجال عمل ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران، وفي الوقت ذاته يتم العمل الآن على نشر منظومات الدفاع الجوي، باتريوت في جميع تلك القواعد للتصدي لأي هجمات من فصائل الحشد.
ياتي هذا بينما احتفت وسائل الإعلام الإيرانية بتلك الانسحابات للقوات الأجنبية، وأبرز التليفزيون الرسمي الايراني الذي بث أخبار تسليم القواعد العسكرية الواحدة تلو الأخرى للجيش العراقي، في صدارة نشراته الإخبارية باعتبارها تأتي ضمن خطة لانسحاب القوات الأجنبية تمامًا من العراق فرارًا من هجمات الميليشيات التي تقاتل ضمن الحشد الشعبي الموالية لإيران، وتنفيذًا لما طلب به نظام الملالي حين أعلن أنه سيخلي منطقة الشرق الأوسط من القوات الأمريكية على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في 3 يناير الماضي في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
وكان العراق، قد طلب من الولايات المتحدة سحب القوات الأمريكية المقاتلة ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، إلا أن واشنطن أعلنت عدم وجود خطة لتنفيذ الطلب العراقي في ظل وجود معاهدة دفاع مشترك بين البلدين تتيح لقواتها البقاء، إذ أنه حتى لو تم حل التحالف الدولي في العراق فستبقى تلك القوات بموجب تلك المعاهدة المبرمة بين البلدين.
وتعّهدت كتائب "حزب الله" العراقي التي تعد من أهم فصائل الحشد، بالتوقف عن استهداف القوات الأمريكية في حال مواصلة الأخيرة انسحابها من البلاد تمامًا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه بناءً على معلوماته وقناعاته، فإن "إيران أو الجماعات التي تعمل بالوكالة عنها" يخططون لهجوم سريع ضد أهداف أمريكية في العراق، مهددًا بأنه إذا حدث هذا، فستدفع طهران ثمنًا فادحًا جدًا، وكشفت وسائل إعلام أجنبية عن أن رئيس هيئة الأركان الأمريكي مارك ميلي، اقترح على ترامب شن هجمات مفاجئة ضد كتائب حزب الله والتي بدورها تستعد لشن هجوم ضخم على قوات بلاده، وان هناك بنك أهداف معد بالفعل في واشنطن لهذه العملية المرتقبة.
يذكر ان كتائب حزب الله شنت عددًا من الهجمات على القوات الأمريكية بالعراق وصفها رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، بأنها رد فعلٍ طبيعي على مقتل قاسم سليماني و الوجود العسكري الأمريكي في العراق.





