بعد تصفية عبد المالك دروكدال.. مصير مجهول ينتظر القاعدة في المغرب
الأربعاء 10/يونيو/2020 - 09:44 م
أحمد عادل
مصير مجهول في انتظار تنظيم القاعدة الإرهابي في المغرب العربي، وذلك بعد أن تمكنت القوات الفرنسية من تصفية زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك دروكدال خلال عملية في شمال مالي قرب حدود الجزائر.
تفاصيل العملية
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، الجمعة 5 يونيو 2020 ، على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر": "في الثالث من يونيو قتلت قوات الجيش الفرنسي بدعم من شركاء محليين أمير القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك دروكدال، وعددا من أقرب معاونيه، خلال عملية في شمال مالي".
ودروكدال أحد أهم القيادات الإرهابية في منطقة الساحل الصحراوي على امتداد عشرين عامًا، ويمثل مقتله ضربة موجعة للقاعدة في تلك المنطقة، وذلك لإلمامه الكامل بتضاريس المنطقة، إضافة إلى كونه أحد القيادات الكبيرة في تنظيم القاعدة.
وأحدثت تصفية دروكدال، حالة من الارتباك في المشهد الإرهابي في منطقة المغرب الإسلامي، سواء على مستوي التنظيم الكبير " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، أو الجماعات الصغيرة التي تنضوي تحت لواء التنظيم، حيث تعيش تلك الجماعات في الأساس حالة من الخلافات الكبيرة بسبب إعلان بعضهم الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، والذي يتولي مهتمه في تلك المنطقة أبو الوليد الصحراوي أحد القيادات السابقة في تنظيم القاعدة.
وتعاني دول منطقة الساحل والمغرب الإسلامي، من ضعف الأجهزة الأمنية، ما يشجع الإرهابيين على تنفيذ عمليات إرهابية لإثبات وجودهم.
البداية
بداية دروكدال مع الإرهاب، عندما أعلن في سبتمبر 2006، عن قيام التحالف الرسمي بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنظيم القاعدة، وبايع أسامة بن لادن، زعيم التنظيم آنذاك، وفي بيان مؤرخ 24 يناير 2007، أعلن أنه نتيجة لدمج الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنظيم القاعدة، وإثر التشاور مع بن لادن، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال غيرت اسمها لتصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وشن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تحت قيادة دروكدال، سلسلة من الهجمات الإرهابية، من قبيل الهجمات المنفذة بالسيارات المفخخة في أكتوبر 2006 على مخفري الشرطة في درغانة والرغاية في الضواحي الشرقية من الجزائر العاصمة، والهجوم على حافلة تقلّ مستخدمين أجانب يعملون في شركة النفط الجزائرية الأمريكية "براون أند روت كوندور" على مقربة من بوشاوي، في ديسمبر 2006، والهجوم على قافلة تابعة للشركة الروسية "ستروي ترانسغاز" في مارس 2007، والهجمات السبع بالسيارات المفخخة على منشآت أمنية في ولايتي بومرداس وتيزي أوزو في فبراير 2007.
كما تولى الإشراف على الهجمات الإرهابية التي شُنت على قصر الحكومة ومكتب قسم التحقيقات الجنائية التابع لشرطة الجزائر العاصمة، وذلك في أبريل 2007، وأسفرت هذه التفجيرات بالسيارات المفخخة عن مصرع 33 شخصا وإصابة 245 شخصا آخر بجراح، معظمهم من المارة وسكان الحي.
هجمات ديسمبر
وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسؤولية عن هجمات ديسمبر 2007 على مكاتب الأمم المتحدة ومبنى المحكمة الدستورية في الجزائر العاصمة، وفي أغسطس 2008، أشرف "دروكدال" على تنفيذ ثلاث هجمات انتحارية أودت بحياة العديد من المدنيين في ولايات بومرداس، وبويرة، وتيزي أوزو في الجزائر.
وفي نوفمبر 2012، أنشأ تحالفا بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وأنشأ مكاتب شمال غاو " أحد مدن دولة مالي " من جانب بعثة تضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وحُددت استراتيجية مشتركة فيما بينهم.
ودروكدال الملقب بـ«أبو مصعب عبد الودود» قتل عن 48 عاما، ولد بإحدى القرى التابعة لولاية البليدة الجزائرية، ويعتبر من بين أخطر الإرهابيين في شمال إفريقيا، وشارك في سيطرة المتشددين على شمال مالي،وكان له دور فعال في اختطاف مواطنين محليين وغربيين في هجمات عدة في تونس والنيجر ومالي.





